قررت رفل ان تنام في الغرفة التي عادة تنام بها سعاد إذا ما ذهب يوسف للعمل. كانت سعاد قد ذهبت منذ ما يقارب النصف ساعة بعد ان فشلت محاولاتها بان تبقى معها، كان رفض رفل لبقاء سعاد معها هو خوفها من رجوع يوسف للشقة مسبباً شجاراً اخراً ستخجل منه رفل ان شاهدته المرأة الاكبر.
لم تكن أيضا فد تناولت شيء منذ الصباح وها هي الساعة تقارب الثامنة وبطنها خاوية ما جعلها تشعر بالإعياء أكثر، بالإضافة الا ان جسدها كله يأن من الرضوض التي تركها يوسف. تأكدت من اغلاق الباب قبل ان تضطجع على السرير في محاولة منها للنوم لكن أي موضع تستلقي به يجعلها تجفل من الوجع زامه فمها بقوة مانعة صرخات الألم والتأوهات من الخروج ولم يفلت منها سوى انين تطلقه حنجرتها.
استوت اخيراً نائمة على ظهرها محدقتاً للسقف بنظرة خاوية فارغة، بينما عقلها ضج بمختلف الأفكار من فكرة تركها لزوجها لفكرة فضحه على حقيقته. رغم ان تلك الأفكار بدت لها سهلة التنفيذ لكن صعبة في ان الوقت، انها الان تدرك شر يوسف و لن تأمن منه اذا فعلت شيء ضده.
خدرتها الأفكار و ضجيجها حتى نامت اخيراً بعد ساعة.
بينما يوسف كان يدخن بشراهة جالساُ برفقة أصحابه و رغم انها كانت جلسة للتمتع و التنفيس عن النفس ترافقهم بعض النساء الماجنات و الخمور لكنه كان واضحاً ان جو اليوم لم يرق له و ان مزاجه بأسوأ حالته. لم يكن يوسف يعاقر الخمر و لا شك انه ليس مدمناً لكن حديثه عن الفضيلة يشعره بالكثير من الأحيان انه منافق كبير خصوصاً في هذه اللحظة، فكيف يتوقع من رفل ان تكون انثى على قدر كبير من الفضيلة و هو متحلي بالرذائل. كالمعتاد همس له صوت خافت 'لا تتوقع خيراُ من احد اذا كان لا خير فيك'.
اخمد هذا الصوت بتجرع كأس من الخمر و ضم احدى الغانيات التي كانت تجلس له. و في نهاية هذا اليوم كان شيطانه منتشي و في احلك مكره. كان قد قرر قرار قاسي على الجميع و لن يقبل أي اعتراض من أي احد.
عندما دخل شقته في صباح اليوم التالي كانت سعاد موجودة تعد وجبة خفيفة عل رفل ترحم نفسها و تتناولها، بينما كانت الاخر منزوية في الغرفة الأخرى لا تريد فعل شيء، فهو يوم الألم الأعظم، ان الألم يتعاظم عند ما يضرب الانسان بعد يوم و يبدأ الجسم الذي انسحبت منه كل الهرمونات و العوامل الأخرى يشتكي بحدة.
عندما دخل يوسف فزعت سعاد و بالكاد تمتمت بتحية مقتضبة. بينما يوسف دخل لغرفته ليجد ان رفل ليست فيها و الحمام الذي امامه مفتوح لا احد فيه، لذلك بخطوات متسارعة دخل المطبخ على سعاد قائلاً
-اين رفل؟ هل رحلت ؟
بتردد اجابت سعاد : انها بالغرفة الأخرى.. ارجوك سيدي انها متوعكة جداً و لم تأكل شيء منذ البارحة صباحاً.
زفر يوسف بارتياح ثم غير وجهته نحو الغرفة الأخرى و فتح الباب بتمهل و داخلا بتروي، هناك كانت تقبع الفتاة المسكينة، وجهها مزرق و منتفخ لدرجة انها معالمها طمست، جسدها يبدو متخشب في وضعية واحدة وهي نصف مستلقية على جانبها الأيمن. كانت تعتقد ان سعاد من دخلت عليها لذلك لم تحرك ساكن في البدء لكن عندما لم ينطق الداخل بشيء استدارت مرعوبة نحو الباب ليرى يوسف ما فعلت يداه و غضبه.
بحركة محبطة خلل أصابع يده في شعره ثم انزلها يمسح وجهه بحركة عصبية في الوقت ذاته اعتدلت رفل بجلستها و هي تنظر له بغضب و حقد.
كانت هذه النظرات الشرارة التي اشعلت عزمه على اكمال قراره، فقال بعد لحظات من الصمت:
- يبدو انكِ لم تتعلمي الدرس، هل يفترض ان تأثر بي نظراتكِ؟
لم تحرر رفل أي جواب اكتفت بتوجم اخفاه تورم احدى عيناها و شفاهها.
ما جعله يواصل :
- أنتِ مخطئة لن يأثر بي شيئاً بعد الان. و لن أمنحك الثقة بعد الان، ولن تحصلي على دلال بعد الان.. ستحصلين على ما تستحقين فقط، ستحصلين على المهانة و الذل و ستعرفين مقامك جيداً.. سأجعلك خادمة لزوجتي و لابني. أنتِ لستِ سوى فتاة رخيصة، لا توجد امرأة متزوجة تذهب خلف ظهر زوجها لتقابل رجل اخر، أياً كانت الظروف يا رفل لو كنتِ شريفة لما ذهبتِ لطليقك..
نظر لها بتقريع و هو يردف :
- لا دراسة لكِ بعد الان، و ستنتقلين للعيش في البيت مع عائلتي.
تهدج صوت رفل بالبكاء قائلة :
- لاحق لك بمنعي عن الدراسة و لا تتوقع مني ان اوفق على مشاركة المنزل مع زوجتك الاخرى.. كما ان لا حق لك بالكلام عن الشرف معي، انا أشرف من عشرة من أمثالك و لا تظن اني ذهبت لحمزة لخيانتك، ان ذهابي كان امر لابد منه، لكن هل يفهم امثالك معنا ان يكون للناس شرف ؟
اقترب منها يوسف محذراً كاد ان يلطمها لكنها تراجعت للوراء بفزع ما ابهجه بلذة سادية تنتاب البشر عندما يكون بموقع الاقوى .
- هل سأتعلم الشرف منكِ؟ الزمي لسانك لأني لن ارحمك مرة اخرى ان تجاوزتِ حدودك، لا يهمني لما ذهبتِ له المهم انكِ خالفتِ كلامي عندما اخبرتك ان تنسي انك تعرفين شخص اسمه قذارة، لا تلفظي اسمه، الا تفهمين ان ولائك و حبك و اخلاصك الان يجب ان يكون لزوجك؟ من هو زوجك أخبريني؟ الم تقولي ثلاث مرات نعم بملء اردتكِ.
نظرت له و هي تطحن نواجذها و قالت بعد لحظات :
- لا تسير كل الامور على هواك، صحيح اني تزوجت بك و لم اكن تحت التهديد لكن هل تركت لنا خيار؟ لا أفهم ماذا تريد مني.. أنت من اليوم الاول لم تعاملني كزوجة بل عاملتني كعبدة اشتريتها. حتى الحديث كان صعب معك.
- كيف يعامل الرجل زوجته، يجعلها تدوس على رأسه؟، هل منعتك من الكلام ام من التصرف على سجيتك.. كنتِ باردة كجثة لم تحاولي ان تكوني زوجة فلا تلقي بلوم على عاتقي.
- لن تفهم يا يوسف، لو تصرفت على طبيعتي ستكون النتيجة ما فعلت بي البارحة، لم تترك لي وقت للتأقلم، انا لم أفعل خطأ حتى لو ذهبت لرؤيته، لما لم تسألني اولاً. هل الضرب حلك الوحيد لكل المشاكل، هل تعتقد أني طفل صغير ستأدبه بصفعة.
للسبب لم يعرف كنهه شعر يوسف بغضبه يتزايد، قائل منهياً النقاش:
- لن يجدي تبريركِ بالتأثير علي، ستفعلين ما أمرك به و أنتِ الممتنة..
منعت رفل نفسها من البكاء امامه رغم ان محجريها امتلأ بالدموع.
- اريد البقاء بمفردي، هل يمكنك الخروج، لا أظن انك تريد المناقشة بل أتيت لتعطي أومرك و تريد ان اهز رأسي و انا صامتة .
- هذا ما يجب عليك فعله من البدء. أفهمي اني لم اتزوجكِ من أجل عصياني و التمرد علي .
- اذاً من اجل ماذا تزوجتني؟ بالأصل لما اردت الزواج مني، عائلتنا بها العديد من الفتيات لتكون دية لجريمة اخي.
ابتسم يوسف فجأة و اقترب منها و هو يتلمس خصل شعرها و حاول ان تضرب يده لتبعدها لكنه كان قد امسك وجهها بين يديه و اجاب :
- لم تفهمي يا جميلتي لما تزوجتك، و لما يرغب رجل بأنثى، لقد رغبتك و اردتك لي لا أكثر، و كانت حجة الزواج ان تكوني دية.. لما هذه النظرة المتعجبة، الم يقدر احد جمالك من قبل.
اخذ يمسح على شفتها المقطوعة برقة :
- انظري ماذا جعلتني أفعل، لقد شوهت جمالك، جعلتنيِ غاضباً جداً و انا عند الغضب اتصرف دون وعي.. عليك توخي الحذر مرة اخرى، ان اسعدتني جعلتك سعيدة
نزلت دموعها مدراراً فهي الان خائفة منه أكثر مما كان عصبي. ان هدوءه يعني انه سيرغب بها و يحاول ان يرضيها بكلمة او اثنتين ليحصل على ما يريد، متناسياً بذلك كل الضرب اذا جعلها تأكله و حاولت ان تتصرف بعقلانية و هدوء و ان تلتزم نصيحته بعدم أغاضبه.
- لا أشعر بأني بخير.. أني بطني تؤلمني.. هل يمكنك مناداة سعاد
- ما الذي يؤلمك؟ سأخذك للمشفى
هتفت رفل و هي تدعي تألم :
- لا لا داعي للطبيب او المشفى،، لا اريد ان يرى احد حالتي، فقط اخبر سعاد ان تعد لي شيئاً لتناوله، ربما احشائي تؤلمني لأني لما اكل شيء.
صاح يوسف بصوت عالي حتى تسمعه سعاد التي هرولت للغرفة مسرعة تحاول ان تلتقط انفاسها من نوبة خوف عارضه المت بها عندما صرخ.
- حضري شيئاً لتأكله..
جلس بجانب رفل عندما خرجت سعاد و رغبة مجهولة المعنى تراوده لضمها و الاعتذار منها لكنها اكتفى بمداعبة خصلات شعرها و القول:
- هل هناك شيء اخر يؤلمك، متأكدة انك لست بحاجة للمشفى
- نعم اني علي يقين من ذلك، سأكون على ما يرام
- حسناً جداً.. هل تريدين بعض المسكنات
- لقد احضرت سعاد لي ما احتاج.
امسك ذقنها فجأة لتنظر له :
- سأسامحك هذه المرة فقط يا رفل، مرة اخرى صدقيني لن تنجيِ لتري صباح اليوم التالي.. أفهمتِ
هزت رفل رأسها بقلة حيلة فهي تدرك الان انها ليست في موضع لتتصرف بشيء يثير سخطه، عليها ان تسترد عافيتها لتفكر بشكل مستقيم.
- حسناً.. هذا يعني انك لن تمنعني عن دراستي اليس كذلك؟
- سامحتك لكن هذا لا يعني اني غيرت قراري،، انا لا امنح ثقتي مرتين للشخص. كما انكِ لا تحتاجين للدراسة.
حاولت رفل بكل طاقتها ان تمنع نفسها عن البصق بوجهه و شتمه و قالت بغنج عله يقبل:
- ارجوك لا ترفض، لقد وافقت من قبل، ثم ما دخل دراستي بالأمر، انها سنتي الاخيرة و لم يبقى لي شيء.
- لن تخرجي من منزلي الا معي، لن أتمنك مرة اخرى.
- ارجوك لا تحرمني من الدراسة، انها اهم شيء عندي بالحياة، سأفعل كل شيء تطلبه مني.
