"أنسَ الأمرَ، أقلِعْهُ تمامًا عَنْ رأسِك.." تحدّثتْ بسُرعةٍ مُندفِعةً بعدَما كانَ هو يتحدّثُ بتردُدٍ، دليلًا قاطِعًا علىٰ رفضِها للأمرِ.
"هل يُمكِنُكِ فقَط أنْ تسمعِيني للنهايةِ؟" تساءلَ بينَما يُحاوِلُ أنْ يجعلَ الأمرَ هادِئًا و منطِقيًا أكثرَ مِن اللازمِ.
"لا، أنهِ الحديثَ عَنْ هذَا الأمرُ رجاءً." قالتْ دُونَ أنْ تنظُرَ لهُ، حاولتْ أنْ تُغادِرَ الغُرفةَ بعدَما نهضتْ، لكِنهُ منعَها عبرَ تمسُّكِه بها؛ مِما جعلَها تقلِبُ عينيها بضجرٍ.
"ليا!" صاحَ بإنفعالٍ بعدَما اِستمرّتْ في تحرُّكِها، فتوقّفتْ.
"هل يُمكِنُني أنْ أعلمَ لمَ ترفُضين؟" سألَ بهدُوءٍ مُحاوِلًا أنْ يجعلَها تستكِين بينَ يديهِ.صمتتْ قليلًا، رفعتْ رأسَها و نظرتْ لعينيهِ ثُم قالتْ: "لأنَّ هاريسون يجِبُ أنْ يعلمَ مَن هو والِدُه، و أنْ يكُونَ فخُورًا بذلِك، هاريسون اِبنُ هاري و سيظلُّ اِبن هاري يا زين!"
أنهتْ حديثَها بصياحٍ جعلَهُ يُغلِقُ عينيهِ بقُوَّةٍ، و بالنهايةِ فتحَهُما مُجددًا ثُم قالَ: "حسنًا أنا أحترِمُ رغبتَكِ هذِه و أُقدِّرُها، لكِن دعينَا نُفكِرُ في الأمرِ مِن جانبٍ آخرٍ رُبما أنتِ غفلتِ عَنْهُ.. يجبُ أنْ تُفكِري في مُستقبلِ هاريسون جيّدًا، فكّرِي في أيِّ أذىٰ نفسِيٍّ قدْ يتعرّضُ لهُ بسببِ أنَّ والِدَهُ ميِّتٌ، الأمرُ ليسَ سهلًا إطلاقًا ليا و يستحِقُ عنَاءَ التفكِيرِ."
صمتتْ مُجددًا بتفكِيرٍ، أسترختْ تمامًا بينَما تُحدِّقُ في الفراغِ، مِما جعلَهُ يشعرُ بأنَّهُ علىٰ وشكِ أنْ ينجحَ في أولِ خطُوةً جيّدةً سيخطُوها، يُريدُ أنْ يُثبِتَ لها أنَّهُ عادَ ناوِيًا الخيرِ.
"لنْ أسمحَ لشيئٍ أنْ يُؤذِي اِبن صدِيقي.." أكملَ بإصرارٍ فرفعتْ عينيها بعدَ ثوانٍ بعدَما تجمّعتْ العَبراتُ بهُما،
أنسحبتْ مِن بينَ يديهِ مِتوجّهةً للأريكةِ، جلستْ عليهَا مُخفيةً وجههَا بينَ يديها كونَها لمْ تستطِعْ كبحَ دمُوعَها.
أقتربَ مِنها سريعًا بقلقٍ و عدمِ فهمٍ، جلسَ بجوارِها بل ألتصقَ بها، أبعدَ يديهَا عَنْ وجهِها كي تسنحَ لهُ رؤيتَها، ثُم سألَ بهدُوءٍ: "لمَ البُكاءُ؟"
"لسُخريةِ القدرِ، أنظُرْ كيفَ تحوّلَ الأمرُ مِن اِبن أحدِ العُهَّارِ الذِين أُرافِقُهم.. لاِبن صديقُكَ.." أردفتْ باكِيةً بقهرٍ فأغلقَ عينيهُ جراءَ الألمِ الذِي أقتحمَ قلبَهُ، يرفُضُ إستِيعابَ أنَّهُ كانَ قاسِيًا و غيرُ مُتفهّمًا بهذَا الشكلُ المُفجِعُ..
أمسكَ رأسَها برفقٍ و ضمَّها كُليًّا إلىٰ حُضنِه يطلبُ مِن ربِّه راحةِ قلبَها و قلبَهُ، إستجابتْ لهُ مُرغمةً كونَها تحتاجُ لعِناقهِ هذَا بشدّةٍ، تشبثتْ بهِ بكُلِّ قُواها و كأنَّها تُحاوِلُ إخبارَهُ أنَّهُ ملجأها و مأواها.
أنت تقرأ
انــتِــقَــام
Fanfiction[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذنبْ! هي كانتْ تعلمُ تمامَ العلمِ أنَّكَ صديقُ زوجها." صمتَ قليلًا، "إنَّها مُجرمة!" ثُم أكملَ بـغيظ. "إذًا ماذا عليَّ أن أفعلَ؟!" صرخَ مُزمج...