-٢٣-

9.9K 326 60
                                    

مرحبا نجومي الحبيبة..
اسفة أني تاخرت عليكم، كتبت بارت طويل و علق الجهاز  وانمحى المكتوب و اكيد اضطريت اعيد كتابته بس مو بنفس الطول الاول، نشرت الكم نصفه لأن أعرف تأخرت عليكم و حارجع أستمر بالكتابة عشان انشرلكم جزء جديد هاليومين.
+انطوني رأيكم عن البارت و لا تنسوا اذا عجبكم البارت ادعموني ^☆^
●○●○●○●○

هذه المرة لم تذهب رفل بمفردها بل رافقتها سعاد، حضنت والدتها طويلاً لا تريد مفارقتها و لا تريد مفارقة بيتها الذين اصبح محتما ان يكون خالي من ساكنيه فوالدتها لن تبقى وحيدة بين جدرانه و من المؤكد انها ستقطن مع احد اخوانها.

بنظرة وداع تركت البيت و في قرارة نفسها تعلم انه سيمر وقت كثير لتعود وتسكنه، جلست داخل السيارة دون ان تنبس بحرف ولم تلتف لجهة يوسف الذي جلس بجانبها مبتهجا ولم تعر بالً لحديث سعاد التي تبغي خلق جو بين الزوجين، حبست دموعها و مشاعرها فقد حاربت طويلاً لتجد بصيص املاً صغير لترك يوسف ولكن كل الذي ادركته في الاخير ان مساعيها كلها بلا فائدة. لا أمل لها سوى التأقلم مع هذا الزواج المر، عليها ان تعتاد على مرارته و تتجرعه حتى يصبح حلواً، لديها الان نكهة تطيب هذا الزواج، جنينها الصغير، مهما حاولت نكران مشاعرها نحو هذا الجنين، تدرك انه حب فطري لا سيطرة فيه.

لم يستغرق الطريق وقتاً طويلا في نظرها، ولم تحبذ فكرة رؤية وجوه متعالية متبجحة، فكرة رؤية عائلة يوسف تشعرها انها لن تنتمي لهذا المكان ابداً، شعورها يلح ان وراء مظاهرهم الكثير من الخبايا القذرة. عندما دخلت المنزل لم تتوقع ان تجتمع العائلة من جديد كما فعلوا اول مرة حضرت هنا، كما في المرة السابقة عرفت انه تجمعهم ايضا بأمر يوسف ليس حبا لها، كلمات التعزية الباردة استفزتها، لم تطق شعورهم الخاوي نحوها بالحزن لذلك تركتهم دون ان تطيل بالكلام، تقبلت تعزيتهم برد يماثل برودتهم ثم اتجهت لغرفتها تتبعها سعاد التي زمت شفتيها من هذا الاسلوب المنفر و يبدو ان المرأة غريزيا اتخذت جهة رفل بهذه المعركة الصامتة.

وبفطرتها المعتادة اخذت تتذمر بأعقاب رفل : يا الله، ما هذه المهزلة كأن من فقدت ليس بشر، وحتى المرأة العجوز لم تعرف واجبها، ويل لها من بعمرها تأتيه رهبة من ذكر الموت و يكون اشد المتعاطفين عند فقدان احدهم،  يا الله من وجوههم الصفراء المسمومة، جيد ان السيد يوسف لم يخبرهم بحملها كانت ستصيبها عين لا محالة.

سمعت رفل القليل من تمتمتها فنهرتها بلطف: صه، لا تخلقي المشاكل لنفسك احذري ان يسمعك احد، ستعتادين بمرور الوقت على هذه الاجواء.

عندما وصلت غرفتها اردفت متذكرة: صحيح يا سعاد! اردت ان أسألك هل ستبقين معي هنا؟

اجابتها المرأة بحماس: نعم نعم، ان السيد يوسف مهتم براحتك حقا، أخبرني ان أبقى بجانبك دوما لو لا اني لا أستطيع كل الايام فاعذريني.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن