-١٣-

18.2K 622 72
                                    

عادت رفل الى الشقة و الافكار تعصف برأسها، فهل طلب حمزة لقائها هو اختبار ما من لله، لأنها كانت تخون زوجها بتخيل حمزة هو من تقضي الليالي معه؟

لكن ماذا يريد؟ ما هذا الشيء المهم تلك الاهمية الضرورية التي تجعله تواقاً لحد الهذيان لرويتها؟ 

كلها تساؤلات غداً ستجاب عليها. كانت سعاد كعادتها تنتظر وقت عودتها من الجامعة حتى تتناولان الغداء لكن رفل رفضت تناوله لان شهيتها مسدود و احشائها تكاد تتمزق من شدة القلق و التفكير لذلك فكرة ادخال الطعام في جوفها جعلتها ترفض بعناد اصرار سعاد ان تتناول الطعام.

دخلت حجرتها و القت نفسها بثيابها على السرير، امسكت الوسادة و دفنت وجهها داخلها ثم أجهشت بالبكاء و قد تصاعدت حرارة من جوفها جعلتها محمومة طيلة اليوم، دقت سعاد الباب عدة مرات بعد ان قلقت على الفتاة.

دخلت و هي تقول بقلق :

- أصبحت الساعة الثامنة... هم.. هيا انهضي و كفاكِ كسل، لقد احظرت لكٍ شطيرة و كوب شاي.

وضعتهم على المنضدة و هزت رفل و هي تكمل :

- هيا أستيقظي يا كسولة، لما كل هذا النوم، غداً لديك دوام فيجب ان تحفظي بعض الساعات تناميهم أخر الليل، ام ستذهبين للجامعة و انت الليل كله لم تنامي.

لكن عندما لمست يدها و تحسست الحرارة تضاعف قلقها:

- رفل بنيتي، أنهضي هل تعانين من حمى، هل يؤلمك شيء؟،، يبدو انك تعانين من نزلة برد.

هزت رفل التي فتحت عينياه بتثاقل و راسها يكاد ان ينشطر من شدة الالم و جمجمت لسعاد القلقة:

- دعيني انام ، اشعر بنعاس قاتل و رأسي يؤلمني.

- كفاك نوم، ستزداد حمتك (اخذت تعدل وضعيتها الى الجلوس) عليك تناول الطعام ثم تناول الدواء. اتمنى ان أجد دواء في الخزانة. تفضلي الشطيرة،، هيا لا تجبريني ان اقحمها في فمك، أحسنتِ، امضغيها جيداً بينما اذهب للبحث عن الدواء.

شعرت رفل بعد ان اتمت اكل الشطيرة انها تحسنت و ربما حمتها كانت لأنها جائعة  فهي لم تأكل شيء منذ طعام عشاء اليوم السابق و زاد قلقها من تهيج اعصاب معدتها فكما يقولون انها الدماغ الثاني تتأثر الاعصاب فيها بتهيج المشاعر.

عادت سعاد تحمل كأس ماء مع شريط اقراص لنزلة البرد و مسكن الالم. لم تعترض رفل على اخذهم بل تناولتهم بامتنان لان شعور الم داخل رأسها يكاد يفتك بها. 

عندما شعرت سعاد ان رفل تحسنت بعد ساعة نهضت تسخن طعام العشاء الذي لا زال في وعائه و كالأم الحنون اخذت تفتر فوق رأس رفل كالنحلة الطنانة ارغمتها ان تملئ بطنها فوق الشبع ثم حرصت ان تعد لها شاي الزهور. و اخيراً كلت عن حركتها الدؤوبة بعد ان أطمئنت على حالة رفل، ذهبت بعدها ترقد في فراشها مخلفة فتاة حائرة مهزوزة الارادة ، اوصلها اضطرابها للهذيان.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن