42

16.3K 198 74
                                    



لحظات وتبتسم ببطء .. يدفعها جنونها بفكرة الأنتقام من إلي ذبح أهلها .. سكين الموت تحتفظ فيها تحت كم بلوزتها .. هالفكره إلي ظلت تلح في راسها من أول أيام العزا .. لا رغبة أنتقام داخلها وبس .. رغبة الفوز بالموت بعد .. تتشابك الرغبات في ذاتها .. تتعاظم حتى تستقر في عقلها إن لا مفر . وهذا هو جايها بمحض إرادته .. يفصل بينهم مسافة الخطوات بس .. هي في الطابق الثاني وهو في الطابق الأول .. أبتسمت بإبتسامة شامته حتى تنفجر
أكثر تضحك .. تتخيل دمه يلطخ أيديها .. تتمايل تضحك والدموع ماجفت من خدها ..تميل براسها ..ترفع يدها تغطي شفاتها حتى تسكت .. ترجع تجر أكمام بلوزتها .. تسحب الكرسي لورا وتتحرك واقفه .. تمتلك جسم شبه سمين .. متوسطة الطول .. تلبس بنطلون أسود
على بلوزة واسعه توصل لحد ركبها .. تتحرك صوب باب الغرفه .. تفتحه وتدفع جسمها
أكثر تمشي في ممر البيت .. أصوات ترتفع بقوة .. من الطابق الأرضي .. تتجاهل
كل شي .. توصل للدرج وتنزل .. وأول ما ثبتت خطواتها على أرضية الصاله .. كانت
شبه مزدحمه بحريم أعمامها وبناتهم وعيالهم الصغار .. ومن حسوا في وجودها بينهم ..
أختفت هالأصوات فجأه .. ظل الكل يطالعها بعيون متسعه .. يمتلك بعضها الحزن
على ماوصلت له من حاله .. على فقدها .. على مصيبتها الكبيره .. في حين البعض
ظل يطالعها بخوف منها لا حزن .. ماتدري هي متى وصلوا ..؟ متى أصلا كان عندهم
علم بأمر الملكه .. لكن ولا مهتمه .. ظلوا يتأملون شعرها بصدمه .. تتحرك من بينهم ..
تعبرهم صوب باب قسم الرجال .. بس تتحرك وحده من عماتها .. تمسك يدها وبسرعه
تسحب رحمه جسدها على الجدار .. مبتعده عنها بقوة .. تضم أيديها لصدرها
وكأنها كانت بتهجم عليها ..

" يابنتي على الأقل ألبسي عباتتس "

تقولها عالعمه وعبره تخنق أحبالها الصوتيه .. تنهار تبكي .. ومن بقى من ريحة أخوها
وصلت لحاله غريبه .. تغطي وجها قبال رحمه .. يجتمع الكل يهدونها .. يطلبون منها
تتوكل على الله سبحانه .. ترفع راسها لفوق شوي تحاول تشوف دموع هالعمه زين ..؟
هي فعلا هي تبكي ..!
ومايدرون إنها في كل دمعه من محاجرهم .. تتمنى تفقد الوعي .. تغيب وتصحى على ذاكرة منسيه .. تتمنى تصحى ماتتعرف على ملامحهم .. ماتشوف أنصاف ملامح من غادروها
في ملامحهم .. عمرها ماكانت تشوف إن ملامح الجميع متشابه .. إلا في اللحظة إلي باغتها
الموت فيها وسرق منها أهلها .. والصوت فيها ضاع ... كانت تشوف حريم أعمامها يحاولون
في عمتها تهدا .. فيما كانت في الجهه الثانيه .. يتهامس البعض
" أستغفر الله .. شكلها صارت مجنونه "
" ليش مسويه بشعرها كذا "
" يارب رحمتك "
" يمممه .. وراها أنقلبت ! "
" طيب كيف جاي معيد يخطبها "
" ياحرام شكله مايدري أنها مجنونه .. يحسب أنها نفس قبل "
" تقهون عماني قايلين له .."
" والله لا يتوهق فيها .. من جد يكسر الخاطر هاللي جاي "

أصوات .. أصوات تخترق مسامعها .. تزيد .. تتحرك بصمتها وملامحها إلي تشيل الموت .. متجاهله كل شي .. تضم أيديها لصدرها .. ترتفع كتوفها بخوف .. وهوا بقوة تندفع صوبها من باب المدخل المفتوح .. لحظات ويعترض طريقها واحد من أعمامها ..

