رواية-أمواج الفتن وسفينة الانتظار-5-

119 6 1
                                    

قصص الانتظار.
أمواج الفتن وسفينة الانتظار.
الفصل الخامس.
لم أشعر إلا بيد وضعت على كتفي وصوت حنون كنت ألفه منذ صغري وإذا به الشيخ بلال ..
الشيخ: محمد حسين بني لم أنت جالس هنا ما بك؟ هيا أعطني يدك وقم معي الان..
هذا أنت يا شيخ ماذا تفعل هنا وكيف وجدتني !!

الشيخ: لعله لطف الصاحب بك الذي يرعانا رغم جفوتنا و أبتعادنا عنه هو الذي دلني عليك ( قالها بأبتسامه أرتسمت على وجهه )، قم معي الان لنذهب الى الحسينيه فالوقت الان تأخر وسيأذن لصلاة المغرب قريباً...

قمت معه لكن جملته التي قالها لي عن لطف الامام الغائب زادت أوجاعي أكثر دخلنا للحسينيه وأتممنا الصلاة ثم أنصرف الجميع الى منازلهم بقيت انا جالس في أحدى الزوايا أنهى الشيخ تعقيبات صلاته ويبدوا أنه تعمد أن يتأخر ريثما يخرج الجميع توجه بعدها نحوي ..

الشيخ: ألن تخبرني مابك يا محمد فأنا قد لاحظت انك تغيرت منذ فترة خير ان شاء الله لماذا كنت عند نهر الفرات في هذا الوقت ولماذا بكائك أخبرني بني..

محمد حسين: ماذا أقول لك يا شيخ هل أني أصبحت مشرد و بلا مأوى
هل أخبرك ان والدي قد طردني من منزلنا هل أخبرك إني خسرت ديني وعقيدتي بجزعي وسماعي للشيطان ولـ هوى نفسي عن ماذا أخبرك عن معاناتي أنا ووالدتي من ظلم والدي طيلة السنوات السابقه ؟

الشيخ : أولا يا محمد أنت لست مشردا ًفهذه الحسينيه هي خيمه من خيام الامام الحسين عليه السلام وتستطيع البقاء فيها قدر ما تشاء ضيفا عليه سلام الله عليه، وأما حال والدك فنسأل الله له الهدايه وما عليك إلا الصبر يا ولدي وتفويض أمرك الى الله تعالى ..

وأما دينك وعقيدتك فأنا لطالما تلمست فيك المؤمن القوي الصلب الحسيني الذي يفدي دينه وعقيدته بروحه وكل ما يملك.

محمد حسين: هل تريد أن تقول لي يا شيخ أن صادق لم يخبرك بما دار بيننا من حديث حول الامام المهدي ؟؟

الشيخ: صادق نعم الصديق لك ولولا خوفه وحرصه عليك لما أخبرني و أعلم بني أن ما قلته من كلام هو بداية الايمان والبحث عن الحقيقه القويه لانك لو تركت هذه الشكوك والاسئله بلا أشباع بأجابات صحيحه ومتينه فأنها ستؤدي بك الى الضياع وفعلا الى خسارة الايمان والعقيده؛ فما عليك سوى أن تبحث عن أجابات وتزيد من علمك ومعرفتك بأمام زمانك لتلبس ايمانك درعا قويا واقيا متينا مبني على الادله والبرهان والقناعه ..

فلا تستطيع تشكيكات الاعداء ووساوس الشيطان من النفوذ الى نفسك أبدا أن شاء الله..
وأنا مستعد لاساعدك في ذلك أن سمحت لي يا محمد..
شكرا جزيلا لك يا شيخ فأنا فعلا بحاجه لمن يساعدني؛ أقسم بالله يا شيخ إني أؤمن بوجود الامام عج وأنه حي يرزق لكن كلامي كان عن جزع وجهل ويأس من طول غيبته..!!
الشيخ : خير أن شاء الله فأنت لا تحتاج الى الكثير بل فقط مجرد أزالة الشبهه والمعرفه بحكمة الغيبه وطولها؛ وهذا تساؤول حق يابني لكن كما أسلفت يجب أن تبحث عن أجابه له لا ان تتركه وتهمله فيودي بك..

نم الان وسأتي غدا ان شاء الله لأجيب عن جميع تساؤلاتك قبل صلاة الجمعه ان شاء الله؛ سأمر قبلها لأطمئن والدتك عنك..

محمد حسين: لكن أرجوك يا شيخ لا أريد أحد أن يعرف أين أنا..
الشيخ: حسنا كما تريد بني.
أغمضت عيناي بأطمئنان وكأني وجدت المرسى لسفينتي التائه ماكنت فيه من شك وحيرة كان أشد علي الاف المرات من ظلم والدي وما كنت أعانيه ومن طرده لي من المنزل؛ فأن اكون مطرودا من المنزل أهون عندي من أن أكون مطرودا من ساحة الله تعالى وساحه الامام الحسين ع وحفيده امام زماني لم أكن أطيق الصباح ليأتي شوقا لما سيروي ظمأي ويبرد نار قلبي ويرجع حبل الوصال بيني وبين أمام زماني ..



يتبع.....................



اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لعلك تهتدي؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن