•الفصلُ الثامِن•

1.2K 87 14
                                    

تم التعديل.✔
ـ

قدْ تطوّرتْ علاقةُ ليا بـهاري في الفترةِ الماضية، كانا يخرُجان سويًا كثِيرًا، يتحدثان بالهاتفِ إذَا كانَ هو مُسافرًا و ما هو غير ذلك.

و في الحقيقةِ سببُ كُلُّ هذَا كانَ هاري؛ فهو كانَ يُحاولُ دائمًا جاهدًا أنْ تتقرّب مِنه ليا بعدَما حدثَ بينهُما، و قدْ حدثَ بالفعل و هو مُمتنٌ لهذَا.

فإنْ كُنتَ قادرًا علىٰ إصلاحِ الأمُور بادرْ بذِلك، إنْ استطعتَ أنْ تُظهِر جمِيعَ مشاعرِك لا تترددْ و إنْ كانَ بإمكانِك إسعاد الآخرين لا تُفكِّر مرتين؛ فكمْ مِن أوقاتٍ أهدرناها بالحسرةِ علىٰ مُفارقةِ أحباب كانَ بإمكانِنا إعادتهُم، علىٰ مُقاطعةِ أصدقاء كانَ بمقدُورِنا كسب صُلحهُم، و علىٰ أشخاصٍ حطّمُونا و كُنّا نستطِيعُ مُسامحتَهُم.

ليا لمْ تتوقّفْ عَنْ العبثِ معَ زين، حتىٰ بعد مرُور أكثر مِن شهرٍ هي لمْ تملْ، و قدْ بدا لها أنَّهُ مُستمتعٌ حقًا. صدّقتْ ليا حديثَ هاري فعليًا عِندما قالَ أنَّهُ مُتلاعب.

لكِن كُلّما ذكرتْ ليا شيئًا مِن الأشياء التِي لا يعلمُها سِواه و ديلان و هاري؛ توقّفَ عَنْ الردِ لتُنهي هي المُكالمةَ بابتسامةٍ مُنتصِرة.

لِما تتلذّذُ بفعلِ هذَا و هو لمْ يؤذِها في شيء؟

هي تتذكّرُ جيدًا ذلِك اليوم، عِندما عادتْ بصُحبة هاري و وجدتْه يتصلُ بها. هي لمْ تتوقّعْ هذَا مُطلقًا. انتظرتْ هاري حتىٰ يُسافر و اتصلتْ به.

- ارتجاع فنيّ -

"لماذَا كُنتَ تتصل؟ هل أعجبتكَ مُضايقاتِي؟ إنني في الخدمةِ د --" كادتْ أنْ تُكملَ، لولا أنَّهُ قاطعَها ببرُود طالبًا إنهاء كُلّ هذِه التُرّاهات، لأنَّهُ ليسَ تافهًا مثلها.

- أردتُ فقَط أنْ أعرفَ ماذَا تُريدين مِنّي، و كيفَ تعرفِينني؛ حتىٰ نُنهِي هذِه اللُعبة السخِيفة ...

"زين، أخبرتُكَ مِن قبل ألّا تتحدّث معِي بهذِه الطرِيقة، ماذَا فعلتُ أنا لاتلقّىٰ مِنكَ هذا؟" أجابتْ بحُزنٍ مُصطنع، مُحاولةً ألّا تضحكَ بأيِّ لحظة.

- بحقِّ الجحِيم، ألا ترين أنَّكِ تفعلِين شيئًا؟ أليسَ لكِ حبيبًا أو أطفالًا أو أيَّ لعنة أخرىٰ لتنشغلي بها؟ إذَا كانتْ الإجابةَ لا، فلتبتعدِي أرجُوكِ لأنَّكِ لستِ في قائمةِ المُقربين خاصتي ...

قالَ بضجر و لمْ ينتظرْ مِنها أيَّ ردٍ لذلِك أنهىٰ المُكالمة،
فشعرتْ هي أنَّها تنجحُ بما تفعلُ.

عدِيمة الكرامة.

- نهاية الاتجاع الفنيّ -

زين لمْ يكُنْ يعلمُ لماذَا لا يُوقفُها عِندما تتحدثُ معَه، فرُغم أنَّهُ حاولَ في تِلك المرّة، عِندما اتصلتْ مُجددًا لمْ يُوقفْها، و كأنَّهُ مُستمتعٌ بحق.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن