•الفَصل الثاني و العِشرون: الجُزءُ الثاني•

987 75 38
                                    

أرجوكم تفاعلوا الفوتس و الكومنتس قليلة اوي:")
...

"ليا!"

السَّيّدُ هنري! هَل هو فِعليًا السَّيّدُ هنري؟!

لقَدْ أطالَتْ ليا التَحدِيقَ، لَكِنها لمْ تُلاحِظْ ذَلِكَ إلّا عِندما حَرَّكَ رأسَهُ لِلأسفَلِ، ناحِيةُ يدِ زين التي تُعانقُ يدَ ليا، و مِن ثُم وَجَهَ نظَراتَهُ لِوَجْهِ زين.

ظَلَّ الصَمْتُ سائِدًا حَتىٰ أنتَهىٰ هنري مِن إلقاءِ نظَراتِه و تحَرَّكَ مُتَجِهًا لـليا، و في غَمضَةِ عَينٍ كانَتْ ليا في عِناقِهِ لِذا تِلقَائيًا غَادَرَتْ يدُ ليا خاصةَ زين.

شعَرَتْ ليا بِدَهشَةٍ عَارِمةٍ، دَهشَةٌ ظَهَرَتْ علىٰ ملامِحِها سَريعًا، و قَدْ فَعلَتْ، لَكِنها لمْ تُحاولْ النَظَرَ لزين مُجدَدًا بَعدَما لَمَحَتْ أنَّهُ يَنظُرُ لَها عاقِدًا حاجِبَيه و ذِراعيِه.

حسَنًا، هي الآن لا تستَطِيعُ أنْ تُحَدِدَ إذا كَانَ يُعَانِقُها لأنَّهُ جِدًا مُشتاقٌ لَها، أم لِغَرَضٍ آخَرٍ؟!

لَكِنْ لو كَانَ مُشتاقًا؛ لَما هجَرَها طوال تِلكَ المُدَةِ، صَحِيح!

كُلُ ما تَشعُرُ بِه الآن أنَّها غَيرُ مُرتاحةٍ.

بَعدَ لَحظَاتٍ أُخرىٰ مِن الصَمتِ و الإندِهاشِ رَفعَتْ ليا ذِراعيها مُقَرِبَةً إياهُما إلىٰ صَدرِ والِدِها ثُم أبعَدَتْهُ عَنْهَا بِكُلِ برُودٍ و رِفقٍ دُونَ أنْ تَنظُرَ لَهُ.

يا ليا، لَقدْ أفسَدَتِ كُلَّ مُخططاتِه! و قَدْ أثَرتِ تسَاؤلات زين تِجاهَكِ أنتِ و وَالِدُكِ لِلمَرةِ الثَانِيةِ أيضًا.

"مَاذا تفعَلينَ هُنا؟" سألَها والِدُها بَينَما يَنظُرُ لِعَينيها مُباشَرةً،
حَقًا! ألَا يَحتاجُ لِأنْ يُخبِرَها بألّا تذهَبَ لِلمَنزِلِ في ساعَةٍ مُتأخِرَةٍ أيضًا!!

ضَحكَتْ هي بِسُخرِيَةٍ ثُم قالَتْ: "ماذا يفعَلُ والدي الشُرطيُّ السِياسيُّ هُنا؟"

يُعجِبُني الآن زين الذي يتَقَمَّصُ دُورُ المُتَفَرِّجِ، يتَنَقَّلُ بِنظَراتِه بَينَهُما فَقَط..
لَكِنَهُ تَفَاجَأ مِن رَدَةِ فِعلِ ليا.

لِمَ تُعامِلُهُ بِتِلكَ الطَرِيقَةِ؟!
تساءَلَ بِداخِلِهِ، هو يُحاوِلُ الوُصولَ لِطَرفِ الخَيطِ لَكِنْ دُونَ جَدوَةٍ.

إرتَبَكَ السَّيّدُ هنري قَليلًا أثنَاءَ الصَمتِ الذي سَادَ مِن جَديدٍ، هنري مُرتَبِكٌ!!
نَظَرَ لزين نَظرَةً غَيرُ مَفهومَةٍ ثُم نَظَرَ لـليا مُجددًا بَعدَما أمسَكَ يدَها اليُمنَىٰ و قَالَ: "يُمكِنُنا أنْ نتَحدَثَ في الدَاخِلِ."

في الدَاخِلِ!؟
عَقَدَتْ ليا حاجِبَيها بِعَدَمِ فِهمٍ بَينَما تَنظُرُ لَه، زادَتْ عُقدَةُ حَاجِبَيّ زين إشتِباكًا بِصَمتٍ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن