•الفصلُ الثاني•

2.4K 126 50
                                    

تم التعديل.✔
ـ

"معَ مَن تجلسُ يا رجُل؟" صاحتْ ليا بانزعاج.

أخذَ واحِدٌ مِنهُما الهاتفَ مِن يدِه و بدأَ يتحدّثُ قائلًا:- اسمعي. أنا ديلان صديقُ هاري، أعملُ معهُ بـخطِ لندن و مستعدٌ لفعلِ أيّ شيءٍ ستطلُبينهُ، هل أنتِ مُستعدة؟ ...

صاحَ هو أيضًا بينما يتحدثُ بخُبثٍ، ثُم انفجرَ ضاحِكًا بينما يضعُ يدَهُ علىٰ فمِ هاري ليمنعَهُ مِن الحديث.

لحظةٌ واحِدة ثُم أخذَ صديقُهما الآخر الهاتِف و بدأَ يتكلّمُ مع الحفاظِ علىٰ تمسُّكِه بجسدِ هاري جيّدًا.

- أمّا أنا يا آنستي، أُدعىٰ زين. أُحِبُ الجمِيلاتِ، الفاتناتِ و الرقِيقاتِ، رقمُ هاتفِي هو 33 644600643+ و رقمُ مكتبِي --... توّقفَ لعدمِ قُدرته علىٰ كتمِ ضحكاته.

لحظاتٌ ثُم أكملَ قائلًا:- هندسةُ البترُول ...

قالَ هو أيضًا ليترُكَ الهاتِف، بعد ذلِك قد لكمَهُ هاري عدة مرّات علىٰ كتفِه حتىٰ فرَّ هاربًا هو و ديلان مِن الغُرفة.

وضعَ هاري الهاتفَ علىٰ أُذنِه ثُم تحدّثَ بإحراجٍ شدِيد قائلًا:- إيّاكِ أن تتضايقي، إنَّهُما فقَط كانا.. كانا يمزحان ...

"حسنًا، لا عـ -- ، يبدُو أنني سأُنهي المُكالمة الآن." همستْ بعجَلة.

- لا لا انتظري. ألن أحظىٰ بمُقابلتكِ؟ ...
قالَ هاري معَ ابتسامةٍ و كأنَّها تراهُ.

"وداعًا يا مجنُون، أبي قد أتىٰ." قالتْ ثُم أغلقتْ الهاتِف قبلَ أن تسمعَ ردَه.

"مساءُ الخيرِ ليا." قالَ ثُم اتجهَ إلىٰ حُجرةِ مكتبه.

"مساءُ الخير." ردّتْ ببرُودٍ.

ـ

خرجَ كُلًا مِن ديلان، زين و هاري و بالطبع معهُم سييرا و بريتني مِن منزلِ زين بالخامسةِ فجرًا بأصواتِهم العالية و رائحةِ الخمُور التي تفوحُ مِن أفواهِهم ليُقرروا الصعُودَ إلىٰ سيّارة هاري مُباشرةً.

لكِن قبل أن يصعدُوا وجدَ ديلان ورقةً مُلصقةً علىٰ زُجاجِ السيّارة. مكتوبٌ بها بعض الأحداثِ عَمّا يجري بـباريس في هذه الأشهُر، فأدركَ أنَّها منشُوراتٌ مِن المُنظماتِ السياسيّة التي تُحاوِل إصلاحَ حال المدينة.

و قبل أن ينتهي مِن قراءتِها سحبَها زين مِن يدِه و بدأ يقرأُ بسُخرية.

"اترُكني لأعرفَ ما بها يا أبله!" تضجّرَ ديلان مُتحدِّثًا.

"لا تُشغِلْ عقلَكَ بهذه التفاهات." أردفَ زين و هو يُمزِّقُها بين يديه ثُم أعطاها لهاري حتىٰ يحرِقَها.

مُغيّبةٌ عقُولُهم مَن ينظرُون لكُلِّ شيءٍ نظرةً مُستصغِرة.

"تعلّمْ و لو قليلًا." قالَ ديلان ثُم صعدَ للسيّارة. ديلان تافهٌ كـزين تمامًا لكِنهُ في بعضِ المواقفِ يكُونُ أكثر عقلانيّةً و تفهُّمًا مِنهُ.

 انــتِــقَــامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن