-٧-

18.9K 742 26
                                    

لا تنسوا ضغط النجمة الصغيرة و ترك تعليق عن رأيكم في البارت.

~~~~

اسْتَكَانَت رفل ثم شخصت بصرها الى الورقة بين كفيها مرة اخرى..

- لما طلقني..؟!!! امي.. لما تطلقت ؟

ضمتها امها بحنان الى صدرها علها تخفف شيء من اوجعها : يا روح أمك.. لا تفكري كثيراً ان هذا أفضل، ربما خشي ان تتورطي معه... انظري لي بنيتي ربما كان حقاً متورط في تجارة المخدرات..

حدجتها ابنتها بنظرة مؤنبه : امي انت تعرفين حمزة كما تعرفيني، كيف لك ان تشكي به و تسيء الظنون.. لكن اه... لما طلقني انه يرفض حتى الافصاح عن السبب. يا ألهي متى يطلقون سراحه لنفهم ما به؟.

- لن يغير هذا شيء بنيتي فانتِ الان طليقته ... يا ربي لما المصائب تكالبت علينا.. ابني في السجن و ابنتي تطلقت.

برح الضنك بالأم و العائلة أجمعين، عائلة تشعر بالذل و الخزي بين الناس؛ فاستطردت : الحمد لله ان خبر طلاقك الان سري، دعي الأوضاع تهدأ علنا نسترشد بشيء من هذه المصائب.

ضمت رفل امها: اه لو مت أفضل من الذي حصل (سبقت دموعها صوت نحيبها) لما تزوجت من الاساس، لأصبح خادمة و عبدة و متى شاء زوجي طلقني. سيضحك من هب و دب على مصابي.

هدأت الام ابنتها بعدة كلمات لكنها لم تعكس الواقع، فلا يمكن لخبر الطلاق ان يكون سراً اكثر من يوم واحد فوالدة حمزة قد اخبرت اختها و الأخت اخبرت أبنائها ام الاب فقد اعلم اخوانه فامر الطلاق ليس بشيء الهين ليتم اخفائه و أمل منهم ان يتحدثوا مع ابنه. اما والدا رفل فلم يقلوا بشيء عن والدي حمزة، رغم انتشر الخبر بين الأقارب المقربين فان احدهم لم ينبس بحرف تحت مسمى السرية. لم يأتي أحد لبيت رفل ويسألها ولم يذهب احد لبيت حمزة و يستفسر عن هذا الطلاق المفاجئ.

حاولت رفل ان تستأنف ما تبقى لها من الحياة و هي اكمال مرحلتها الدراسية لعلها بذلك تنسى شقاء قلبها.

لم يتم إطلاق سراح حمزة الذي كانت تنظره بفارغ الصبر مما جعل الشك يساورها حول براءته، لكنها سرعاً ما تصفع هواجسها فالكل يعلم النظام في هذا البلد ما ان يتم القبض على شخص مشبوه به و ان كان بريء لا يتم بعد ذلك الافراج عنه بسهولة.

رغم توالي الأيام بدون احداث تذكر الا ان الأجواء دوما مكفهرة في البيت كان عاصفة هوجاء ستهب فجاءة، و بالفعل بعد ان اتمت رفل عدتها فقد أصبحت الان مطلقة رسمياً و الشرع لن يسمح لحمزة باسترجاعها الا ان تزوجته مرة أخرى.

كانت مشاعر رفل تتخبط كسفينة في عرض اليم تتقاذها الأمواج، فتارة تحقد اشد الحقد على حمزة و تارة تتمنى لو يعيدها تحت جناحه، و أشد ما ازعجها في امر الطلاق المعاملة التي تغيرت، فأبيها ينبزها أحيانا بأوامر معينة لأنها مطلقة و أمها تعطيها نصائح لأنها مطلقة و كأن كونها الانثى مطلقة يعتبر نقيصة يحاولون اصلاح اعوجاجها.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن