-٣٤-

9K 319 109
                                    

استيقظت رفل على اهتزاز هاتف امها، كانت صديقاتها يتراسلن في الكروب، سعدت رفل من كل هذا الاهتمام و الحب الغير مشروط، اجابتهن بمراوغة لتخفف من القلق الذي اصابهن و كان واضح ان رؤية لم تخبرهن عن طلاقها. اتفقت رؤية ان تأتيها عصرا حتى يكون لهن متسع من الوقت للكلام.

اخبرت رفل والدتها بمجيء صديقتها، كان الاحراج بادي على الاثنتين، فالبيت ضيق و صغير، كانت الام و أبنتها يتشاركن الغرفة مع بنت خالها. و كان اولاده المراهقين يستعلمون حجرة الاستقبال  كغرفة نوم لهم. اما اكبرهم فلديه زوجة وطفلين يسكنون غرفة واحدة بالكاد تتسع لهم.

لم تكن العائلة ميسورة الحال، ولولا راتب تقاعد والدها الذي تنفق منه الام لكانت حالتهن ترثى لها. فالمال الذي يدخل هذه الاسرة لا يكاد يكفيهم حتى منتصف الشهر.

على اي حال عندما أتت رؤية استقبلتها رفل في الغرفة التي تنام فيها. قبلتها صديقتها كثيرا و حضنتها كام حنون على الرغم من فارق العمر الضئيل بينهن.

جلست رؤية بجانب رفل تمسك يديها بحب حقيقي و مؤاساة نابعة من القلب، بعد تبادل كلمات الترحاب دخلت رؤية في صلب الموضوع.

-الان أخبريني ما الذي حدث بالتفصيل الممل؟

لملمت رفل ساقيها و احتضنتهم بيديها، كأنه تريد حماية نفسها من وجع الذكريات.

-من اين ابدأ بالضبط، الصراحة لا اعرف ما الذي حدث تماما، كأن زوبعة دخلت في حياتي و دمرتها في ساعة. لم اشعر الا بيوسف يدخل للغرفة غاضبا و الشرر يتطاير من عينيه، ارتعبت و انا لا اعرف ما ذنبي يا رؤية، في كل مرة يكون بهذا الغضب اعرف انه سيؤذيني يضربني دون ان يمهلني فرصة للسؤال عن ذنبي.

غمغمت رؤية لنفسها: ليست المرة الاولى؟ (ثم رفعت صوتها) وهل ضربك بدون ان يقول شيء ؟

-لا اتذكر بالضبط ما قال الا انه ارني هاتفه، لم انتبه لكل ما فيه، كان يمسك شعري بقوة، يسألني ان افسر ما الذي حدث، اه يا رؤية لا اعرف اضحك ام ابكي.

توترت رؤية و سألتها مجفلة: ماذا كان يحتوي الفيديو، ربما يكون مفبرك، هل كانت لك صور سيئة.

-هذا ما يضحك يا رؤية و ربما يبكي، والله اقسم لكِ لو كان في المقطع ذرة ما يسيء لي لخيطت فمي و لن اعترض حتى لو قتلني، على الاقل اعرف اني كنت مخطئة، تخيلي ما الذي في الفيديو محادثة بيني و بين ابن عمته، لم ينتبه زوجي العزيز او الان طليقي كيف ان انور هو الذي يحاصرني مهددا. يخبرني انه سيقلب الطاولة علي.

-تمهلي لم افهم شيء، اشرحي لي ما به ابن عمته؟ لما يهددك.

زفرت رفل نفسا طويلا ثم تابعت: انظري، انا لم اخبرك اني الزوجة الثانية ليوسف.

-ماذا؟ لما؟ كيف؟

-اهدئي دعيني أكمل و سأعود لك من البداية لاحقاً، المهم ذات يوم اتتني سعاد و هي خادمة تساعدني و صديقة لي في ذاك المنزل الموحش، كعادتها كانت تراقب المنزل و القاطنين فيه، بفضول لا يؤذي لم تتدخل فيهم يوما الا ان ما اثار استغرابها تصرفات انور، لم يكن هذا شخص مريح البتة عندما ترينه من النظرة الاولى يمكنك الحكم عليه و هو يماثل زوجي بهذا الطبع. المهم رأته انه يتبع مريم زوجة يوسف الاولى اكثر من مرة، قصت لي ما حدث وهي تقسم اغلظ الاقسام و انا اعرفها ليست ذو طبع كاذب، امرأة على فطرتها، المهم لأني صدقتها بدا الفضول يدفعني لمراقبتهم، عندما تراقبين احد تلاحظين اشياء لم تكوني تلاحظيها من قبل. رأيت و سمعت و عرفت عن حب انور لمريم، لكن الحق علي، ربما الله عاقبني لأني شككت بمريم، لكن والله يا رؤية لم افضي بشكوكي لاحد.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن