إذا رأيتَه تعجبك همّته، فهو حركة لا تفتر، ولولب لا يهدأ.. ولقد راقني أن أتعرّف على سرّ ذلك فيه، فقال : ألسنا سنفد ذات يوم على ربّ العالمين، في يوم نسمِّيه بـ (يوم القيامة)؟.. قلت : بلى.
قال : ألسنا نقف في ذلك اليوم الرهيب العصيب، لنقدم حساباتنا بين يدي بارئ الخلائق أجمعين؟.. قلت : بلى.
قال : أليس يتمنّى المقصّرون منّا لو أ نّهم لم يقصّروا، وأ نّهم لو عادوا إلى الدنيا لعملوا أضعاف ما عملوه يوم كانوا فيها؟.. قلت : بلى.
قال : أنا أستحضر ذلك كلّه، وأشعر كما لو كنتُ سجيناً في سجن مؤبّد، ثمّ يتلطّف ربّي ومولاي، فيقول لي : سأكتب لك الحريّة من جديد، شرط أن تعمل لرضاي فبم تعدني؟.. فأقول له على الفور : لك أن أعمل في رضاك ما دمت حيّاً. وهكذا كلّما بردت همّتي، وفتر سعيي، وتقلّصت حركتي.. وجدتُ ما أوحي به لنفسي أنّ الحياة ساعة فلأجعلها طاعة.. وهكذا كان!..
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.