" الولد تعبان ولا حوله أحد .. دق إن تسان يهمك "
وهناك .. وعلى طاولة صغيره في صاله الشقه تنير شاشة جواله معلنه وصول رساله .. وهو جالس بصمت .. يطالع هالتفاصيل إلي قباله .. تاخذه الأفكار لبعيد .. لذاك الصباح
إلي نطق فيه بكلمة " طالق " ياخذ نفس بقوة ويرفع عيونه للسقف ..
على أن هالذكرى طال عليها الزمن .. بس مشاعرها لا زالت حيه فيه
وهذا هي قباله هالحين .. تنام بغرفة النوم بكل برود .. برودها مستفز ..
وتجاهلها يحرقه .. وده يصرخ بوجها يقولها " تسان في قلبتس شي قوليه .. أحتسي
باللي تحسين فيه ولا تظلين تسذا .. بارده "
من بعد ماطلع من الشقه .. راح للحرم .. صلى أكثر من مره .. دعا أنه مايكون غلط
يوم تزوجها .. وأنه كان أهون عليه يشيل ذكراها ولا تتبدل هالمشاعر للكره معها وبحضرتها .. يخاف من هالشي ..!
معقوله بهالرجوع أذاها على حساب راحته معها ..
هو ماكان يبي غير أنه يكفّر عن غلطته بذاك الطلاق .. يبي يقول لها " آسف "
بس بأفعال وتصرفات ثانيه .. بدون مايكون عليه يوقف قبالها ويقولها هالكلام ..
وقف يمشي بالصاله .. يتحرك بشكل مستقيم بعبث .. تاخذه خطواته للشباك إلي يطل على
الحرم .. يحط أيديه على الزجاج وهو يميل بجسمه وكل ثقله يرتكز على هالأيدين ..
تتعلق عيونه بالكعبه .. وتأنيب ضمير غريب يمتلي فيه .. ليش يحس بهالشي
الحين .. ليش يحس أنه فعلا ظلمها وهي من تجرأت تاخذ أوراق كانت من تبعاتها
هالقطيعه إلي صارت بالعايله وخلتهم يدفعون ثمنها 15 سنه .. ليش سلمت أبوها
أوراق تخصه هو .. هي من أشعلت أول عود من الكبريت في ظلام مشاكلهم.. ورمتها
للحطب إلي أشتعل في غير موعده .. حتى ياكل في طريقه كل شي .. يضم شفاته
وهو يضغط على أسنانه بقوة .. من طلع ماكلفت نفسها تدق عليه .. تسأله وهو طول
الليل برا .. ويوم جى لقاها نايمه !!
يتألم كثير بهاللحظة وبشده .. يحس أنه خسرها للأبد وماكان عليه يستردها
من بعد خسارته الأولى .. يقدم راسه للزجاج ويميل عليه .. يتعدل بوقفته من
أرتفعت نغمه الجوال .. يلف براسه ويتحرك بخطوات واسعه .. ينحني للطاولة
ويسحب جواله .. يفتحه ويضغط على رسالة زوجته الثانيه .. مال بشفاته بدون نفس من قرا
هالكلام إلي كاتبته بالواتس .. وعلى طول ضغط أتصال ودق عليها.. ومن الرنه الأولى
ينفتح الخط .. يجي صوتها المشحون بالقهر
" هلا بالمعرس .. عسى بس أن هالسفر غيّر النفسيه "
جلوي بصوته الرجولي الحاد : هي تسلمه وحده .. إن جيت للرياض وشفت ولدي مافيه غير العافيه .. ذيك الساعه ماهوب أنتي إلي تتشرطين علي بالرجعه لأهلتس .. أنا أباخذتس
بنفسي وأوديتس عندهم !!
الجازي أندفعت بالكلام : أنا تقول لي هالحتسي .. تبي تبيعني
جلوي رفع صوته بقهر : ياحرمة خافي الله .. هذي حركات وحده عاقله تتبلى على ولدها
بالمرض .. أن ماعقلتي أبعقلتس أنا ترا ولاهيب أول مره
الجازي ونبرة صوتها تغيرت : أنت إلي حديتني على هالسواه .. ولاّ ليش ما رديت علي من البدايه .. أو هي راعية البسطه خلاص غسلت مخك
جلوي أول مره يسمع هاللقب منها .. قال بنبره صدمة وغضب أسود يمتلي
فيه صوته : وش قلتي وش أسمها ..؟
الجازي ولا همها عادتها : راعية البسطه .. والله ماقلت شي تسذب .. ماخذلك وحده كانت تبسط بالشوارع يقال حتى القرايه والكتابه ماكانت تعرفها .. ضاقت عليك ماتاخذ إلا ذي
جلوي صرخ بقوة : الجازي أحترمي نفسك وأحشمي حالك .. والله العظيم إن سمعتس
تقولين هالحتسي عندي أو وصل لي إنتس قايلته عند غيري .. ( رفع يده وهو يصارخ )
والله لايكون يومتس أسود .. تفهمين ولا ّ ماتفهمين .. يالله فارقي