63

23.4K 235 170
                                    

تنهض والرعشات تهز جسدها إلي وكأنه غرق في عمق الخوف بلا رجعه .. يتسارع النبض بقوة في صدرها .. تتحرك تمشي على طرف الشارع المتمايل حتى تطيح بالغصب وجسمها يختل توازنه .. تحط يدها على بطنها .. تضغط عليه بقوة ورغبة الأستفراغ لا زالت تحتويها .. تغمض عيونها وتفتحها بأتساع ولا تدري وش تسوي .. تركض نافذه بجلدها منه للسياره حتى لو لمحها .. أو تتخبى ورا أحد هالغرف .. أو تصرخ تنادي إنسان ماله حيل ولاقوة ويالله يالله .. وش تسوي .. وش بيدها .. رفعت راسها تتلفت وهي تحاول تنهض بيد وحده فيما اليد الثانيه لا زالت تمسك بطنها .. قبالها الغرف بمسافات .. والبقاله تحسها بعيده والسياره إذا بتروح لها لازم تمشي من قباله .. وبيفضحها .. ماراح يسكت هالمريض .. والشمس الناعسه قبالها تنوي تغيب .. تنثر أشعتها وكأنها متملله .. 
" لا بارك الله فيكم من عمّال .. الشرهه علي إلي وقفت فيها عندك ! "
تغرز أصابعها في التراب بقوة تبي تقوم والأنفاس تختنق .. تحاول تجرها .. يرتفع صوت أنفاسها مع صدرها الثاير حتى تشهق بقوة من نزلت دموعها .. تقوم والألم يتفجّر 
في بطنها .. تسمع صوت السياره تتحرك .. بصوتها المتهالك وهو كأنه يدعس البنزين بقوة ..توقف جامده من شافتها تظهر لها والرعب أنهار داخل شرايينها .. 
سياره غمارتين .. تشهق بقوة حتى ترفع أيديها تكتم أنفاسها من لمحته يحرك راسه لها .. عيونه بقساوتها وملامحه الكريهه كما تشوفها .... توقف السياره فجأه للدرجه إلي تحتك كفارات السياره بالأزفلت .. وبسرعه تنحني تركض رايحه للبر بدال ماتدفع خطواتها للسياره .. تنزل الأرض المتمايله لتحت وقبالها مساحات الفراغ تتسع .. تنهار تبكي واللإحساس يتلاشى .. ماعاد تدري وين تروح .. المهم تركض .. تركض بكل قوتها .. تركض مثل ماوصتها أمها .. إن في يوم من الأيام .. لو شافت أي واحد منهم .. تركض من طريق وتخليه في طريقه .. حاولت المره الأولى تقاوم .. تدافع عن نفسها .. تصرخ لكن وش أنتهى الأمر عليه ... أنتهى مرميه تحت رجول عواد .. هالمره لو ماركضت وش بينتهي عليه الأمر .. تلف لورا حتى تشوفه ينزل بالسياره من الشارع للتراب .. متمايله السياره لتحت .. بسرعه جنونيه .. وكأنه عرفها .. عرفها .. تصرخ بقوة من طاحت على الأرض بلا رحمه .. تزحف وهي تصرخ بقوة من شافت السياره مسرعه صوبها وكأنه على وشك تدهسها !
" عواااااااااااااااااااااد !!! " 
تصرخ بعالي صوتها وهي ترفع أيديها وكأنه تحمي نفسها من الموت .. لكن السياره تلتف حولها .. يغطيها الغبار بقوة .. تحس بصوت السياره يقتلع الأحساس من جسدها وفكرها .. لحظات ويفتح الباب .. ينزل يركض لها حتى يجرها مع يدها .. يصرخ فيها 
" هذا أنتي ياتسلبه .. أنتي وعندنا هنيا وبديارنا .. ! أيا التسلاب ياعيال عالي .. أيا التسلاب"
يصرخ فيها وهو يجرها بالقوة توقف .. ينطق بأنفاس حاره 
" هم أنتم بعد متجرأين تجون وتكسرون عهودنا إلي أخذناها من أمتس الله لا يرحمها ولا يبيحها بسواد الوجه إلي بيلازمنا للدفنه .. ! ماكفاتس هالخبل إلي أخذتس جايتن معه هنيا بعد تحسبونه على كيفكم وهواكم .. هاااااااا ! " 
صار يجرها وهي تحاول تجر يدها بقوة .. ترص جسدها بالأرض .. 
" الله يخليك فكني . فكني زوجي هناك .. هناك موجود " 
صرخ وهو يجرها للسياره 
" زوجتس عماة عينه ..الخايب .. هاللي مافيه نخوة رجال .. أوريه .. أوريه أنا .. جيتي يمي طايحه وماحدن سمى عليتس .. أمشي .. أمشي معي .. أمشي " 
صرخت 
" لااااااااا .. فكني بروح لعواد " صرخت وهي تلف براسها لورا وتنهار تبكي بجنون 
" عواااااااااااااد " 
أنحنى من قوة مقاومته له .. جرها بلا رحمه صوب السياره وهي أنهارت تبكي بحرقه .. فتح باب سيارته حتى يركب هو بالأول ويجرها بالغصب تركب خوف من أنها تهج منه .. طاح عقاله والشماغ من حشر نفس حتى ينحني أكثر ويدفن رجوله تحت .. يجلس على سيت السايق وهو لا زال متمسك فيها بقوة .. صرخ وهو ينحني يجر بابه مسكره بحركه سريعه 
" أركبي .. أركبي .. أنا منتظرن ذي الجيه لجل نبرد حرتنا يا الذريه الفاسده ! " 
متمدده لداخل ورجولها لا زالت برا .. صرخت بقوة وهي تحاول تهرب منه بأي شكل 
" فكككككني .. عواد .. عواااااااااااااااااااااااااااد .. عوااااااد "
بس صرخت بقوة من حرك سيارته فجأه حتى يتمايل جسدها لقدام .. وهو يدعس بسرعته 
أكثر .. يمسك الدركسون بيد .. واليد الثانيه تجرها ومتمسك بعبايتها بكل قوته .. 
يلف السياره يبي يبتعد عن المكان .. يبيها هي .. هي حتى يرد ما أنهدر من دم وثار .. وهو كانت أمنيته يطيح في وحده بس من بنات أخته تجي وتكسر ما أتفقوا عليه .. أو حتى أحد من أخوانها يتقصد يزورهم .. وياصلهم .. !
يلف له منحني براسه 
" قومي تعدلي وسكري بابتس أشوووف .. لا تموتين على يدي .." 
صرخ فيها 
" قومي أشوف .. قوووومي " 
صارت تجر رجولها بأنفاس متسارعه وهي تحاول تبعد عن الباب المفتوح وإلي يتحرك يمين ويسار .. حتى تعتدل بصعوبه وخوف من الموت والغثيان يتزايد .. حط يده بقوة ورا ظهرها يمسكها .. يصرخ وهو يخفف سرعة سياره 
" سكري الباب " 
تنحني تشهق وهي تبي تستفرغ ولا يظهر إلا هوا من شفاتها .. يرجع يصرخ 
" سكرررري ! " 
تنحني تتلمس الباب حتى تجره بمجبوره .. ومن أتسكر تمايلت عليه وهي تسد فمها .. وبسرعه جنونيه تحرك يمشي فالتراب لين ما أبتعد عن المكان .. يلف بحده حتى تركب السياره الشارع .. ويبتعد .. تارك كل شي دون رجعه .. 
.
.
.
صوت سيارة الجيب يتردد في الحوش وهو يفتح الباب الخلفي .. ينحني بجسمه حتى يشد بأيديه القويه على الشنطه الكبيره رافعها بثقلها صوب سيارته وكأنه يشيل قطعة كرتون .. خطوات متوازنه .. ثابته وملامحه وجهه السمرا ماكان يظهر عليها أي تعبير يوضّح عن هالحمل الثقيل إلي يشيله .. يدفع الشنطه داخل السياره .. حتى يستدير لورا .. يتحرك خطوتين ملتقط شنط صغير ويرميها بخفه لداخل .. ساعات مرت وهو يظن أنها بتجلس معه 
لكن خاب ظنه .. يدرك أبتعادها عنه ولا ملامه .. ويجهل كيف يقدر يستئصل كل ماصار من فكرها .. يغلق الباب بإحكام وهو يسحب نفس بقوة .. أطراف شماغه ترتمي فوق راسه بأناقه وسبحه كهرمان بلون فيروزي غريب .. تتشابك حول أصابع يده اليسار .. يتحرك بجسمه وطوله مبتعد عن السياره صوب البيت بهدوء .. يميل براسه يطالع الأرض بعبث والشمس لا زالت تقاوم الغياب في آخر لحظاته .. 
" مالك نيه تتعشى عندنا " 
يرفع عيونه لمتعب الواقف عند باب المدخل .. يبتسم بهدوء .. ينطق بصوته المبحوح 
" ماقصرت يامتعب طولنا بالقعده والله ولزوم أوصل للديره بدري .. تخبر معي جدتي تبي ترتاح " 
" الله يسهل طريقكم أجل " 
يأشر بتار بيده وهو يلعب بالسبحه فالهوا .. صوب الغرفه الخارجيه 
" متى بتخلص منها ..؟ " 
متعب : والله مابقى لها غير الأثاث .. بس لني أنشغلت شوي ماعجلت فيها 
بتار هز راسه : بناها ممتاز والله 
متعب : تراك أول من بعزم لا أثثتها وفتحتها مجلسن لضيوفي 
بتار بصوت رجولي أرتفع : جعل مجلسك عامر بضيوفه .. بدون ما تقولي لي زيارتن خاصه لك قريبه بإذن الله ومعي من مجلس الطيب من يشهد له القاصي والداني 
متعب عقد حواجبه .. نطق بنبره ثابته : حياكم الله .. 

كنا فمتى نعود ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن