معرفة اسرار الغير تعطي شعور بالقوة و الفوقية، فرفل فكرت ان من يجرؤ ان يضايقها بعد الان سوى كانت مريم او صفية او انور ستهددهم حتى يقبلوا اقدمها، بكل سذاجتها اعتقدت ان هذا السر يمكن الحديث عنه او التهديد الغير به.كما انها شعرت بالاحتقار نحو الاثنين، أصبحت نظراتها نحو مريم نظرات مكشوفة، تنظر لها بازدراء و ترمق انور باشمئزاز.
كلما تخيلت الى اي مرحلة وصلوا بعلاقتهم تكرههم أكثر، و بطبيعة الحال لا احد يحب الخونة، كانت خيانتهم ابشع الخيانات.
اخذت مريم تفسر نظرات رفل بانها نظرات غيرة و كراهية لأنها ضرتها، تشعر ان القناع الذي وضعته رفل كل تلك الاشهر قد انزاح اخيرا، اظهرت نفسها البريئة الهادئة الفقيرة ثم بدأ خبثها يظهر قليلا قليلا.
فقط صفية من فسرت تلك النظرات و فهمتها، خافت المرأة ايما خوف على ابنها، لذلك اخذت تستعجل بإتمام كل شيء حتى لا يحدث تأجيل للزفاف حتى لو ليوم واحد، تبعده عن مريم و عن اي مكان يجمعه مع المرأة.
هذه المرة كان العرس افخم و بمدعوين أكثر عددا من عقد القران، و لأن الحفل مختلط اشترط يوسف عليها الحشمة في لبسها، اختارت فستان بلون القشدة يتداخل معه لون زهري عند الاطراف. كانت جميلة كعادتها و لكن الحق يقال ان مريم بدت أكثر اناقة ورقي منها. و الفتيات لم تقل اناقتهن بشيء عن زوجات يوسف.
اثناء الحفل اكتشفت كم يغار يوسف على زوجاته، اجلسهن في طاولة بعيدة عن حشد الرجال و اخذ يتوعد لهن ان نهضن او تحركا، لا يريد ابتسامة او نظرة او صوت يخرج منهن.
اعترضت رفل تقاطع سيل تهديداته: بالله عليك، هل أحضرتنا للمدرسة لكي نجلس و نصمت ونراقب فقط بعيوننا.
-رفل لا تجادلي، لا تعرفين ما سأفعله ان وجدت احدهم ينظر ناحيتكن.
-ما ذنبنا ان القاعة مختلطة لما لم تستأجروا قاعتين مثل المرة الماضية، وايضا لا أفهم هل تريد منع الناس من النظر فلينظروا اين ما شاءوا.
تطلعت مريم لرفل بذهول و هي تسمعها كيف تخاطب يوسف بعناد.
-هل تريدين ان ينظر لك الرجال، يعرونك من ملابسك حتى ترتاحي.
غمغمت رفل من تحت انفاسها: يظن ان الناس كلها مثله.
ثم رفعت صوتها تقول: لا تخف علي عزيزي، عليك الخوف على مريم فربما يسرقها احد منك بنظراته.
اراد يوسف ضربها لولا وجود الناس حولهم، لكن امسك ذراعها يعتصرها بقوة قائلا: كفي عن تلميحاتك الخبيثة، الا تنسين يا الله، لقد صبرت كثيرا عليك يا رفل فتأدبي، ان لم تفعلي والله ستجدين مني تعامل ثاني لن يسرك.
كتمت صوت انينها و همست ليوسف معتذرة: لن اكررها، اترك يدي أرجوك ماذا ستقول الناس.
تركها يوسف محذرا للمرة الاخيرة: لا تتحركا و لا اريد تصرفات صبيانية منك يا رفل.
غادرا تاركا المرأتين خلفه، جلست رفل تشتمه بصوت خافت و مريم لم تتفوه بكلمة واحدة، لم تستطع رفل السكوت و هي تسأل مريم : لقد تم الزواج بسرعة عجيبة، اليس كذلك؟
نظرت مريم لها مستفسرة فأوضحت رفل: أقصد ان انور خطبها منذ اقل من ثلاث اسابيع، كان زواج سريع الا تظنين ان ذلك محير؟
اجابتها مريم بهدوء: ولما تجدينه محير، امر عادي بعد فسخه لخطوبته الثلاث، كان انور ليتهرب هذه المرة لولا اصرار يوسف و العمة.
-تبدين واثقة انه كان محتمل فسخه لخطوبته، الا تعرفين السبب؟ ربما يحب احدهن ؟
هزت مريم رأسها: هذا جائز، لكنه في كل مرة لا يخبرنا سبب تركه الفتيات، الله يعلم وحده.
هزت رفل رأسها و قالت بابتسامة صفراء: تبدو علاقتك به جيدة خلت أنك تعرفين السبب.
-علاقتي به ليست افضل من علاقته بأمه و اخواته و هن لم يعرفن السبب، اخبرتك الله وحده يعلم.
-ممم، اشعر بالأسف نحوه فهو يبدو تعيسا بهذا الزواج، اي خائنة تركته بهذه الحالة.
نظرت مريم لها بتأمل ثم قالت بعد برهة: لما تقولين خائنة؟ قولك يثير الاستغراب كأنك تلمحين لشيء.
رمقتها رفل بنظرة متهكمة سريعة ثم قالت وهي تدير رأسها ناحية الزوجين: المح لماذا؟ اني اشير فقط لما ارى، اعتقدت انك من تعرفين كل شيء.
صمتت مريم منها، فحديث رفل لم يرقها و لا مودة في حروفه.
رفل انشغلت تراقب بطرف عينها مريم، هل هي ممثلة جيدة او انها لا تهتم ان تزوج انور؟ فكرت ربما علاقة عابرة جمعتهما، نظرت للعريس الذي كان غير مرتاح ينظر لطاولتهما نظرات خاطفة.
انشغلت بعدها رفل بجنى التي تقيت على فستانها، مسحته بمحرمة ورقية الا ان الشعور بالرطوبة جعلها تقرف من ملابسها، لذلك نهضت ناحية الحمام تهدهد طفلتها بين ذراعيها ولم تنتبه ليوسف الذي اشتعل غاضبا.
كان الحمام النسائي خارجاً على اليسار من باب القاعة بجانبه حمام رجالي. كان اغلب الشباب اما خارجين او داخلين. لم تهتم بأحد، خرجت امامها امرأة كبيرة قاصدة الحمام ايضا، غسلت البقعة بهدوء و انتظرت دقائق لتجف و هي تحاول المسح بمنديل ليمتص الرطوبة. عندما خرجت وجدت يوسف ينتظرها. اعطاها نظرة نارية جعلتها ترتجف.
-الم اخبرك الا تتحركي من مكانك؟
بقلق رأت الناس من حولهم ثم همست له :اشش، يوسف سيسمعك الناس؟ لقد تقيئت جنى على ملابسي.
-حسابك لاحقا يا رفل، بسرعة ادخلي و لا اريد ان أراك تتحركين ثانية.
ناغت الطفلة ابيها، وهي تضحك و تطلق اصوات لطيفة، ابتسم يوسف لطفلته و اخذها على مهل من يدي والدتها.
-على مهلك، عدلها على كتفك حتى لا تتقيأ عليك.
-أعرف الان تحركي، سأخذ جنى معي ليراها اصدقائي.
اخذ يوسف ابنته الصغيرة فرحا بحركاتها المشاكسة، كان فخورا بها وهو يريها لأصدقائه و اقاربه من الرجال من لم يرها بعد. بدت كقطعة حلوى طرية بين يديه يود الجميع سرقتها منه و اخذ قضمه من خدودها.
ما ان رأت الصغيرة جمع الرجال المحدقين بها حتى ارتجف فمها ثم صرخت باكية، حاول ان يسكتها يوسف لكن لم يستطع.
-سترى الكوابيس بسببكم.
شتمهم وهو يعديها لرفل، تسلطت انظار رفاقه على زوجتيه، الاثنتين أجمل من بعض، حسدوه بداخلهم، فقط أكرم من يعرف بقصة رفل بينهم و قد اقسم ليوسف انه سيكتم السر خاصة انه مدين ليوسف بالكثير و يوسف ايضا يعرف الكثير من اسراره.
عند انتهاء الحفلة اخذوا الزوجين لشقتهما، نسيت رفل غضب يوسف وهي تعود للمنزل، بدلت ثيابها و فردت شعرها وهي تستعد للنوم عندما دخل يوسف عليها، رأى ان ابنته نائمة، فسحب رفل بقوة ناحية مكتبه الذي يقابل غرفتها و اغلق الباب.
-يوسف ما بك، ما الذي حدث؟
-ما الذي حدث نسيتِ بسرعة، الم احذرك من التحرك، النظرات المتفحصة ترضي غرورك اليس كذلك؟ الم تري كم الرجال الذي دخلت في وسطهم. سأذبحك والله.
-ما بك، لما تتهمني بهذا الاسلوب، هل رأيت مني شيء مخل، هل فعلت شيء خاطئ، هل علي دفن نفسي حتى لا يراني احد، يوسف استحلفك بالله كف عن معاملتك هذه، لما كل هذا الشك و الخوف.
امسك بها يوسف من ذراعيها بقوة وهزها: هل اصبح الحرص شك و خوف، اعرف لما تفعلينها لتثيري جنوني.
-لما لم تحرص على ميسم و روان ايضا، السن بنات عمتك و ماذا عن البقية، لا تكذب، انا فقط من تعاملها هكذا، تريد حبسي حتى لا ارى احد، لا اخرج الا معك، ممنوع ان اذهب لبيت خالي الا بعد ان يبح صوتي من التوسل، تذهب عائلتك متى تشاء الي اين تشاء و لا احد يعترض، تخرج عمتك ليل نهار و ميسم لا تأتي الا عصرا اما روان فلا حسيب او رقيب، ومريم متى ما شأت اخذها السائق لتدور في البلد الا انا الا انا.
امسك يوسف بها بقوة أكثر لتسكت : جننتني جننتني والله، اغار عليك اغار هل تفهمين، لا اريد ان يراك احد، لو اقدر لحبستك في غرفتك حتى امي لن تراك.
ثم ضمها يقبل شعرها: الن تحني يا رفل، اما كفاكِ برودا، طاوعيني و لا تثيري غيرتي.
صمتت حتى يهدأ غضبه فلا تريد ان تستفزه بأي كلمة لا يرجى منها شيء.
-حبيبتي اما كفاك الجفاء، لأجل جنى لأجلها انسي و اغفري.
اجابته رفل بصوت خافت: ما بك يا يوسف، انا انا نسيت، والله لم اتحرك عنادا بك، لقد تقيئت جنى علي و ذهبت للحمام، لم احاول لفت نظر احدهم.
-اعرف اعرف، لو فعلت لكسرت ساقيك.
ضمها لصدره أكثر ثم راح يستنشق عبير شعرها، كان اليوم شاق و طويل و حتى نصف ساعة مضت لم يرغب سوى بوضع رأسه على الوسادة و النوم الا انها ما صارت بين يديه حتى اشتعل جسده رغبة بها، رغبته بها لا تنطفي بل تزداد يوما تلو الاخر.
راح يقبلها بهدوء ثم اشتدت قبلاته وهو يسحبها للأريكة التي في مكتبه، لم تكن كافية لشخصين ناضجين للاستلقاء بجنب بعضهما فجرها لتنام فوقه. يحتضنها مقبلا ثم همس لها: قلت انك نسيت، فاثبتي ذلك، اريني انك ترغبين بي قدر ما أرغب بك.
-لكن...
-لا تقولين أنك تخجلين مني، لقد رأيتني عدة مرات جانبك الراغب و التائق لي؟
جرها ينزعها ثيابها و يقبل جيدها، ترددت في البدا الا ان مع خبرته الطويلة عرف كيف يثيرها ولأول مرة منذ زواجهما ترغبه بهذا القدر، تعرف انها رغبة جسدية بحتة لكنها لم تسيطر على نفسها، لم يخضعها ككل مرة و يأخذ حاجته فتشعر انها مغتصبة او منتهكة بل تركها تفعل ما تشاء معه لم يقيد يديها كما اعتادت و لم يسجن جسمها تحته.
فاجأته عندما اخفضت راسها و قبلته، قبلة لذيذة حلوة ادرك انه لن ينسى هذه القبلة ما دام حياً.
-رفل ماذا تفعلين بي، تهلكيني والله تهلكيني
ضحكت من سماع كلماته المعذبة وهو يحاول ان لا يقلبها حتى تصبح تحته.
-ماذا أفعل بك؟
-جنيت على نفسك.
قلبها بسرعة فصرخت خائفة من حركته ثم ضحكت ضحكة صغيرة متقطعة.
كانت تلك الليلة ليلة مميزة بالنسبة لعلاقتهما، بدأت رفل تلين رويدا رويدا في تعاملها معه، ربما لأنها اعتادت عليها و ربما لأن علاقتهما توطدت بعد مرور أكثر من سنة عليها.
رغم ان يوسف ليس من الاشخاص الذين يتذكرون مواعيد و تواريخ اي مناسبة، الا انه لم ينسى تاريخ زواجه من رفل، اراد ان يظهر لها جانبه الحسن، فاشترى لها سوار من الذهب الابيض مطعم بحبات من الماس. و اعد مكان في مطعم فخم احتفالا بالمناسبة.
كما انه اشترى فستان على ذوقه، لونه نيلي غامق كلون اول فستان راها ترتديه. ولو انه كان أكثر انفتاحا لجعلها تترك الحجاب هذا اليوم و ترفع شعرها ايضا، لم يكن شعرها بنفس الطول لكنها على الاقل طال حتى الكتفين خلال الاشهر الماضية.
ادرك وهو يتذكر كل هذه التفاصيل الصغيرة كم يحب رفل، بل اصبح يعشقها. اوقعته بحبالها، كعنكبوت يصطاد فريسته، لم يكن ادراكه لهذا الشعور مفرحا له، لم يبعث شيء في نفسه من الراحة.
يعلم كم ظلمها و اساء اليها، يشعر انها لو علمت بشعوره لعذبته و عاقبته وربما تحرق فؤاده.
لكن الشعور اخذ يتزايد داخله وهو يتذكر كل تفصيله جميلة من تفاصيلها.
دخل غرفتها ووجدها ترضع الصغيرة، لم تعد تخجل منه كأول شهر و تطرده من الغرفة، تعرف ان الرضاعة تخلق صورة للأمومة بأجمل اشكالها، وهو كان يتمعن كم هي ام رائعة وحنونة. هاجس دفعه للاقتراب منها، جلس بجانبها ثم احتضنها مقبلا صدغها.
-هل أصبحت أجمل ام أني اتخيل؟
ابتسمت له ببطء: ما سبب هذا الكلام الجميل؟
-لأنكِ تتوهجين جمالا خاصة بعد ان اصبحت اماً.
ضحكت بخفوت حتى لا تزعج ابنتها ثم قالت له : والله وراك شيء.
-ذكرتني احضرت لك فستان لتذهبي معي لحفلة يقيمها صديقي.
-حفلة ماذا؟
-حفلة خاصة، المهم يمكنك ترك جنى مع أمي لا نستطيع اخذها معنا.
-اترك صغيرتي، ستبكي حتى تصرع رأس عمتي ان جاعت.
اجابها يوسف وهو يقبل اعلى كتفها: لا تقلقي ان خبرة امي مع الاطفال أطول من خبرتك. أستعدي بعد ساعتين حتى أخذك.
اومأت براسها، اكملت ارضاع ابنتها و الطبطبة عليها. اعدت لأبنتها ملابس و حفاض و زجاجة الحليب ان جاعت، فهي لا تكتفي بالحليب الذي يدر من صدر امها.
انزلتها لعمتها و المرأة بدت مسرورة للحصول على حفيدتها. سارعت رفل للاستحمام و تنشيف شعرها بمجفف الشعر. فتحت الاكياس التي احضرها يوسف، اول كيس كان يحتوي على علبة داخلها حذاء بلون ازرق غامق مخملي ذو كعب مفصول و عال. و الكيس الثاني كان يحتوي فستان ذو قماش ثخين لكن ناعم الملمس لونه نيلي داكن لا تفاصيل اخرى فيها غير ان قصته على جسدها كانت جميلة جدا و مع ارتدائها للحذاء العالي استقام جسدها و اصبح مشدود فاظهر الفستان بشكل أجمل فهمست لنفسها: لم اعرف ان يوسف صاحب ذوق في الملابس.
ضحكت لما قالت و هي تتذكر اناقته : والله انا التي ليس لديها ذوق بالمقارنة معه.
زينت وجها و ارتدت حجابها، لم تعجبها الطريقة العادية في لفه، فتحت هاتفها و جلست نصف ساعة تتعلم طريقة لف جديدة تتناسب مع الفستان. كانت جاهزة عندما اتاها يوسف، نظر لها مقيما ثم ابتسم قائلا: هذا اللون يعذبني دائما.
-حسنا لننطلق حتى لا نتأخر.
سألته وهم ينزلون السلم: صحيح يوسف، هل الفستان اختيارك انت؟
-نعم.
كانت تريد ان تكمل عندما شعرت بنظرات مسلطة عليها، كانت مريم تنظر لهما بقهر و لم تتمالك رفل نفسها فبادلتها بابتسامة خبيثة و هي تحتضن ذراع يوسف.
-لم اعتد على الكعب بعد.
حاوط يوسف خصرها وهو ينزل الدرجات ثم انتبه لوجود مريم التي كانت قد خرجت للتو من المطبخ.
لم يعرها بالً وهو يكمل سيره لكن رفل ادارت راسها بنظرة شامتة.
لم تتوقع رفل ان يوسف قد اعد لها مفاجأة عندما دخلوا المطعم، تم اعداد طاولة منعزلة لهم زينت بطريقة بسيطة و جميلة، اجلسها يوسف وهو يخبرها: انه عيد زواجنا، مرت سنة منذ تزوجنا.
لم يكن كلامه فيه رومانسية كالأفلام و المسلسلات الا ان لفتته اثرت بها نوعا ما.
ابتسمت بصدق و هي تشكره: مبادرة جميلة شكراً لك.
ضحكت قليلا ثم أكملت: لكن للصراحة لم اتخيلك من النوع الذي يعد مفاجئات او يحتفل بأي مناسبة، عموما عيد ميلادي كان قبل شهرين و لم تحضر لي اي هدية.
-لا اتذكر الا تاريخ زواجنا...
ارد ان يكمل انه كان أجمل يوم عندما امتلكها لكنه امتنع فلا يود فساد السهرة.
-لهذه الدرجة التاريخ مهم بالنسبة لك؟
-لن تصدقي ان قلت نعم، انه حقا مهم لي، اني محظوظ بالزواج منكِ جميلتي.
أمسك يدها و قبلها برقة و خفة. ارتجفت يدها امام انفاسه الدافئة و لم تعرف ماذا تقول.
طلب يوسف الطعام لهما، كانت تأكل بهدوء و ببطء. كانت كل حركة منها تغريه هذا اليوم، ربما لأنه اعد الاجواء العاطفية حتى تشعل الهواء المحيط بهما.
عندما انتهوا قدم لها السوار، كان جميل متقن الصنع و لم تعرف رفل قيمته و لن تستطيع تخيل ثمنه. لكنها أعجبت به و ارتدته على الفور.
-شكراً لك لم يعجبني سوار بهذا الشكل من قبل.
-الماس للماس
-اعتقد أنك تطلبني هدية الان، ليس من المعقول ان الوحيدة من اتلقى الهدايا منك.
أبتسم يوسف ابتسامة واسعة كقط شرير: انتظرت قولك هذا، هل لي الحق في اختيار هديتي.
اومأت رفل بجدية: بالطبع لك كل الحق، فما قيمة الهدية ان لم تعجبك.
-حسنا سأختارها بعد ان افكر، سأفكر بعناية فالرجاء لا ترفضي منحها لي.
- بالطبع لن أفعل، لكن اختر هدية باستطاعتي شرائها.
ابتسم دون ان يجيب، كان يعد الدقائق حتى تجمعهما الغرفة معا. عادا في الحادية عشر، كانت رفل قلقة على جنى فقد تأخرت عنها لثلاث ساعات و ما ان دخلت للمنزل حتى مشت بخطى واسعة ناحية غرفة عمتها.
طرقت الباب بخفة فلم يجبها احد، طرقت مرتين لكن لا صوت ففتحت الباب وادخلت راسها بهدوء، وجدت شاهين و علي يمين جدته و جنى على يسارها في مهدها الصغير. اقتربت رفل ورفعتها بهدوء حتى لا تستيقظ و تبكي و ما ان رفعتها حتى استيقظت ام يوسف.
-اسفة عمتي لقد أيقظتك.
-لا تقلقي، ان نومي خفيف كما أني خشيت على صغيرتي من الوقوع دون ان ادري.
-أتمنى انها لم تزعجك كثيراً و اسفة لأني تأخرت عليك كل هذه المدة.
-لا داعي للأسف لقد انستني و نامت بهدوء ما ان قمطتها. عزيزتي ان عليك بالقماط فهو يساعد الطفل على النوم براحة.
هزت رفل رأسها لعمتها شاكرة لا تريد ان تعترف انها لا تعرف كيف تقمط طفل.
صعدت بالصغيرة ووضعتها في مهدها و هي تشير ليوسف بالهدوء. بعد ان تأكد ان ابنته نائمة جر رفل اليه ثم همس لها بان تنزع حجابها و ترفع شعرها على شكل ذيل حصان.
فعلت مثلما طلب لكنه لم يكن مقتنعا، سار نحو المرآة واخذ منديل رطب لإزالة المساحيق، مسح فمها و عينيها.
-نعم هكذا اريدك ببراءتك. رغم ان شعرك القصير يفسد الصورة في مخيلتي .
امالت برأسها مستفهمة: اي صورة؟
-صورة عذبة عذبتني ليال طويلة.
ولم يتركها لتفكر فستولى على فمها مقبلا ثم قاضما. يشعر ان حرارة داخله لا تنضب الا بافتراسها.
همس لها: بادليني يا رفل ارجوكِ.
رضخت لنبرته المترجية قبلته حتى قطع انفاسها.
-الان وقت هديتي.
-اي هدية؟
-هل نسيتِ بالفعل، اخبرتني انك ستعطيني واحدة.
-من اين سأحضر لك هدية الان؟
قهقه يوسف وهو يجلس على السرير: تعرفين يا حبيبتي ما اريد ليس شيء مادي فلا تدعي الجهل.
ثم اردف :هديتي بسيطة، بسيطة جدا.
نظرت لها بنظرات غير مصدقة لقوله: حقا؟
-تعالي لأخبرك.
عرفت ان ما سوف يطلبه ليس بسيط، كان طلبه كما توقعت طلب جريء تعجز عن فعله و لم تفعله من قبل لكنه اخذ يصر عليها، وهي تمتنع، في النهاية انتصر واستطاع اغرائها لفعل ما يريد.
استطاع يوسف جعل جسدها يرضخ له و الان مهمته جعل قلبها بين يديه.
○•○•○○•○•○○•○○•○○○•
قراءة ممتعة
اذا وصلتوني ٢٠٠ تعليق انزل الكم بارت سريع.
أنت تقرأ
الظالًِم
ChickLitان المرء يشتهي الثمرة المحرمة اشتهاءً مضاعفاً .......؟!! كان وجهها متورم و خدها تكونت عليه كدمة سريعة حمراء تتدرج للون القرمزي القاني و انفها و فمها يسيل منهم الدم و هناك قطع على شفتها و تورم كبير تحت عينها اليسرى. بدت بحالة مزرية جداً لم يهتم يوسف...