- سأفكر بالموضوع. لكن الاهم عليك الاستعداد خلال هذه اليومين للانتقال للفيلا مع عائلتي. وهذا امر لا نقاش فيه.
صرخت رفل معترضة ناسيه انها تدعي تمثيل الوجع الي في بطنها :
- ماذا؟ لكي اكون اضحوكة لزوجتك و هي ترى حالتي و لكي يشهد العالم كيف لونت معالمي.
- هذا عقابك حتى تتعلمي حدودك في المرة القادمة التي تراودك حتى فكرة عصياني.
- لكنك قلت للتو أنك سامحتني
- نعم لم اعد غاضباً منكِ، لكن لا يعني ان الامور ستبقى على حالها.
- حباً بالله قل انك تمزح.
- لا لا امزح
- ولله لن أسمحك يا يوسف لو اجبرتني للذهاب هكذا..
- لن اطلب منكِ الصفح. سأخبر سعاد ان توظب حقابك نيابة عنكِ
- سأقتل نفسي قبل ان تخرجني من هذه الشقة، لن اسمح لك بان تخدش كبريائي و امام من؟ زوجتك، لا ولله افضل الموت.
- شماتتها بمنظرك ستنسيها موضوع زواجي منكِ، هكذا اكون تخلصت من وجع الرأس الذي ستسببه امي لي.
- لا أشعر أني بخير.. ربما أحتاج الذهاب للمشفى.
ضحك يوسف على تمثيلها الفاشل هذه المرة، و قد تناست رفل كل شيء مع هذا الامر، فلا يخدش الانثى سوى ان تشمت بها امرأة اخرى او ان تنظر لها بشفقة و خصوصا ان تكون غريمتها و الزوجة الاولى، رغم انها تكره يوسف من كل قلبها و تتمنى الطلاق منه لكنها في الوقت ذاتها لا تريد ان ترى زوجته الاولى حالتها. تولد داخلها تنافر عجيب من المشاعر فهي الان مستعدة ان تتنازل بالكثير ليوسف حتى لا يجبرها على المواجهة
أردفت بتوسل :
- أرجوك لا تفعل، لهذه الدرجة تريد اذلالي؟ دعني اتعافى اولا. اعطني اسبوع واحد على الاقل. اني الان ابدو كمسخ
طرقت سعاد الباب في هذه اللحظة و دخلت للعرفة تحمل صينية من الطعام قليل الدسم مع كأس عصير طبيعي، اعطت لرفل ابتسامة حنونة و هي تضعها على المنضدة بجانبها في حين يوسف نهض تاركاً الغرفة دون ان يجيبها.. تعلقت عينها بظهره و تمنت لو ان سكتة قلبية تصيبه في الحال ليموت و ترتاح منه.
- تحتاجين لمساعدة؟
- شكراً سعاد، يمكنني تدبر الامر.
اطلقت تنهيدة مضطربة فهي تعرف ان المستقبل سيكون احلك مما هو الان.*****
مساء الخير فلذات كبدي..
عذراً للتأخر في التحديث.. سأحاول ما في استطاعتي للعودة للتحديث اليومي او على الاقل عدة مرات في الاسبوع.. لكن كتبرير لتأخري فيجب ان تعلموا انه ليس متعمد بل الامر خارج عن اردتي.
شكراً جزيلا لكل المتابعين.. و انا اعتذر لاني في هذه الفترة لم استطع الرد على التعليقات لكن ان شاء لله سارد في القريب العاجل، لانه في الحقيقة يسعدني جداً الرد عليكم و التعرف عليكم مع كل بارت و تحديث، اشعر انكم تكونون اقرب لي هكذا.
أحبكم جداً ♡
أنت تقرأ
الظالًِم
Romanzi rosa / ChickLitان المرء يشتهي الثمرة المحرمة اشتهاءً مضاعفاً .......؟!! كان وجهها متورم و خدها تكونت عليه كدمة سريعة حمراء تتدرج للون القرمزي القاني و انفها و فمها يسيل منهم الدم و هناك قطع على شفتها و تورم كبير تحت عينها اليسرى. بدت بحالة مزرية جداً لم يهتم يوسف...