-٣-

25K 713 52
                                    


تينك الحفرتان الغائرتان في خدًين كأنهما حبتيّ التفاح قد سلبتا اخر ذرات التعقل لدى يوسف..

كيف لإبتسامة ان تضيء عتمة الظلام التي اكتسحت قلبه و كيف لشفاه مثمرة ان تأسرا أزمات تفكيره.

كانت تجلس بغنج مغرور تتكلم مع صديقتها و في عينيها شعاع زهو بالنفس، تلبث دقائق عابسة ثم سرعاً ما تبتسم كاشفة عن اسنان بيضاء صغيرة متراصة كانهما حب الرمان.

ارتفعت زوايا فمها لتطمس تلك العينين الطفوليتن البريئتن بامتلاء الخدين العاليين.

اه منها تعذب خيالي و لا تعلم!!!

كان يوسف يراقبها من بعيد و هي جالسة على مصطبة في الحديقة الداخلية للجامعة و بجانبها صديقتها التي تكبرها بسنوات عديدة، كانت تلك الحديقة شبه مهجورة، فالعديد يفضل ان يتجول في رحاب الجامعة على الجلوس في تلك البقعة الصغيرة التي تحيطها اربعة مباني تغلق عليها، كانها جزيرة صغيرة وسط المحيط.

نفث دخان سجارته و تمتم لنفسه : ما الفائدة من وجودي هنا ، هل اهوى تعذيب نفسي ام اختبر مدى صبري ؟؟!!

من غير المعقول ان يفكر احد ان يوسف قد وقع في حب رفل، فهل يكفي جمال شكلها لتأسر قلب احداً ، لو كان هذا صحيح لاسرت قلوب كل من رأئها؟؟؟

لم يكن يوسف يحبها بل الاصح كان يشتهيها، فهو لديه ذاك الشيطان الذي يشتهي الثمار المحرمة.

لقد اشتهى الكثيرات قبلها و حصل عليهن بارادتهن و لم تكن واحدة قبل تلك الحورية الغجرية متزوجة.

لم تغره المتزوجات يوماً، كن يحملن نوعا من الهالة التي تصرخ نحن دخلنّ سن الكهولة. لكن رفل كانت عكسهن؛ كل ذرة منها تصرخ بأنها طفلة بريئة ساذجة تحتاج خبير ليعزف على اوتار جسدها.

رغم الغرور و الزهو الي يعتلي محياها الا انه غرور الطفولة و البراءة.

فكرّ: ربما الخنزير الذي تزوجته لم يعلمها كيف تكون انثى.

قادته قدامه لموضع جلوسها، ذاك الظل الذي كان يقترب و يسبقه قد اوقف ابتسامتها و تدفق الكلمات من ثغرها الندي. نظرت للقادم و اصابتها نوع من المفاجئة المفزعة، لقد رأت هذا الشخص من قبل ، و لم تمر ثواني داخل عقلها حتى تذكرت ذلك الشكل المهيب الذي خيم فوق رأسها و رأس اخيها.

فزعت ملامحها بسرعة و قد ادرك انها تذكرته.

قال باسماً ابتسامة تكاد لا تلاحظ: صباح الخير

إجابت صديقتها بنبرة محتارة : صباح الخير ؟!

ترددت رفل قليلاً ثم تطلعت له بعيون قلقة : صباح الخير.

نظر يوسف لصديقتها بحزم: هل يمكنك معذرتنا ، عندي حديث خاص مع الانسة رفل.

أومات الانثى ثم نهضت و هي تتطلع لرفل بقلق و كانها تستشيرها: سأغدر اذن، لا تنسي لدينا محاضرة بعد نصف ساعة.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن