-٢٧-

9.8K 301 74
                                    

خرج يوسف من منزله يبعد طيفها الباكي عن مخيلته، لقد جعلته دائخا حائرا لا يعرف ماذا يفعل معها، كيف يعاملها، ماذا يريد منها؟ لقد فكر بسؤالها كثيرا لكن لم يعرف الجواب بالضبط. حبها، اهتمامها، قلبها، جسدها ؟

كانت رفل تتغلل مع الايام في شرايينه تجري مع دمائه، كانت تمثل له هاجسا لا يفارقه، لا يريد ارغامها لقد مل من التسلط عليها، تعب من عنفه و غضبه الذي يسحقها ان لم تمتثل لرغباته.

خرج تاركا كل الصراعات و الافكار التي تتلاطم في ذهنه، ذهب للنادي حيث يجتمع اصدقائه عادة، يحتاج لرفقة و جلسة تغير من مزاجه. كان اصدقائه على شاكلته، ضباط في الجيش و اشخاص ذو وظائف مرموقة. كان النادي لا يرتاده الا الأثرياء و الباذخون بأموالهم. في جلستهم تجد كل انواع البشر، المتحفظ اللعوب العصبي و الثرثار، كل منهم له تأثير على رفاقه، يراوحون عن انفسهم بهذا الجمع، يهربون من مسؤولياتهم لساعات عدة وسط الشرب او اللعب او النساء كل حسب ما يشتهي.

سلم يوسف على رفاقه و انخرط بالحديث من ان جلس، رفيقان له طرحوا اسئلة عن اخر مهمة تولها و كيف جرت الامور، لبعض الوقت انشغل بالحديث عما يضايقه الا انه بعد ساعة جلس متنهدا مشغول البال ما جعل رفيقه الذي يجلس بجانبه يمازحه .

-هنيئا للذي شغل بالك؟ اي فاتنة اختطفتك منا.

كانوا معتادين في مزاحهم مع يوسف على جعله زير النساء الذي لا يمل و لا يشبع من رفقتهن، كان هو الاخر يتفاخر بذلك و كيف انهن لا يتوانً عن رمي انفسهن في احضانه.

تنهد بثقل ولم يجب، ما الذي يقوله ان زوجته لا تريده لا ترغبه.

وعند صمته هتف الجميع بعجب و الكل متحمس للسماع عن المرأة التي جعلت يوسف يتنهد متضايقا.
-هناك شيء هناك شيء والله، ليس يوسف الذي يزفر بصمت و لا يفخر بغزواته البطولية.

-اسكت بالله عليك يا أحمد، لا مزاج لي اليوم لسخريتك.

رمقه أحمد بنظرة فاحصة رافعا احد حاجبيه: والله ان تضايقك بسبب امرأة، انظروا يا جماعة لنظراته المخذولة، من صعبت عليك هذا المرة يا يوسف؟

قال كريم صديق اخر يجلس قبالته وهو يضحك هاتفا: بالله عليكم اخيرا اتت بنت ابيها واوقعت يوسف من علوه. لا تنكر يا يوسف فلا يفيد نكرانك المتأخر.

قال أحمد يوجه نظره ناحية هشام و هذا الرجل كان خبير علاقات بينهم، يدعونه الخبير هشام بدل المهندس هشام، ان وضع فتاة في رأسه يأتي بها مهما تمنعت او جعلت نفسها صعبة المنال، يستخدم كل الحيل و الوسائل.

-هيا يا هشام لقد أتتك الفرصة اخيرا لتعليم يوسف كيف يصطاد الغزلان.

مسح يوسف وجهه بكفيه، كلامهم زاد من ازعاجه، يطرقون على الوتر الحساس لديه، هو يوسف الذي تلاحقه العديدات تأتي صعلوكه صغيرة ترفضه.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن