اِبتعدُوا جفُونَها عَنْ بعضِهم البعضِ، مُعلنِين اِستقبالِهم ليومٍ جديدٍ حُلوةٌ أو مُرّةٌ أحداثُه، هُم فقَط أجمعُوا علىٰ مُحاولاتِ تخطّي كُلَّ ما سيحدثُ.
جلستْ بتربُعٍ مُزيحةً الغطاءِ الخفِيفَ عَنْ جسدِها، لتَمسِكَ سريعًا رأسَها بيُمنتِها بعدَما داهمَها الصُداعُ؛ مرحبًا بالكابُوسِ المُعتادِ..
"أيُّ جُزءٍ في 'لقدْ مللتُ' ليسَ مفُهومًا؟" تحدّثتْ بسخطٍ بينَما تنظرُ لسقفِ الغُرفةِ، رمَتْ جسدَها مُجددًا علىٰ الفِراشِ الدافِئ و تُفكِرُ بشرُودٍ حيالَ كُلِّ شئٍ.
مرّتْ نصفُ ساعةٌ علىٰ هذِه الحالِ، حتىٰ نهضتْ أخيرًا ناوِيةً الخرُوجِ مِن الغُرفةِ مُتوجِهةً لغُرفةِ هاريسون المفتُوح بابُها.
عقدتْ حاجِبيها بقلقٍ عِندما وجدتْ سريرَهُ الخشبيّ الصغِيرِ فارِغًا، لكِن ما لبِثتْ و إن أزاحتْ الأفكارَ السوداويةَ عَنْ رأسِها بعدَما تذكرتْ أمرَ آبيلا.
"هو لا يستيقِظُ كثِيرًا في هذَا الوقتُ و أنا دائِمةُ النِسيانِ." همستْ بعدَما تثاءبتْ مُستذكِرةً اِستيقاظَها في نفسِ التوقيتِ و إيجادُه في بعضِ الأحيانِ برفقةِ آبيلا.
ظلّتْ تتثاءبُ كثِيرًا بعدَما توجّهتْ لنافِذةِ الغُرفةِ كي تنظُرَ للسماءِ، لا تعلمُ الوقتَ بالتحديدِ لكِنها تعلمُ أنَّهُ مُبكِرٌ،
و حالمَا اِستندتْ علىٰ النافِذةِ رأتْ شيئًا غرِيبًا جِدًا جعلَها تنتفِضُ في وقفتِها، زين يقُفُ في حديقةِ المنزلِ، يحمِلُ هاريسون المُستيقِظِ و يُلاعِبُه، و الأغربُ مِن ذلِك أنَّ هاريسون مُستمتِعٌ جِدًا برفقتِه؛ هذَا ظهرَ مِن ضحكاتِه الطفُوليةِ اللطِيفةِ.
لمْ تعلمْ هل هي سعيدةٌ بالمنظرِ أم مُندهِشةٌ و قلِقةٌ، كونُه يُفاجِئُها دائِمًا بتصرُّفاتِه، لمْ يكُنْ هذَا أساسًا الشيئَ الرئيسِيّ الذِي شغلَ أفكارَها؛
لأنَّها فورَما نظرتْ لوجهِه تذكرتْ كُلَّ ما حدثَ بالأمسِ فيمَا هو أقلُ مِن الثانِيةِ، تجمّعتْ الأفكارُ بهمجيّةٍ في لحظةٍ واحِدةٍ ممَا جعلَها تشعرُ بدورَانٍ حادٍ.
- إرتجَاعٌ فنِيٌّ -
نهضَ مِن مكانِه بثُقلٍ ثُم وقفَ أمامَها مُباشرةً، بينهُما مسافةٌ ليستْ قصِيرةً كونَها تحمِلُ هاريسون، لكِنها أنزلَتْهُ بسُرعةٍ بعدَما بدأَ يتلوَّىٰ بينَ يديهَا كالثُعبانِ؛ دليلًا علىٰ رغبتِه في النزُولِ للأرضِ؛
و كانَ هذَا سببًا في قِصرِ المسافةِ بينهُما كونَهُ أستغلَّ الفُرصةَ و أقتربَ مِنها أكثر و أصبحَ لا يفصِلُ بينهُما سِوىٰ بعضُ الإنشاتِ،
تبادلَا النظراتَ العمِيقةَ بصمتٍ حتىٰ تحدّثَ هو قائِلًا: "قولِي لي أنَّكِ تمزحِين."
أنت تقرأ
انــتِــقَــام
Fanfic[highest rank #1] #مُكتمِلة "أنا أغبىٰ شخص بهذا العالم اللعين." قالَ مُطأطأً رأسهُ بألمٍ و ندم. "أنتَ لم تُذنبْ! هي كانتْ تعلمُ تمامَ العلمِ أنَّكَ صديقُ زوجها." صمتَ قليلًا، "إنَّها مُجرمة!" ثُم أكملَ بـغيظ. "إذًا ماذا عليَّ أن أفعلَ؟!" صرخَ مُزمج...