" تعالي .. تعالي إدخلي هالغرفه "

يقولها بدون نفس وهو يطالعها من فوق لتحت .. متفاجأ من هيئتها .. يمد يده صوبها لكن تنحني فجأه لاصقه فالجدار .. عيونها بالأرض .. تسحب بجسمها على هالجدار .. ريحة البخور والقهوة تفوح في زوايا الممر .. تندفع بجسدها صوب الغرفه .. تلقى جدتها جالسه ..
على كرسي أبيض .. ترفع يدها لها
" تعالي يارحمه "
تركض صوبها لين ماوقفت بجنبها .. ترفع عيونها هالجده صوبها
" يابنتي الزواج بهالوقت رحمه لك والرجال مابه بلا .. وماشاء الله الولد منطوقه وكلامه
يستاسع الصدر له .. "
رحمة ظلت تضغط بظهرها على الجدار : ...................................
الجده : وأنا ناديته .. وقلت له أنتس متأثره باللي صار .. ( أختنق صوتها فجأه ) وقالي أنا راضي فيها وعلى أي حال كانت فيه !

ماردت .. وعلى أطراف شفاتها يموت الكلام .. تمد يدها هالجده .. رافعته ليدها .. تسحبها وتبوسها ببطء .. وملامح وجها ونحافتها يغطيها البرقع .. تظل ماسكه يدها بقوة .. لحظات
ويرتفع صوت الشيخ
" السلام عليكم "
ترفع الجده صوتها
" هلا .. هلا .. هذي رحمه بنت معجب جنبي تسمعك "

يوقفون أعمامها عند الباب .. بعضهم يميل براسه بأستغراب من شكلها وحالتها ..

" موافقه يابنتي على زواجك من بادي بن راجح على سنة الله ورسوله "

تظل ساكته .. يحرك واحد من أعمامه يده صوبها وهو يدخل أكثر للغرفه
" لازم يسمع صوتك .. يا إيه يا لا "
يرفع الشيخ صوته
" ها يابنتي "
تهز راسها بالموافقه .. تطالعها الجده بعيون الحزن .. حتى تنطق
" يايمه لازم يسمع صوتك .. "
يدق قلبها بقوة وهي كان آخر كلام نطقته .. صرخاتها في غرفته وهي تهدده ... وهذي هي
عليها تفتح شفاتها وتنطق ..بــ " إيه " عشانه .. أي مصادفه عجيبه .. تتكّور ما بين حزنها
وأنتقامها إلي مايحمل غير ملامح وجهه .. رعشات غريبه بدت تداهم جسدها كما لو أن
برودة ما تتسلل له .. قلبها ينافس أنفاسها بالسرعه .. تنطق بصوت جاف .. ميت
" إيه "
حتى فجأه تطغى إبتسامه الرضى على ملامح عمانها أجمع .. يتنفسون الراحه .. وجدتها
أنهارت تبكي .. كانت هالخطبه أشبه بالمستحيل .. لهاللحظة ومن أول ما دق عليها عم رحمه
وقالها عن من جاي يخطبها رفضت تصدقه .. طلبت منه مايفتح هالموضوع لين يجي
بنفسه وبشكل رسمي .. وهذي هي الفرحه تكتمل .. رفعت يد رحمه وصارت تبوسها مره
ومرتين وثلاث .. وهي توقف بجنبها مثل لو أنها مجرد جماد منحوت بهيئتها .. ماتحوي
ملامحها أي ردة فعل سوى هالرعشات إلي صارت تحس فيها جدتها .. دقايق ويوقف
عند الباب عمها يحمل الكتاب بيده .. يطلب منها تقترب .. فكت يدها الجده بسرعه وحركت يدها لين أستقرت ورا جسد هالرحمه .. صارت تدفعها بقوة .. ومن بين هالأنهيار تنطق
" روحي يمه .. روحي وقعي .. "
تجر يدها ببطء .. تتحرك بخطوات بطيئه غير مهتمه بكل ما تعنيه كلمة
" زواج " .. تتقدم .. ترفع يدها وتوقع .. ينطق عمها وهو ينحني يبوس
راسها " مبروووك .. مبروووك "
ويغادرها .. تظل واقفه بمكانها .. تضم أيديها لبعض وترفعهم لصدرها .. فكرة الأنتقام والموت تحاصرها في هاللحظة إلي مات فيه شعور الفرح .. ماتدري كيف مات صمتها ..
كيف أفكار خبيثه تكبر في نفسها .. تتعاظم بشكل مجنون تجاه هالأنسان .. تشتهي لو تقدر
بهاللحظة .. تدخل عليهم .. تغرس السكين في صدره .. تخليه يذوق مرارة الألم والذنب
إلي تحس فيها كل يوم ألف مره .. ماتدري كم من الوقت ظلت واقفه مقابله جدار الممر ..
تسمع أصوات التبريكات والفرح إلي ماتحس فيه .. يمر الوقت حتى يرجع لها عمها .. ينطق والأبتسامه تعانق شفاته
" والله أنك حظّيظّه يوم تقدم لك .. ماشاء الله رجوله وعلم ودين .. تراه يبي يشوفك "

أبتسمت فجأه .. هزت راسها بالإيجاب وهذي هي الفرصه توقف قبالها .. لكن قاطع
فرحتها عمها وهو يكمّل حديثه ويهمس بصوت واطي لها
" بس أنتي وش مسويه بشكلك مايجوز تطلعين له كذا .. عسى بس مايطلقك بهالمنظر .. حاولت أأجلها بس هو رفض .. أطلعي روحي لعمتك خيريه تجهزك وتعدّل شعرك "
تحركت بسرعه صوب جدتها .. أنحنت بخوف لها وهي تهز راسها بالرفض ..
ترفع الجده يدها لها حتى تحضن راسها
" خله يدخل وكان مايبي البنت .. هذا نصيبها .. بنتي ماحد يغصبها على شي ماتبيه "
تنهيدة قهر تسمعها ظهرت من شفاه عمها .. إلي رجع بخطواته للمجلس الرجال .. كان تعرف إنه من الجنون تترك البنت بهالمنظر المؤسف لكن بنفس القدر من قناعتها
تعرف إن ماوصلت له بنت بنتها من حاله .. يرفض بأي شكل إجبارها على شي ماتبيه .. لحظات وتلف لها .. تطالعها
" أخليك يمه .. أرتاحي أرتاحي يمه أرتاحي "

تفز واقفه من الكرسي إلي كانت تجلس عليه .. تاركتها .. وتظل هي واقفه .. في مكانها ..
ترفع راسها لفوق .. تشوف جدتها تتحرك أكثر وأكثر لين ماطلعت من الغرفه
وأختفت من قبالها .. أعتدلت براسها وأخذت نفس بعمق .. تبلع ريقها ورغبة الأنتقام
بدت تسيطر على قلبها وعقلها بشكل غريب .. وبسرعه تسحب كم بلوزتها .. تطيح السكين
الصغيره فجأه على السجاد .. تنحني بجنون تاخذها .. تدفنها بكف يدها .. تغطيها بأصابعها
وتدفع هاليد ورا ظهرها ..

" تفضل "

تنزل بعيونها على السجاد .. تتأمل رجولها .. بعبث وأنفاسها الحاره تزداد .. كان هو أندفع
ببطء صوب باب الغرفه إلي كانت فيها .. يوقف بطوله عند إطار الباب .. بهيئه مرتبه ..
وأناقه تعكس ملامحه الرجوليه إلي تطل من وجه رقيق يشرق رضا وسعاده ... يحط عمها يده على كتف بادي .. ويحرك اليد الثانيه صوب رحمه ..
" هذي هي زوجتك .. مبروك لك ولها "

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن