•الفَصلُ السَادِسُ و العِشرُون•

1.4K 80 48
                                    

حَلَّ الصَبَاحُ.. بَعدُ لَيلَةٍ طَوِيلَةٍ بِالنِسبَةِ لِكِلَيهِما،

كِلَاهُما لَمْ يَنَمْ إِلّا بِسَاعَةٍ مُتَأخِرَةٍ بَعدَما تَآمَرَ التَفكِيرُ المُفرِطُ ضِدَهُما.

فَهي كَانَتْ تَحسِمُ جَمِيعَ قرَارَتِها و تَنوِي التَغيِيرَ.. و كُلُّهُ فَقَطْ لِأَجلِ الطِفلِ! حَدِيثُ أندريا نَتَجَ عَنهُ شَيئًا جَيِدًا إذًا..

و بِمُنَاسَبَةِ الطِفلِ.. قَرَرَتْ أنْ تُحَافِظَ عَلَيهِ بِكُلِّ قُوَاها مِن أَيِّ شَخصٍ كَانَ، حَتىٰ مِن نَفسِها! كَونُها أَخِيرًا أَدرَكَتْ أنَّهُ فِعلًا الشَئُ الوَحِيد الذِي سَيَبقَىٰ لَها.

سَتتحَمَّلُ لَعنَةَ زين و وَالِدَهَا لِفَترَةِ، ستَتجَاهَلُ الجَمِيعَ مِن أَجلِهِ هو فَقَطْ.

أَمّا عَنْ زين، هو ظَلَّ يُفَكِرُ فِي الطَرِيقَةِ التِي يَتَوجَبُ عَلَيهُما التَعَامُلَ بِها أَمَامَ عَائِلَتِهِ حَتىٰ غَلَبَهُ النُعاسُ بِآخِرِ الأَمرِ.

و فِي سَاعَةٍ مُبَكِرَةٍ مَجهُولَةٍ بِالنِسبَةِ لَها، فَتَحَتْ بَابَ غُرفَتَها بَينَما تَفرُكُ عَينَيها بِكَسَلٍ كَبَيرٍ؛ تَنوِي التَجَرُّعَ بِبَعضِ المِياهِ كَونَها شَعَرَتْ بِالعَطَشِ أَثنَاءَ نَومِها.

و حِينَما أرتَوَتْ خَرَجَتْ مِن المَطبَخِ و نَظَرَتْ لِسَاعَةِ الحَائِطِ مُبَاشَرَةً، فَأَدرَكَتْ أنَّهُ الوَقَتَ الذِي قَالَ زين أنَّهُما سَيستَيقِظَا بِهِ، أَي السَابِعَة صبَاحًا،

مِمَا جَعلَ ليا تَتذَمَرُ مُتأَفِفَةً لَأنَّها لَنْ تَستَطِيعَ النَومَ مُجدَدًا، لَكِنْ عَينَاهَا لَمَعَتْ بِسَعَادَةِ بَعدَما فَكَرتْ فِي أَنَّها تَستَطِيعُ النَومَ فِي أَيًا كَانَتْ وَسِيلَةَ المُوصَلَاتِ التِي سَيُسَافِرَا بِها.

تَعجَّبَتْ عِندَما مَرَّتْ مِن أَمَامِ غُرفَتِهِ المُغلَق بَابها و لَمْ تَسمَعْ أيَّ أَصوَاتٍ، و فَكَرَتْ قَلِيلًا..

هي ستَنتَظِرُ بِغُرفَةِ المَعِيشَةِ لِعَشرَةِ دَقَائِقٍ و إِن لَمْ يَستَيقِظْ  سَوفَ تَذهَبُ لِتُيقِظَهُ، هَذَا مَا فَكَرَتْ بِهِ.

هي تَعلَمُ أَنَّهُ بِنِسبَةٍ كَبِيرَةٍ لَنْ يُحِبَ هَذَا - كَونُها سَتُيقِظُهُ بِنَفسِهَا - لَكِنَها مُضطَرَةٌ؛ فَهَذَا سَيكُونُ أَفضَلَ مِن غَضَبِهِ. 

جَلَسَتْ عَلىٰ إِحدَىٰ الأَرَائِكِ بِهدُوءٍ بَينَمَا تَمسِكُ بِبَطنِها بَعدَ أنْ دَلَفَتْ لِلغُرَفَةِ، و بَقَتْ تَعبَثُ بِخُصلَاتِ شَعرِها حَتىٰ دَارَتْ و جَالَتْ فِكرَةً مَا بِرَأسِها، فَكَرَتْ فِي تَنفِيذِها بَعدَ إِيقَاظ زين.

مَرَّتْ العَشرُ دَقَائِقٍ سَرِيعًا؛ كَونُها ضَيَّعَتهُمُ فِي التَفكِيرِ، و بِالنِهَايَةِ نَهَضَتْ و تَوجَهَتْ لِغُرفَتِه ثُم فَتَحَتْ بَابَها بِبُطئٍ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن