لا تنسوا التعليق و التصويت، بارت طويل لعيونكم تعويضا عن التأخير، أكتب فيه من الصباح للان لذلك اعطوني مكافأة بتفاعلك الحلو.
●○●○●○كانت صدمة ام يوسف و عمته أكبر من صدمة رفل التي لا تعرف أتصرخ ام تبكي او تهم للدفاع عن نفسها، لكن اسعفها وجود النساء، قامت خالة لها بدفع ام حمزة و بنات اخوالها درن حول نورس بعصبية يضربنها ثم دفعوا الامرأتين خارجا وسط صياح و صراخ.
أتت احدى خالتها اليها تسألها النهوض :هي عزيزتي أنهضي لتغتسلي و تغييري ملابسكِ، لا بأس أهدائي!! انه سوأ فهم لا تنهاري الان يا رفل فوالدتك لن تتحمل مصيبة أخرى.
-والله يا خالتي ما قلن كذب، لن تصدقيهن اليس كذلك؟ انه افترى واضح، هل عمي موجود سيوضح الامر كله،، اه لو كان أبي هنا!!!
وحاولت ان تبتسم الخالة بتفهم و هي تقول: طبعا اصدقك، لا تقلقي سيقوم أعمامك برد الاعتبار و حل سوء الفهم، الان علينا الا نثير جلبة وسط الناس أكثر من هذا، هيا أنهضي.
استقامت رفل مترنحة دائخة، لا تعرف اي مصيبة أكبر عليها، موت والدها ام فضيحتها الان امام كل النساء و اتهامها بالخائنة و التأمر على حمزة وسجنه و كلها لأجل الزواج بيوسف، ويا للظلم الذي يشعر به الانسان عندما يتهم زورا و كذباً و يا لبعد الكلام عن الحقيقة، فلو علموا ما تعانيه لرثوا لحالها.
لكن اشد ما اصابها كرباً ان حمزة من قلب الحقيقة فخلال ما فهمته من صراخ الام و ابنتها ان الشاب لا يهدأ باله لخيانة زوجته. و هل كان محقا يوسف بغضبه عندما ذهبت للسجن، هل ذهابها ما ولد كل هذا الحوادث الكارثية. قامت بلوم نفسها و جعلت نفسها الجاني رغم ان الكل استغلها بطريقة او اخرى، ابوين زوجوها ليخلصا من مشكلة ابنهما القاتل، و شخص اتته نزوة عابرة تزوجها ليشبع شبقه و اخر لم يستطع تصديق ان رجولته سحقت بسهولة و تم سلب شرفه.
وفي نهاية اليوم كان المشاجرة مادة دسمة لحديث صفية التي اخذت تسرد الحادثة و تضيف لها القليل من التوابل لتجعل الامر كأنه مقطوع من فلم، بصوت عالي حتى يسمع الجميع و بمحبة تخلو من الاخلاص توجه كلمات مؤاساة لمريم التي لا تعرف اتبغض رفل التي باعت شرفها و سمعتها ام تلوم زوجها الذي احضر لمنزلهم عاهرة لا يؤتمن لها. فمن يبيع اهله لا أمان له.
اما ام يوسف فكان خوفها من القادم أكبر، فلو علم الناس بهذه المصيبة لتلطخت سمعة العائلة و لن يتوانى احد عن توجيه الاصابع اليهم، وان رزق يوسف بطفل منها فسيعتبر عاراً عليهم و كما ان فتاة بمثل هذه الأخلاق ستأتي لهم بفضائح أكبر مستقبلا.
لذلك نهرت صفية بصوت قاطعا: هذا الامر لم يتم تأكيد صحته يا صفية فامتنعي عن الحديث و ان خرجت اي كلمة من هنا فتلوموا انفسكم لما سيفعله بكم يوسف ، سوف يأتي قريبا و سوف نفهم ما الذي حدث بالضبط.
قالت صفية متذمرة لإفساد متعتها: اي تأكيد نحتاجه يا ام يوسف، الم تري كيف ام زوجها السابق كانت محروقة الفؤاد و كيف ان اخته تبكي، لم يحمل صوتهن الا الحقيقة و ما الداعي اصلا لفعلتهن فمن الواضح ان وفاة والدها و تهجم الامرأتين لفعل التي لا اريد ذكر اسمها.
تأففت صفية بضجر لكن ام يوسف قالت بموضوعية: لقد سمعتيها يا صفية تنكر الامر و هي الاخر بدت مدهوشة لما تسمع، لا اتكلم دفاعا عنها لكنها الاخرى لم يبدو عليها الكذب، على اي حال هذا الامر لا يهمنا الان. علينا فقط ان نحافظ على هذه الحادثة بيننا، لن اتحمل اي اساءة لعائلتنا سواء كان الحدث حقيقي او افتراء. هل فهمتم ؟
صمت الجميع لقولها بدون اي اعتراض لكن الوجوم كان على محياهم، علمت رغم صمتهم الان فالأمر سيتسرب عاجلا ام اجلا لذلك أفضل وسيلة لعلاج الامر ان يحضر يوسف و يتعامل معهم بطريقته الخاصة.
عندما اتصلت بأبنها و شرحت له لم تتوقع ردة فعله العنيف وهيجانه ، لم يسيطر على نفسه او لسانه فاخذ يسب و يشتم ثم لكم اقرب شيء امامه، حاولت امه ان تستوضح منه و ان تفهم لكن يوسف اخبرها ان سيقطع عمله و يعود.
من شدة غضبه لم يستطع القيادة او التركيز على شيء لذلك امر مجند ان يقود السيارة عنه، كان عقله يدور بشكل سريع يريد ان يفهم كيف أصبح الامر هكذا بين ليلة وضحاها، و عائلته من البلادة لم تتصل به لتخبره ان والد رفل قد توفى و الان في بداية الليل تذكروا ليتصلوا به و يخبروه بكل الحقائق الملفقة، ثم استوقفه عقله ما الذي سيخبرهم به و اي حقيقة سيقولها؟ فان كانت الحقيقة الملوية الان لا تستساغ فماذا ستكون ردة فعلهم لسماع الحقيقة.
عليه ان يبرأ اسمه و اسم رفل حتى لو لجأ للكذب، يستطيع التلاعب بكل الادلة و من يستطيع اتهامه بشيء، اول شيء عليه فعله ان يجعلهم ينسون ما سمعوا ثم يعطيهم شيء ليصدقوه.
عندما وصل اخيرا استطاع ان يحيك حقيقته الخاصة بنفسه بدون أن يترك أي ثغرة، و كأن الجميع كان منتظراً حضوره في جمعهم جالسين صامتين منتظرين أن يبادر بقول او فعل.
نظر يوسف لامه معاتباً: منذ البارحة الرجل توفى و لم يسارع أحدكم لإخباري؟ و ايضا ما الذي حدث بالضبط اشرحي لي بالتفاصيل؟
قاطعت صفية جاوب امه و تركت الاجابة عن السؤال الاول: ما الذي حدث، انه مصيبة لو سمع احد بها و أن علمت بها فستسقط البيت على رؤوسنا يا يوسف، اسمع يا روح عمتك، اليوم عصراً عندما ذهبنا لنعزي الفتاة لم نجلس الا دقائق نحاول ان نواسي رفل المنكسرة لكن فجاءة دخلن امرأتين هجمن على رفل واحد تضربها و الاخرى تحاول ان تنزع شعرها من فروته، لكن ليس هذا ما صدمنا لكن قولهن كان يثير العجب و لولا اني أعرفك لصدقتهن.
قاطع يوسف عمته: عمتي من الافضل لك السكوت فانا لست في مزاج لشرحك المبالغ فيه.
ثم نظر لامه لتكمل و التي شرحت و نقلت ما سمعته بأقل الكلمات و ادقهن. بعد سماعه لكل التفاصيل لم يتمالك يوسف نفسه فنهض وركل طاولة صغيرة على جانبه لينفس من غضبه.
-ظللتن جالسات دون دفاع ثم خرجتي يا أمي و كأن الفتاة ليست زوجة أبنك و لا ننسى انكِ لم تبلغيني حتى عن وفاة والدها، ولما كل هذا الكره و الحقد رغم أنكم لا تعرفون شيء عن زواجنا.
جلس يهدأ روعه و يحضر لكذبته بهدوء: أنا لم أخبركم بكل التفاصيل حتى لا تكرهوه رفل بدون سبب. ان اخيها هو من قتل مروان.
نظرا الجميع بتعجب له و هذا كان لصالحه فالان هي اللحظة التي سيتغير فيها تفكيرهم و لن يصدقوا ما سمعوا سابقاً، أكمل قائلا: انا لم التقي رفل من قبل لكي تصدقوا هذه الاقوال الخبيثة، اول مرة رأيتها عندما كنت متواجدا مع عمي ابراهيم لمعرفة تفاصيل الجريمة ، كانت هي و والدتها يحاولن رؤية اخيها و لأنها جذبتني حاولت معرفة المزيد عنها يومها عرفت ان زوجها في السجن بتهمة حيازة المخدرات، ويبدو انها و عائلتها عائلة نظيفة لا تتحمل وجود أبنتهم مع رجل مثله لذلك كانوا بالفعل قبل قتل مروان قد رفعوا قضية طلاق.
قاطعته عمته : لقد علمت ان زوجها السابق احد اقاربها، فكيف لم يعرفوا شيء عن سلوكه.
زفر بقلة صبر: لا أعرف كل التفاصيل لكن خلال سنة من زواجهم يبدو انها كشفت ادمانه و تعامله بالممنوعات و الخلاصة لقد تركت الامر حينها لكن بعد شهر كنت في المحكمة في لقاء مع صديقي وعلمت في ذاك الوقت انها تطلقت، حاولت أنتظر انقضى عدة الطلاق و أقنعت عمي بأن يطالب بها بدل مال الدية.
-اليس غريب موافقتها الزواج منك بهذه السرعة، هل طمعا في المال ؟
عبس يوسف بوجه سارة التي تكلمت مستنكرة لزواجه كله و كيف ان نظرة واحدة لفتاة جعلته يرغب الزواج بها بينما هي لسنوات حاولت معه لكن كان يقابلها بالتجاهل و هل هي أقل جمالاً من رفل، ربما لكن لا يعني انها ليست جميلة.
-وهل لها خيار الرفض، اعتقد ان عمتي رأت بيتهم و ان حالتهم المادية لا تسمح بدفع اي مال لنا لذلك من الواضح ان اهلها جعلوها توافق على هذه الزيجة.
أومأت عمته توكد قوله: بالفعل ان بيتهم رثاً و منطقتهم شعبية سوقية بالكاد تحملت الجلوس على الارض اليوم.
-كما رأيتم رفل هذه الفترة، هل هي كفتاة تركت زوجها من أجلي؟ لن ابرر مرة اخرى زواجنا لكن لان الامر يمس شرفها اوضحت لكم ظروف التي جمعتنا، اي ملاحظة خبيثة مستقبلا او اي كلام لا يمت للحقيقة بصلة لن اتقبله مفهوم؟
فهموا ما اراده ولو ان لديهم المزيد من الاسئلة التي تحتاج جواب لكنهم اكتفوا بالصمت لأن يوسف بدا مستعجل للمغادرة كان ينظر لساعته بين الفينة و الاخرى.
عندما نهض سألته والدته : الى أين يا يوسف، لقد أتيت للتو؟
- وهل تظنين اني بلا خجل، أجلس هنا بينما والد زوجتي قد مات منذ البارحة، علهم يعذروني ان عرفوا اني كنت في العمل.
وهكذا ترك المنزل و اتجه لبيت رفل و كانت عقارب الساعة تقارب الحادية عشر ليلا، أمل ان يجدهم مستيقظين. عندما طرق الباب خرج له خال رفل، شاب أصغر منه عمراً و الينا عوداً و لأنه لم يرى يوسف من قبل سأله مستفهما: تفضل؟
مد يوسف يده قائلاً: يوسف عبدالله، زوج رفل. اعتذر لتأخري لكن كنت في العاصمة و الاهل لم يستطيعوا الا اليوم التوصل لي و اخباري.
من ملابسه عرف خالها ماذا يعمل يوسف فأومأ مرحباً: تفضل تفضل، البيت بيتك، انا خال رفل سلام.
عندما ادخله سلام لغرفة الاستقبال لم يتعرف عليه من بين الحاضرين الا عمها الاكبر الذي استقبله.
ادى يوسف كلمات العزاء وتعرف على بقية الموجودين، خال اخر و عمين.
حضور يوسف قطع نقاشهم حول رفل و زواجها و يبدو انهم لم يرغبوا بمناقشة الامر امامه و هذا ما اراحه فهو يريد اولا الانفراد مع عمها الاكبر ليتكلم قبل توضيح كل شيء.
قال بعد برهة من الزمن : هل أستطيع رؤية رفل؟
اومأ له الحاضرين، نظر لعمها الاكبر أحمد محدثا: لقد أخبرتني والدتي ما حدث اليوم، وهذا شيء يجلب الخزي لعائلتينا و لا بد ان رفل ستلوم نفسها و تلوم زواجنا من الافضل ان تأتي معي لنحدثها بما أنك كنت الشاهد على الزواج.
وحاول جعل صوته هادئ دون ان يثير انتباه الاخرين لما ينوي، نهض العم احمد يرشده الطريق و عند ابتعاد الاذن المسترقة للسمع قال للرجل الاكبر.
-ما الذي تنوي ان تفعله ايها العم، الان أنت بمثابة والدها و ما يساء لها يساء اليك و لعائلتك!!!
توقف الرجل ينظر له بين نفور و انزعاج: و ما الذي باستطاعتي عمله، فالناس اتهمتكما بتلفيق التهمة له ليجعله يطلقها مستخدما كل نفوذك.
-وهل تصدق كل ما يقال، أنت عمها الا تعرف اي فتاة هي؟ و هل ايضا جعلت اخيها يقتل ابن عمي لأتزوجها..
هز أحمد رأسه رافضاً قوله: وهل يهم تصديقي، الناس تصدق ما تريد و ليس بيدي شيء لردعهم.
طحن يوسف نواجذه بغضب معترضا: انتم اقارب اقل ما يمكنك فعله هو توضيح الامر و ان اضطررت للكذب. لن اسمح بتشويه سمعة زوجتي او عائلتي و ما بدر من عائلة طليقها يجعلني قادر على اقامة دعوى ضدهم للتشهير برفل لكني اريد حل الامر سلميا بدون بلبلة او ضجة.
-كيف ستثبت براءتها؟ وحتى ان فعلت ستبقى الناس تتذكر ما تعرضت له من اهانة.
-اخبرهم ما حصل بالضبط، انها اعطيت بدل مال الدية، و يمكنك القول أنك لم ترضى بإعطاء واحدة من بناتك و لأنها مطلقة و عبء زوجتموها، سيجعل قولك هذا الناس أكثر تقبل للحقيقة.
ثم اضاف بعد صمت قصير: انها للان لا تتقبلني كزوج و لان الزواج تم دون ارادتها فكيف تقبل بكلام لا حقيقة فيه دون ان تدافع عنها.
تنهد العم بصمت ثم اشار له ان يتبعه لغرفة رفل، كانت بمفردها في ظلام غرفتها تحاول النوم ترغم عقلها ان ينسى كل شيء لتنام بعض الدقائق بهناء لكن لا فائدة، عندما دق الباب ظنت انها احد بنات خالها، لم تجب فلا طاقة لها على اي شيء لكن الطرق تكرر ثم انفتح الباب و في البدا لان الضوء اتى من الخارج رأت فقط هيكل عمها ثم رأت هيكل رجل أخر لثواني لم تعرفه لكنها ميزت عندما تقدم للداخل. لوهلة جمدت عندما عرفت انه يوسف و عندما انار عمها الغرفة ادرت وجها عن الضوء.
قال عمها: رفل أبنتي، لقد أتى زوجك؟
نهضت صارخة بعمها: انه السبب انه السبب ليخرج لا اريد رؤيته، أتمنى ان يموت بدل ابي ، اتمنى ان يتعفن انه السبب.
اشار يوسف لعمها قائلا بصوت منخفض: أخبرتك ستلومنا على الزواج، ارجوك اتركنا لوحدنا حتى اهدائها.
اومأ العم ثم خرج، نادت رفل بعاقبه: لا تتركني معه، ارجوك عمي خذه معك.
لكن يوسف اقترب منها بسرعة وأمسك بفمها مكمما: أرجوك اسكتي قليلا، أسمعي ما عندي و لن أجبرك على شيء.
هزت راسها بقوة و الدموع بدأت تنهمر بغزارة تريد الابتعاد عنه.
-أسمعي الا تريدين لوالدك ان يرتاح في قبره، هل سيكون مرتاحا لو علم بأن سمعة ابنته تلطخت.
نظرت له بكل الكره الذي بداخلها ثم انتزعت يده بقوة عن فمها: لقد مات لأنه علم بذلك لأنه لم يتحمل فضيحة أخرى، لقد مات بسببك، لأنك جعلتني خائنة فاجرة حقيرة تستطيع ان تسجن زوجها و تتزوج بعد اربعة شهور من طلاقها.
-لا لا، رفل أنت نقية طاهرة لا تجعلي احد يشوه صورتك من أجل والدك رحمه الله.
هجمت عليه رفل تدفعه بكل قوتها ليخرج من غرفتها من حياتها: ما الذي تريده أخبرني، ما الذي تريد اخذه أكثر مني؟
-لا اريد شيء، فقط اريد ان أحل المشكلة.
-حلها اذن لكن لا تريني وجهك، لا أطيقك لو بقيت معي لثانية اخرى سأقتلك، أقسم بالله سأقتلك.
ثم بكت بقوة ثم اضافت: لأجل الرب، اعتقني اتركني لأحزن على والدي، عندما اراك او مجرد ان اتذكرك لا اريد شيء غير الموت.
-لا اطلب منك شيء سوى ان لا تخبريهم اني السبب بسجن حمزة، فلن استطيع فعل شيء لو اعترفتِ بكامل ارادتك، لان الامر سيسي لكِ. أخبريهم بالحقيقة انك لم تريني قبل يوم قراننا و أخبريهم انهم اجبروك على هذا الزواج.
نظرت له بغل و كره ثم جمجمت : أخرج، أفعل ما تريد و قل ما تريد لتبرأت اسمك من القذارة التي فعلتها فقط اتركني بسلام.
وفعل مثلما رغبت، عندما عاد لغرفة الاستقبال هو من بادر بفتح الموضوع، بدهائه المعتاد اقنع الجميع ان زواجه كان محض صدفة، كان ليتزوج اي فتاة في العائلة لولا توفر اخت القاتل. حتى أحمد نسى ان يوسف اصر على الزواج من رفل دون غيرها ربما لأنه استطاع يومها جعلهم يوافقون بدون نقاش طويل.
- اريد رد اعتبار لزوجتي و لعائلتها، فبسبب استهتار عائلة كاملة قد توفى عمي محمد، تهجموا بدون دليل، اما عن زوج رفل السابق سأبحث عنه أكثر و أعرف لما كل هذه الضغائن؟
قال احد عمومتها : ربما ان المخدرات اثرت فيه، فبعد ان طلقها بدون سبب الان ها هو يعود ليعمل فضيحة اخرى لطليقته. انه يحتاج لتأديب بلا شك.
بتمثيل متقن ارتسمت علامة الدهشة على يوسف: هل كان يتعاطى المخدرات؟ ومع هذا سكتم عن فعلته ؟ والله لن أجلس بدون محاسبته لإساءته لزوجتي و سمعتها.
قال عمها احمد: سنتفاهم معهم لا تقلق .
وفي نهاية اليوم تنفس يوسف قليلا الصعداء، فالأمور ستحل تدريجيا و الامر وان لم يختفي سيكون محلا للشك لا لليقين و هذا أفضل، فالناس لن تعرف الحقيقة يوما.
كان في الايام التالية كالابن البار لعائلة رفل، لكنها لم تخرج من غرفتها لرؤيته او الكلام معه، هذا الامر جعل الناس تصدق قول يوسف بانها لم تتزوجه عن حب فالفتاة كانت تصرخ بان يتركوها بمفردها كلما حاول احد اخبارها ان يوسف موجود، و في اليوم الخامس احضر سعاد لتبقى معها، فاغلب الناس عادت لبيوتها و الام و البنت لا قدرة لهن على العمل و خدمة من يأتي معزياً.
احتضنت سعاد رفل و بكت معها كأنها امها، احيانا بساطة الانسان و فطرته العفوية تواسيك أكثر من الاقارب، فسعاد لم تكن مثل الجميع حولها الذي كانوا يشكلون عليها لسبب او اخر المشكلة الاخيرة التي حصلت، فالمرأة اتتها بمواساة حقيقية و بدموع طيبة تبكي لحزن الفتاة.
حاولت سعاد بعدها ان تجعلها تأكل أكثر لتستعيد صحتها و طاقتها لكي تعتني بأمها التي بأمس الحاجة اليها. لكن صحتها و اصفرارها لم يتحسنا، حاولت ان تفهم سعاد ما بها، حاولت ان تخبرها ان البكاء لن يريح ابيها. في الاخير لم تستطع رفل الكتم أكثر لذلك قصت عليها ما حدث، لم تخف عليها شيء.
-الان يا أبنتي لقد تزوجتِ و ما باليد حيلة، هل سيكون طلاقك للمرة الثانية حلاً؟ صدقيني ستكونين علكة في افواه الناس. ان اردت شيء عليك الصبر، لا يأتي شيء بسهولة. والان عليك بجمع طاقتك وعبور هذه الشدة. لا تجعلي احد يكسرك رجلا كان ام امرأة.
ربتت المرأة على كتفها و ما الذي تستطيع قوله، فالحقيقة ابشع من التهمة، لكن المجتمع لا يهتم بمعاناة الانثى، ها هي امرأة تنتهك يوميا مسلوبة الارادة، عليها تقبل كل ما يفرض عليها، عليها ان تقتل كيانها و نفسها في سبيل ان تعيش وسطهم باحترام، لو ثارت لو شكت لضحك الناس من ثورتها و اخبروها، احبي زوجك و سينتهي الامر اقبلي به، ما فعله كان بدافع الحب، اغفري له، سامحيه. لكنها أمرأه استثنائية لن تستطيع ان تقدم ما لا تقبله نفسها.
لمدة شهر كاملا لم تتنازل عن موقفها لم ترضخ له مهما حاول ان يجبرها ان تكلمه، حتى سعاد حاولت ان تريها خطأ عنادها لكن لم يفلح الامر، كانت تهدد بقتل نفسها ان حاول اجبارها الرجوع معه. كان ضغط اخوالها عليه مبطن لحد الان، فهم يلمحون الى انها متزوجة و امها يجب ان تعيش معهم فالكل متزوج و لا احد متفرغ للبقاء معها ببيتها. اما عمومتها يحاولون اقناعها ان بقائها هنا سيثير فضيحة اخرى، كل اعتقادهم ان بقاءها لتثبت لهم انها ليست خائنة.
صبر يوسف متفهما حزنها و كوفئ صبره هذا الشهر بخبر اسره، فسعاد ما تتوانى للحظة عن اخفاء الخبر عنه.
كان تعب و اصفرار رفل هاجسا يؤرق المسكينة سعاد معتقده ان الفتاة ستمرض من حزنها لكن نوبات الغثيان التي تأتيها صباحاً و الحرقة في المعدة مساءً كانت منشأ للشكوك المرأة. ذهبت مسرعة لأقرب صيدلية تشتري اختبار حمل ثم اتت لرفل التي استلقت على احد الأرائك دائخة.
- عزيزتي رفل، متى اخر مرة أتاك الحيض؟
اجابتها رفل بتراخي: لا أتذكر، ربما قبل شهر او شهرين.
-الا تظنين تأخره يفسر غثيانك الصباحي و نحولك الدائم.
حاولت التعديل من جلستها واجابت بنفس النبرة المتراخية الدائخة: ماذا تقصدين؟
- انظري، غثيان و انقطاع الطمث و النحول في الغالب هذه الاشياء تشير لشيء واحد!
فتحت رفل عينها برعب ثم لم تتمالك نفسها فهبت واقفة وجسمها مشدود كل عصب منه و قالت مرة اخرى : ما الذي تقصدينه؟
حاولت سعاد تهدئتها و طمأنتها بحنو: ما بكِ لما كل هذا الرعب، انه مجرد احتمال، أنت متزوجة هل ظننت ان امر الحمل مستبعد؟
ذهلت رفل و لم تعرف اتضع يدها بهدوء على بطنها ام تلكمها حنى تتخلص من اي شيء يربطها بيوسف، قالت بصوت لم يبدو كصوتها: مستحيل، ليس بهذه السهولة و هذه السرعة، أظنك مخطئة، لا لا أرجوك يا سعاد أخبريني أنك مخطئة.
-صه يا ابنتي، سوف تسمعك أمك و حالك هذا يحزنها، الا ترين انها لا تبغى شيء سوى سعادتكِ انت اخر من بقى لها، الان انظري انه احتمال وربما أكون مخطئة، احضرت لك اختبار حمل ان كان سالبا ننسى الامر حسنا؟
-وان كان موجبا، وان اتاني طفل منه؟
احتضنتها سعاد واجلستها وهي تخبرها : انه رزق من الله، فلا تعلمين ربما هذا الطفل يكون سبب سعادتك وربما يجعل علاقتك بيوسف أفضل، لا تعلمين ما قد يغيره طفل في حياتك. حتى و ان بقيتِ لا ترغبين بابيه فيمكن ان يكون الطفل خير مؤنس و سند لكِ.
-انت لا تفهمين شيء يا سعاد، لو كان هناك جنين في احشائي فهذا قيد سيربطني للابد بيوسف..
- اعقلي يا رفل حتى وان لم يرزقك الله باي طفل منه ستبقين للابد مربوطة به مدام يرغب بذلك ام اذا قرر تركك فسيطلقك حتى لو كان لديك عشرة اطفال منه. انت الوحيدة الخاسرة اذا لم ترغبي بهذا الطفل، واعيدها للمرة المئة انه احتمال، قومي بالاختبار لنتأكد اولا بعدها سنتكلم.
امرأة بعمرها و بخبرتها لم تخطأ و اصابت ظنونها، الاختبار اظهر خطين واضحين لا لبس فيهم و لا جدل و ان كان الامر لا يمنع من تحليل دم للتأكد. أجهشت المسكينة ببكائها المعتاد فما الذي هي قادرة على فعله حقا، ان قلبها لم يطاوعها حتى ان تضرب بطنها ولو بخفة. لقد كانت تتمنى ان تحظى بجنين بعد سلسلة من الهمز و اللمز في زواجها السابق و الان لم يمضي على زواجها الحالي ثلاث اشهر و هي حامل و هل تثق بقول سعاد انها حكمة من الله و غاية لا تدركها بعد مع ذلك لم تتوقف عن الحزن و التفكير ونست ان تبلغ سعاد بضرورة اخفاء الامر حاليا فهي ليست في حالة ملائمة لمواجهة يوسف.
سماعه خبر حمل رفل و انه سيحظى بجنين منها جعله يهدأ اخيرا، رغم فرحه بانه سيكون لديه طفلاً الا ان فرحته الحقيقية بانه اخير حظى برابط و اصرة لن تنفصم عن رفل سيكون من السهل ان تنتمي له بإرادتها.
قرر انه منحها الوقت الكافي لتحزن على والدها و وقت كافي لتعتاد على ما حدث مثلما اعتادت على زواجهم في بداية الامر كان حملها الحجة المثالية ليعود بها لعش الزوجية، تحت عينه و رقابته.
خلال هذا الشهر قد حل الخلاف بين اعمام رفل و عائلة حمزة، اختفاء حمزة قد سهل عليه كل الامور و الذي جعل اهل الاخير في حيرة من امرهم، ايصدقون ابنهم ام كلام الرجل و اقاربهم، فالرجل من عالم اخرى لا يستطيعون ان يجدون دليل واحد ان رفل قد تعرفت عليها من قبل، فقط ما يربطها به قتل اخيها لابن عمه الصغير، واما عقلهم الذي ينبهر تلقائيا بالمظاهر و الثراء الفاحش فلم يصدقوا ان مثله و بمكانته قد يسجن ابنهم فقط ليستولي على زوجته، كان الامر في نظرهم قابل للتصديق اكثر لو انها الخائنة و الملامة. و كان ايضا الشك موجود بأن ابنهم لفق الامر كله فقط ليخفي شيء ولغاية ما. فطلاقه من رفل الذي كان سريع وغير مبرر اول دخوله السجن لا يمكن ان يكون له صلة بتهديد، فمن يطلق زوجته ليتزوجها اخر؟
حتى عائلته لم تصدق حدوث امر مماثل بعد ان شرح لهم الامر، ولو ان الاسئلة و الشكوك بقت دفينة في نفوسهم لكنه متيقن انها ستنسى في نهاية المطاف.
اخبرته سعاد ان رفل لازالت مستاءة لخبر الحمل السريع و انه من الافضل لو اجل قدومه ليوم اخر، لكنه صمم ان اليوم نهاية صبره و سيمنحها فقط هذا الصباح لتحزن او تنحب لكن عصرا سيعيدها بين يديه، وعندما اكد على الخادمة بتنظيف الغرفة فهمت امه و مريم انه سيعيدها اليوم.
عند حلول المساء ذهب على جنح من الريح مصمما، استقبلته سعاد على الباب فالخال سلام لديه عملاً عصرا و لا يعود حتى التاسعة مساءً ليبقى معهن و احيانا خال اخرى يحل محله او خالة، او من يستطيع البقاء معهن.
أنت تقرأ
الظالًِم
ChickLitان المرء يشتهي الثمرة المحرمة اشتهاءً مضاعفاً .......؟!! كان وجهها متورم و خدها تكونت عليه كدمة سريعة حمراء تتدرج للون القرمزي القاني و انفها و فمها يسيل منهم الدم و هناك قطع على شفتها و تورم كبير تحت عينها اليسرى. بدت بحالة مزرية جداً لم يهتم يوسف...