جلست رفل على سريرها بتأفأف، ترمق زوجها بنظرات غاضبة، كانت تغلي من الداخل، تثور، و تقذف الحمم.صاحت به بشراسة: ولله ان لم تجد لي حل مع أختك الكريهة فلن اجلس لك يوم اخر هنا، هل تراني خادمة ام عبده لها، الم يتطور تفكيرها المتخلف بعد ان الكنات لسن شغالات عند والديها، لا و لله لن اسكت بعد اليوم لاهانتها، ان كلامها كالسم تنفثه كأفعى رقطاء مدعية المزاح و الابتسامة.
نظر لها حمزة هنيئة ثم عاد نظره لهاتفه وهو يشاهد فلم و قال باقتضاب بنبرة غير مكترثه ازادتها حرقة: كفى تذمراً، انتِ تتذمري بجهة و امي و اختي تتذمران بجهة و كل واحدة تدعي ان الحق معها.
نهضت رفل من مكانها: العتب علي اني اهدر انفاسي اشكو لك.. (همت ان تستدير لكن غضبها لا زال مستعر)، جد حلأً لي يا حمزة ولله سأقتلع شعر اختك المصون من جذوره ان وجهت لي كلمة خبيثة مرة أخرى. لا تلومني يومها.
هز حمزة رأسه: حسنا، سنجد حل لكما انتما الاثنين. (عاد يتابع الفلم بتركيز)
قصعت رفل شعرها على شكل كعكة مهملة ثم ادركت ان من الأفضل ان تغسل ملابسها و زوجها افضل من إضاعة الوقت بالمجادلة، فهذا الروتين اليومي من التذمر لا حل له، ف نورس دوماً تجد تعليق او كلام ليجعلها غاضبة و هي تجد دوما نفسها في نهاية اليوم تتذمر لزوجها الغير المبالي.
تدرك ان من الصعب عليه الاختيار بين اخته و زوجته لكن لمن تشكي همها و لمن تثرثر و هل يوجد انسان يحتمل ثرثرة انثى دون ضغائن غير الزوج، فهو يبتلع تهديداتها و صياحها و كلامها كأنه لم يُنطق ابداً.
اخذت ملابسها المتسخة مع ملابس زوجها تتجه الى الحمام الذي يكون في الطابق الأرضي من المنزل. كان المنزل الذي تعيش به رفل متكون من طابقين يضم سبعة افراد داخله. يتكون الطابق الأرضي من المطبخ والحمام وغرفة الاستقبال الى جانب غرفة يسكنها والد و والدة حمزة، اما الطابق الأعلى كان به غرفتين و مساحة في الوسط فرشت بالسجاد لتكون مجلس لمن ارد الجلوس و الحديث.
كان منزل متواضع يشابه الى حدما المنزل الذي عاشت به سنوات عمرها الماضية, لكن الاختلاف ان لديها حمة (اخت الزوج) خبيثة و حقوده مع غيرة مفرطة، يمكن ان نقول ان صفاتها هذه تبرز بالذات مع رفل، ربما لأنها في السابعة و العشرون من عمرها و لم تتزوج بعد.
ووجدت نفسها وهي تفرك قميص زوجها الأبيض بيديها انها تفكر برجل كانت تناسته لبعض الوقت بسبب حديث نورس عندما عادت من الجامعة.
'ماذا يضمر لأخي، ان الرجل وجهه وجه شر، اللهم استر علينا، علي ان اخبر امي (ثم هزت رأسها) لا لا سيفزعها الامر، سأترك الامر لله'
~~
كانت رفل فتاة طموحة، اجتماعية، لبقة لكنها في ذات الوقت صريحة لدرجة الوقاحة وعنيدة كما انها حقودة جداً، كأنها جمل لا تنسى من ظلمها ابداً. وكانت أمها تعاني من عنادها و حقدها فهي لسنتين لم تتحدث مع عمتها عندما كانت في الثامنة عشر لان العمة قد وبختها لسبب قد نسيت الان ما هو. كما انها مغرورة، ذاك الغرور المترفع الذي يبعد عنها الذكور. فكان زوجها من حمزة نتيجة لضغط عائلي من الأقارب و من والديها و لان قلبها كان خالي قد وافقت، فهي لم تقع بالحب و اقصى ما استطاعت ان تقدمه من المشاعر ان تكن اعجاب لشخص او لشخصين لكنها لم تقع فعليا بالحب.

أنت تقرأ
الظالًِم
Literatura Femininaان المرء يشتهي الثمرة المحرمة اشتهاءً مضاعفاً .......؟!! كان وجهها متورم و خدها تكونت عليه كدمة سريعة حمراء تتدرج للون القرمزي القاني و انفها و فمها يسيل منهم الدم و هناك قطع على شفتها و تورم كبير تحت عينها اليسرى. بدت بحالة مزرية جداً لم يهتم يوسف...