-١-

73.3K 954 61
                                    


كانت رفل تبكي بحرقة حالها حال والدتها، لم يكن سماع خبر ان اخيها قد قتل شخص و سيتم سجنه مدة لا يعلمها الا لله سوى عاصفة اجتحت عائلة الراجحي، يبدو مما سمعت ان اخيها دخل في شجار مع احد الأشخاص عندما اختلفا حول سبب تافه البعض قال انهم تشاجرا حول كرة القدم و اخرون قالوا ان القتيل قد سب اخيها لكن النتيجة الواضحة خلال الساعات الأولى و الموكدة ان اخيها الطائش ذو العشرين ربيعاً قد طعن عدوه عده طعنة أودت بحياته.

كان افراد العائلة اجمعهم بجانب زوجها في حالة استنفار ذاك الذي يتصل وذاك الذي يخرج و يدخل ليذهبوا و يروا حال الفتى و هو محتجز.

كانت الام تتخبط وتبكي بحرارة ما زاد توتر رفل أكثر فخرجت من الصالة التي كانت تولول فيها أمها الى الحديقة، انتظرت دقائق عندما دخل زوجها حمزة ووجهه مضطرب محتارا

سألته بنبرة رجاء سؤال تكرر عدة مرات على مسمعه: هل من جديد، طمئني هل ايهم بخير؟

مسح زوجها وجه بكف يده، كان بالفعل قد مل السؤال: لا جديد يا رفل، فعل اخوكِ مصيبة ولا معين له غير لله.

تنهدت و قد نشفت بالفعل دموعها فلم يبقى غير حرارة الجزع في صدرها: و النعم بالله، يا حمزة ان امي تكاد تجن افلا تطمئن قلبها و تأخذها لأخي.

قال باعتذار: لا اظن العم محمد سيقبل، هدئيها اليوم و غداً لكل حادث حديث.

أصرت رفل : ارجوك كيف اهدئها و قلبها يحترق لوعة على ابنها .

زجرها حمزة: ابنها حي والحمد لله، ما بالك بعائلة الشاب الذي ولى بسبب طيش اخيكِ واستهتاره. (التف عنها مغادرا) احمدي لله انهم لم يأخذوا بثأرهم الى هذه الساعة، انهم ناس مثقفين تركوا جرم اخيكِ ل لله وللقانون.

حمدت لله كثيرا، ما لبث ان دخل ابيها محمد الى البيت وجهه تارة يخضر و ساعة يصفر . ما ان استقر و اخذ انفاس لتهدأ اعصابه المتوترة حتى قال بنبرة منكسرة : و لله ان ابنك كسر ظهري و انزل رأسي امام الناس، اتعلمين من اجل ماذا اجرم من اجل فتاة لا اصل و لا شرف، عاهرة في بيت دعارة جعلت رفيقين يقتتلا من اجلها.

صرخت الام به : اخبرني ماذا سيحل بابني؟

تنهد الاب باحباط : يقولون انه قتل غير متعمد لان الشاب هو من يمتلك السكين و حاول ان يطعن ايهم لكن النتيجة قلبت ضده. لازال التحقيق جار و لله وحده سيحل لنا هذه المشكلة.

انتحبت الام تسأل بهستيرية عن التفاصيل لكن الأقارب الذين بدوا يتوافدون اشغلت الاب عن اكمال حديثه و ذهب لينشغل بضيوفه و عله يجد حل او واسطة مع عائلة القتيل للتفاهم حتى لا يأتيهم ثار من غير ان يحتسبوا.

في مطلع اليوم الثاني كانت الام على وشك الانهيار و هي تصر بانها تريد روية ابنها و الاب يخبرها ان الامر مستحيل فعائلة القتيل لازالت هناك ورايتهم لها ستزيد احقادهم بلا شك فربما قد يطالبون بإعدام ابنها. لم تستطع زيارته الا بعد اربع أيام من التحقيق و قد أصرت رفل أيضا ان ترافق أمها و يا ليتها ظلت في منزلها لا يرى طولها ذاك الجبار المستبد.

كان ايهم لازال في قسم الشرطة محتجز تحت التحقيق و بانتظار يوم محاكمته لذلك كان منظره بكمية التعب في محياه و كأن دهر مر عليه ليست أيام قليلة و عندما قابلته امه كاد ان يصرخ من شده حزنه و تعبه و تمالك نفسه عندما عض على شفتيه باحكام و اطرق رأسه للأرض كان الحياة تؤنبه و هو طفل صغير يصغي، قبلته امه مرارا دون عتب بل بكل عطف اخذت تسأل عن حاله ، كيف ينام و كيف يأكل ، واخذت تدعي الله ان يفرجها عن ابنها بينما احتضنت رفل اخاها بعيون عاتبة ملئها الشقاء لحاله و ما ان راى تلك النظرات حتى اعتصراها بقوة تخبرها كم هو اسف و كم هو نادم. و في هذا المشهد الحزين دخل رجل طويل له من الجثالة ما تجعله مهيب و تحيطه هالة مخيفة جعلت الأخت تعتصر اخيها لتحميه و تحتمي به بينما الام شهقت بخوف غير مبرر على ابنها و هي تنقل البصر بين الاثنين بينما الاب توجه نحو الرجل الذي لاحظ ان خلفه اب و عم القتيل.

رمق الرجل ايهم بنظرة سوداء و قال بصوت اجش خشن : هذا الصعلوك قتل ابن عمي؟

أجاب الاب وهو ينظر لوالد الفتى المقتول بترجي: اخي اسألك بالله ان تجعلنا نحل الأمور بهدوء بيننا.

كان الاب يخاف من غدر غير متوقع لذلك نظر بينهم متوسلا فلا يريد ان يبدأ حرب ثارات بين العائلتين.

أجاب اب القتيل: لا ثأر لنا معكم، القانون هو الحكم بيننا لكن اردنا ان نسأل ابنكم بعض أسئلة؟

نظر الاب خلفه حيث عائلته و قال : امنحونا بعض دقائق دع امه و اخته تودعانه.

كان ذاك الرجل بالفعل قد سلط نظره على الريحانه الجميلة رفل بشعرها الحريري الطويل الذي جمعته باهمال بمطاطه صغيره لكن الخصلات التي كورت وجهه الأبيض جعلتها تخطف الانفاس، بينما فستانها النيلي لم يستطع جعلها الا قمر يضيء بليلة عتماء. فضاقت انفاس الرجل لجمالها و كيف لا و هو يعبد الجمال لكن لم ينتبه احد لنظرته العابسة المخيفة تلك، فنظراته من المستحيل يوما ان تتغير لشيء يدل على ضعف او شيء مثل الرغبة او الاعجاب كلها هذه النظرات في قاموسه يعتبرها نقيصة.

ما ان اخرج الاب زوجته و ابنته حتى نظر الرجل نحو ايهم باستصغار و لم يكن وجوده هنا الا ليلتقي برئيس قسم الشرطة ليعرف المستجدات و قاده حظه ليرى القاتل و اخته الحسناء......

€€€€€
رمضان كريم ...

ان أعجبتكم القصة اتمنى ان لا تبخلوا بالتعليقات و التصويت .

الصورة فوق ل رفل ، ان لم تعجبكم يمكنك الاستعانة بمخيلتكم .

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن