-١٤-

22.6K 763 169
                                    

بارت لاحلى متابعين،،، أحبكم فرداً فرداً.. و ارجو المعذرة منكم ان تأخرت يوماً في التحديث و الرد. احياناً الوقت ليس في صالحي.

●○●○●○●○

عادت رفل للشقة  حيث كانت تنتظرها سعاد كعادتها، تكرر مشهد اليوم السابق فقد رفضت تناول الطعام و أوت لحجرتها. و ما ان أصبحت بمنا عن عيون البشر، أطلقت العنان لمشاعرها المتهيجة، فتارة تبكي و تارة تنتحب و تارة اخرى تتمتم بعض الكلمات.

' ان حمزة جن، بالفعل لابد ان السجن قد اذهب عقله... نعم نعم.. ان ما قاله مجرد خيال، نعم ان مخيلته تعمل بشكل درامي... اليس كذلك؟
كما ان زواجي من يوسف حدث لان أخي قتل ابن عمه و انا الدية... لكن لما أتى للجامعة تلك المرة، كنت متزوجة فهل يعقل انه لم يكن يعلم أني متزوجة، ثم لما أتى لي، لما لم يذهب لأبي او عمي...

لا لا يا رفل،، حمزة مجنون لا تصدقي روايته؟ اصلاً من اين ليوسف كل هذه السلطة.. أعلم انه في الجيش لكن لا يعني انه يستطيع ان يسجنه؟
بل يستطيع،،، نعم يستطيع، انا أعلم ان حمزة لن يكذب علي كما ان يوسف بالفعل شيطان سيفعل ما يشاء'

بين منطق و منطق أخذت تتأرجح أفكارها لكن في نهاية المطاف ظل الشك يراودها، انها لم تتيقن من شيء، كما ان أمر كهذا يستحال حدوثه، فمن بعقله قد يطلق امرأة ليتزوجها؟

ان يوسف كما بدأ لها رجل عاقل و رزين لن يهتز كيانه من أجل انثى.. لكن... كل شيء جائز. عليها أن تتأكد بطرقة او أخرى.
~~

لم يتصل أكرم بيوسف، لذلك مضت ايام الزوجان بهدوء، الهدوء الذي يسبق العاصفة. عاد يوسف بعد أسبوع و نصف من عمله و كان قد أشتاق لابنه كثيراً، لذلك أمضى يومه الاول مع ابنه و زوجته.. كانت الام تراقب أبنها الذي تزوج حديثاً، لم يبدو مبتهج كما قد تصورت لكن مع ذلك كان شارد البال على غير العادة، كما كان كأنه قلق، فقد أتصل عدة مرات بسعاد ليطمئن على زوجته و بالطبع كان قد أتصل برفل لكنها تجيب باقتضاب و تعطي المختصر المفيد. كما قالت سعاد فان رفل بدت في الآونة الاخيرة مضطربة و مريضة و قد عللت هذا لرب عملها بأن رفل تعاني من ضغط الامتحانات بلا شك.

كانت الام قد علمت بفعلة أبنها، فحماها لم يستطيع أن يخفي فعلة ابنها، لم يكن تصورها صحيح، جل اعتقادها ان يوسف سيتزوج من فتاة يحبها و يرغبها لكن ما أخبرها به العم ابراهيم كان مختلف، فقد تزوج الفتاة و اخذها من بيت أهلها كدية.

انها تدرك ان يوسف تربى على الدلال و انه دوماً يحصل على ما يريد لكنها لم تتصور ان يصل لهذا الحد، لقد دمره الدلال حتى أصبح فاسداً من الداخل ثم أضحى قاسياً جلف الطباع، كما ان السلطة زادته فساداً و ضحالة. لكنها كأم لم تستطع الا ان تحب أبنها رغم كل سلبياته و تشوه اخلاقه.

تركت هذه الحادثة تمر حتى يحضر تلك المسكينة التي ستصبح بلا شك مريم أخر في سجنه.

في صبيحة اليوم الثاني ذهب لجميلته  الثلجية.. كانت رفل تساعد سعاد في التنظيف بما ان اليوم يوم عطلة و هي معتادة في العطل على تنظيف البيت كله، ارتدت سروال قصير يصل حتى ركبتها مع تي شيرت قصير الاكمام عليه رسمة لتوم و جيري. كما رفعت شعرها على شكل كعكة و ثم شدت وشاح حول رأسها. كانت كثيرة الهذر مع سعاد فهي كما قلنا سابقاً انها فتاة اجتماعية و طباعه يتغلب عليها في كثير من الاحيان.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن