-٣٣-

7.8K 292 109
                                    


اخذتها امها لبيت خالها، جرجرت اقدامها وهي تدخل البيت الذي لم يبدو على ساكنيه اي نوع من الترحيب، الا انها لم تنتبه او تهتم، كانت تريد ان تنام تريد ان تحظى ببعض الراحة و السكينة لتشعر بصفاء العقل حتى تقرر خطوتها التالية.

نامت نوم مضطرب يتخلل نومها الكوابيس، تارة ترى ان ابنتها تسقط في هاوية سحيقة و تارة ترى ان افعى تلتف عليها تريد ان تعضها، تستيقظ لتبكي حتى ينفجر رأسها من الصداع ثم تعود وتلقي براسها على الوسادة لتنام و استمرت حالتها هذه اسبوع، لا تأكل الا الشيء القليل ما يسد جوعها ليوم كامل، ذبلت كزهرة تلفظ رمقها الاخير واوشكت اخر وريقاتها على السقوط، مع حالة الحزن و الاكتئاب التي رافقتها لم يكن لرضوضها و كسورها وقت للشفاء.

كان خلال هذه المدة اخوالها مكتفين باستفسارات بسيطة معتقدين انه جدل و شجار بين زوجين لكن ثائرتهم ثارت عندما اتاهم في اليوم الثامن من بقاءها معهم رجل يوصل ورقة طلاقها.

اتصل خالها الكبير بأعمامها وابلغهم و اتى الرجال و تحلقوا حول الفتاة و امها يسألون عن سبب الطلاق المفاجئ، كانوا غاضبين منثارين هائجين وفي عيونهم لوم مسلط ناحية رفل خاصة انه طلاقها الثاني.

تماسكت الام من اجل ابنتها و اخبرتهم انه خلاف بين الزوجات، ادعت الزوجة الاولى ان رفل تريد ان تؤذي طفلها و صدقها يوسف و بعد مشاجرة وعراك غضب و طلقها، اخذت المرأة تلفق الاكاذيب حتى تبعد اي شبهة تمس سمعة ابنتها، سيلومنها و سيقرعونها لفعلتها وهذا مقبول لكن عندما يصل الامر لناحية الشرف و خيانة الزوج تعرف ان حياة ابنتها ستنتهي.

صاح احد اعمامها: هل بنتنا لا اهل لها، الم يستطيع زوجها ان يأتي ويشتكي لنا عن سوء طباعها بدل تطليقها فجاءة.

وصاح احد اخر: علينا ان نراه و نفهم منه، اي طلاق يجري هكذا واي سبب تافهة يدعوه لتطليقها.

خافت الام ان يسألوا يوسف و يفضح ابنتها، رجل مثله لا يؤتمن، ربما لم يثر فضيحة أكبر بتطليقها لكنها لا تعلم قد يسمم عقل عمومتها ما يجعلهم يجعلون حياتها جحيما.

-بماذا ستتحدثون معه، اتركوه الله خلصنا منه، كل فترة زواجهم كان يعذبها و يضربها لنرتاح منه ومن عائلته، اسدى لنا خيرا بتطليقه لها.

-اي كلام هذا ام ايهم، انت المرأة العاقلة الفاهمة تشجعين ابنتك و تفرحين بطلاقها، ثم ماذا عن حقوقها ؟ يعبث بكل هذه الاموال و ابنتنا لا تأخذ حقوقها منه.

اجابت امها متآزرة بشجاعة لم تسبق ان عهدتها: وهذا ما لا نقبله او نريده، تنازلت رفل له عن مؤخرها، لا تريد شيء، انظر ماذا فعل بها، لم يرحمها حتى انه اسقط الجنين الذي في بطنها بلحظة غضب، اني اخاف ان تبقى معه يوم اخر فيعيدوها لي جنازة محمولة في كفن. انها اخر من تبقت لي، هذاك ايهم محبوس لا اعرف متى يفرجها الله عليه و محمد اخذه الموت مني، من منكم سأل عني و عن هذه المسكينة.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن