-١٨-

28.6K 824 282
                                    

لم تمر اليومين بشكل طبيعي على رفل رغم أن يوسف لم يحضر للشقة، لكنها كانت تعي أن ما وعدها به قبل أن يذهب آخر مرة كان قابل لأن يصبح حقيقة  في أي لحظة. تنهدت و هي ترى أن سعاد قد أعدت  حقيبتين كبيرتين تحوي كل ملابسها. مشت بخطوات نحو المرآة في  الغرفة تنظر لوجهها  وجسدها العاري بعدما خرجت من الحمام، ان الكدمات التي تغطي جسدها أسوأ بكثير من وجهها المتورم و كانت تعرف بشكل مزري أن قرصة بعوضة و أثرها على جسدها يدوم أسبوع فما بالك بضرب مبرح.

كانت الكدمات الآن في أسوأ حالاتها، تحول لون بشرتها للأسود لكن التورم قد خف الان. كانت تكره ما ترى و تكره يوسف اضعاف مضاعفة، جاهدت تغطي وجهها  بمستحضرات التجميل -بطبقات عديدة منها- كان المكياج يخفي القبح الحقيقي لما فعله يوسف و يترك آثار طفيفة لما فعلته يداه، وكان هذا أهون لها بكثير.

كأن إنذار قلبها،صوت للواقع فلم يحل المساء حتى أتى زوجها وعنجهيته المعتادة ترافقه،  رمق الحقيبتين بنظرة رضا، تقدم بعدها لرفل التي كانت تحاول أن تبدو انها نسيت الموضوع، جالسه تدرس لامتحانتها النهائية و لم تكلمه وردت التحية فقط. لكن هذه اللامبالاة لم تنقذها مما هو آت.

قال يوسف مخاطباً إياها: هل أنتِ مستعدة؟ 

ابتلعت ريقها، حاولت ان لا تنفعل سريعاً، قالت بصوت غير مبال: مستعدة لماذا؟

اتكى زوجها على المنضدة يضلل جسدها بطوله الفارع و قال بصوت مشبع بالسخرية لتصرفها الواضح: للذهب لبيتك، انتهى شهر العسل حمامتي.

استقامت الفتاة من جلستها الكسول و رمقته بنظرة حادة و باردة و هي تقول: هذا بيتي و مرتاحة فيه و البيت الآخر الذي أعرفه حيث يسكن والدي.

بدأ المرح يغادر يوسف تدريجياً: بيتك حيث يسكن زوجك… عليك الاستعداد حالاٌ حتى لا نتأخر على العشاء لأن الجميع ينتظر وصول العروس الجديدة.

جمعت رفل كتبها بحركة عصبية سريعة  ثم نهضت من السرير حيث كانت جالسه ثم وضعت الكتب في الأدراج و هي تقول:لا أستطيع الذهاب اليوم…

قاطعها : لماذا لا تستطيعين؟

بغضب التفت نحوه وهي تشير لوجهها: هذا ما يمنعني، هل ترى وجهي ام  ان هناك خلل عندك في الرؤية. أي عروس يكون وجهها هكذا، أي عروس ستقابل ضرتها وهي تبدو كأن عجلات سيارة قد دعست رأسها؟

-عروس غير مطيعة...لا تجادلي كثيراً يا رفل و لا تعكري مزاجي، جهزي نفسك حتى نذهب.

-والله لن أذهب، إن شئت تقتلني او تذبحني لكنك لن تجبرني على الخروج من هنا.

مع كلماتها لم يبقى اي مزاج حسن ليوسف، تبدل صوته و تبدلت ملامحه لأخرى داكنة.

-لا تقسمي يا رفل يمكنني سحبكِ من شعركِ أن شئتَ و لن تستطيعي فعل شيء، الآن خذي الطريق الاسهل و جهزي نفسكِ افضل من ان تذهبي ووجهكِ متورم.

الظالًِم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن