.
.
.
وقبل لا تقبل الشمس على شفاه المغيب ..
راحت تحاول بيأس تجمع ثياب الحزن من على صدر الغياب ..
تقاوم النسيان لا أقبل الظلام ..
تسأل الغيم ..
من أقفى وأشعل الحزن شمعه
من هجر ..؟
من تذكر عهود الراحلين .. ورحل !
من غاب
تحت أقدام الزمن
بعد ما أحتار وغرق
من نزع قيد الأماني
من على صدر الحياة
وهرب !
من توحَد في زمن مكسور
وأنكسِر
و تتبعثر الأسئله تهطل من الغيث ..قطرة مطر
تموت وسط زحام البشر .. تتبعها قطرات عطشى .. وتغيب هالشمس .. ترحل
بعد ما أشرقت على كومة حكايات من الفرح .. وهي بعد مامات هالفرح
كانت واقفه عند باب القصر بفستانها الذهبي والورد على الأرضيه يملى المكان .. عيونها متسعه بقوة وغرقانه بالدموع ..
الشيله تغطي شعرها الناعم الطويل .. وكتوفها النحيفه .. رفعت أيديها إلي ترجف حتى
تلامس وجها .. العبره تكتم أنفاسها .. تكتمها وخواتها قبالها تسمع صوت بكاهم
في قاعة الزواج الفخمه ... ما كان في أحد له القدره يجبر هالحزن فيهم بهاللحظة ..
الكل يذوق من كاس الصدمة والحزن .. يطاردهم هالحزن من ذكرياتهم للغياب
للحفر ..!
" تزوجت أوخيتي جلوي ..!! راحت معه .. راحت "
تتردد هالكلمات في ذاتها مثل سهم الجرح إلي نصب فوزه فوق كومة عِبر ..!
ضمت أصابعها بقوة للشفاها من أنفجرت العبره في فمها .. حتى تهتز كتوفها بقوة ..
" الله لايوفقك يا ذياب .. الله لا يعطيك عافيه .. الله لايوفقك "
قالتها والصوت يرجف .. يحاول يظهر أكبر من هالخذلان ألي إنتصف فرحتهم ..
تحركت بسرعه تركض في الممر المزين بطاولات الأستقبال والتهاني .. والأضواء تعكس
جمال وفخامة الإستقبال .. تركض بقوة لين ماطاحت شيلتها على كتفها .. ومن
وصلت لأخر الممر حاولت تدف الباب بقوة أيديها الضعيفه بهاللحظة .. تمايلت بجسمها النحيف والدموع تغطي عيونها الصغيره .. حتى ينفتح الباب الزجاجي ويدخل هوا مندفع بقوة صوب ممر الأستقبال ..
وقفت وهي تشاهق من البكا وشعرها الطويل يداعبه الهوا .. عيونها تعلقت في الشايب الجالس على كرسي أبيض
عند الباب الخارجي للقصر .. متمسك بعصاه الخشب بأيديه الثنتين وراسه نازل للأرض ..
ظهره متقوس بشكل واضح .. في عالم غير هالعالم .. ودنيا أخذت منه أغلى مايملك ..
تحركت تركض والشهقات متتاليه .. أنحنت مرميه عند رجوله ..حطت أيديها الثنتين
على ركب أبوها الشايب وصارت تهزها بقوة .. تكلمت والحرقة في نبرات صوتها
واضحة ..
" يبه .. يبه بنتك أخذها جلوي يبه ..يبه تكفى طالع فيني .. مالنا غيرك
يبه .. ( نطقت بحرقه والدموع تملى وجها .. تحاول جاهده يطلع الكلام واضح .. مسموع )
تسمعنى .. ( هزته بقوة من القهر لحد ماتحرك جسمه ) رد علي يبه
أنعقدت حواجبه حتى يرفع راسه صوب عيونها الغارقه في دموع ماتنتهي .. نطق بصوت هادي : بنتي مين ..؟
رفعت صوتها : بنتك نوق يبه .. أخذها جلوي ليش مارفضت يبه .. ليش وافقت .. ليش ..؟
صمت رهيب كان الفاصل وسط شهقاتها وعيونها تتأمل ملامح أبوها والتجاعيد
الرهيبه حول عيونه .. وكأن فيها الأمل أنه يفهم .. يتذكر .. يتدارك نهايه هالصدمة ..
تحركت شفاته والضياع يلتحف بقايا بقاياه ..!
".. من أنتي يابنتي ..؟ "
رفعت عيونها للسما حتى تحط يدها على صدرها وتنفجر تبكي قباله ..
أندفعت الهوا تحرك أطراف ثوب هالشايب وشماغه .. وعيونه بأستغراب تطالع هالبنت
إلي قطعه من قلبه .. ولايحس أنها تنتمي له .. يحضنه النسيان بهاللحظة ويطير
فيه لصدر الفراغ والدنيا ماغير في عينه نقطة ضوء في عتمة ..
تكلمت من القهر ..
" يبه تدري وش معنى أنه جلوي رجع من جديد لحياة نوق .. يعني حنا بنكون تحت رحمتهم كلهم .. كلهم يبه وهم صاروا الأبطال إلي لمونا حنا وجمعونا تحت سقف هالعايله على عيون القبيله كلها .. ومنعوا الفضيحة لا تكبر وكلن يدري فيها .. يبه حنا مو بحاجتهم .. مانبيهم يبه .. تكفى
يبه مانبي نروح لأي مكان و أختي نوق معنا .. لاتخليها عندهم .. لا تخليها ( مسحت دموعها بقوة وحركت يدها صوب القصر ) شف يبه مابقى غيرنا تاركينا "
ومن ورا باب القصر ..
عقد حواجبه بقوة وشفاته تمايلت من سخف إلي يسمعه .. تنزل يده ببطء من على
الباب وهو إلي كان بيفتحه عشان يدخل بس سمع هالكلام كله ..
أخذ نفس بقوة حتى يحرك أيديه الثنتين ويحطهم فوق بعض .. ويوقف قبال باب القصر
الخارجي متمايل بصمت .. ملامحه الحاده تغوص في الدهشه وعيونه تتأمل زخارف
هالباب.. والإناره فوق راسه بالضبط تبدد عتمة الليل .. وكأن هالنوق
في بداية عمرها حتى تجي ذي تتكلم .. ضم شفاته والسؤال إلي خطر في باله
من هي إلي تتكلم من بنات عمه .. معقوله إلي أصغر من نوق .. رفع عيونه
لفوق ولحظات حرك يده يطالع ساعته بلونها الأبيض .. 3 ونص .. أرتسمت على شفاته
نص أبتسامه حتى يلف بجسمه المليان معطي باب القصر ظهره .. ضحك غصب
لأن كلامها ماكان فيه أي معنى للصحة .. لولا هالزواج ماكان يدري وش بيكون موقفهم
قبال الضيوف ..
فرك وجهه بتعب وهو مايدري وش يسوي .. يبي ينام .. نوم طويل من بعد كل إلي صار ..
أحداث كثيره ماتحمل غير الهم .. ولايبي يفكر بشي .. رجع يطالع الباب حتى يتحرك بخطوات متردده .. ومن أقترب سمع صوت يعرفه زين ..
( وش بلاتس أنتي .. وأبوتس وش بيده يوم أنتس تحتسين معه .. هو عارف
وين حنا ولا وش صار فينا .. ها ؟! )