فجّرت هالكلمات في وجها هي المتمدده بصدمه وذهول على الأرض .. عيون متسعه تحاول فيهم تسحب هوا ثقيل لرئتها .. تزحف .. تحاول توقف والصراخ من غاده لا زال يرتفع ..
سكين غرستها بصدرها الدامي .. تنهار تبكي بقوة .. يرتفع صدرها فجأه ويهبط من هالألم
العظيم إلي يلمع بنظرة عيونها المصدومه .. تحاول تقوم بس ماتقدر .. كل قواها فجأه
أخذت تنهار .. تنهار وتتلاشى للعدم .. محاولة يائسه أخيره حتى تنهض متسانده على الجدار .. تحس برطوبة العشب الأخضر تحت أقدامها الحافيه .. تنحني بإنكسار تجهش فالبكا وأم غاده بكل قوتها دفعت بنتها لداخل البيت .. تتلمس وجها الحار بأيدين ترجف .. والألم بشكل غريب راح يتوزّع ببطنها وراسها ومفاصلها .. والحكاية إلي خططت على نهايتها .. ما أرادت
تنتهي إلا وهي عايثه فساد في جوفها .. على أنغام الذل والقاع إلي تجرعته قول وفعل ..
يهتز جسدها بشكل غريب وهي تنحني أكثر .. من شهقاتها إلي تظهر من شفاتها مره ..
كان لأي أحد تعانق خطواته هالحديقه أنه يسمعها .. تطيح على ركبها والألم وهالسكوت الغريب بدى يفقدها وعيها .. تحاول تبتلع الهوا لكن شي ما يوقف لها .. تغيب الصوره
من قبالها .. تغيب وتنتهي .. مثل ما أنتهت كثير أشياء فيها
.
.
.
أوقف قباله وهو يرتب الفرشه الخاصه فينا ببطء .. بعد مارفض إني ألمس شي لنه بيسوي كل شي .. ورانا بمسافه بعيده شوي .. خواتي وأغراضهم .. أسمع صوت ضحك وعد وعهد وهيا من بعيد يوصلني لكن ما أدري تسيف تسذا يضحكون وأختي نوير بعيده عننا زعلانه ..
أصلا أنصدمت يوم عرفت أن وعد هي إلي طلبت من متعب بشكل غير مباشر أنهم يطلعون ..
متحلطمه قباله من القعده فالبيت .. مدري ليش تفشلت منها .. أحس أنها زودتها معه حيل ..
يظل غريب صح أنه صار وصينا وولي أمرنا والمسؤول عننا بدون أوراق تثبت هالشي .. وصح صار زوجي .. لكن ماهوب ملزوم .. طول عمرنا تعودنا إن طلعاتنا محدوده ووناستنا نصنعها بأنفسنا .. لا أجتمعنا مع بعض فالحوش أو قررنا نطلع مره بالثلاث الشهور لمطعم أو نروح لأستراحه .. تكتفت وأنا أطالع السحب إلي تغطي عين الشمس وأحس الجو فجأه أظلم شوي سبحان الله .. تسانت نوير تخطط على هالشي .. تصير تجمع من راتبها إلي أصلا عمره ماكان لها .. مقسّم لأغراض البيت ومطالب خواتي ثم تجينا فجأه تقول أنا جمعت لطلعتنا فلوس .. تسان تقدر توفّر لنفسها .. بس لا .. همها حنا .. حنا وبس ..صح نوير شديده وجديه وماخذه الأمور يا أبيض يا أسود ..
وصح عندها نظرة سلبيه للأمور بشكل مبالغ فيه .. وماتنلام .. هي قد قالت لي ولنوق أنها تكره هالصفه فيها .. بس عجزت .. إلي مرت فيه ماهوب شي سهل .. شافت كل مامرت فيه أمي ونوق وأبوي .. حنا نسمعه .. نتذكّر شي بسيط منها وتوجعنا .. توجعنا للحين .. للحين .. تسيف فيها هي .. وبعدين كلنا فينا أشياء نعرف إنها أشياء ماهيب زينه وممكن تضايق إلي
يعرفنا وتنفره .. أنا خوافه .. أتردد تسثير بأي شي .. ماعندي صديقات واجد نفس هيا ووعد وهيا .. يادوب ثنتين .. ودي أصير أجتماعيه وعندي صديقات واجد .. ما أقدر .. ماحب أحد يصارخ بوجهي .. مدري وش يجيني .. أدوخ .. هل بيجي يوم مثلا متعب ماراح يتحملني .. هل بينقال عني ماعندي سالفه .. أتدلع .. أنتي مريضه ولازم تتعالجين .. هل ممكن أحد بيتجرأ يجرحني بصفاتي إلي أعرف أنها سيئه .. وأبيها تتغير بس ما أقدر .. ما أقدر .. هل بيجي يوم وأحد بيتجرأ يأشر علي ويقول فيتس وفيتس وفيتس .. من أقرب الناس .. خواتي !
ما أظن بتحمل والله ما أحب أحد يعايرني بخوفي .. تسيف في نوير بتتحمله وهي إلي ضحت بمستقبلها ودراستها .. قالت لنا أهم شي أنتم .. لاينقصكم شي .. أدخلوا الجامعه مثل صديقاتكم .. صديقات نوير هالحين خريجات .. متوظفات .. حتى لو تسانوا عاطلات ع الأقل حققوا حلمهم بالدراسه لكن نوير .. وش تسانت تحس فيه يوم تباشروا البنات دخولهن للجامعه الفلانيه .. وش حست فيه بعد سنين وهي يحتفلون بتخرجهم .. يرسلون لها ويقولون ليتتس معنا يانوير .. حاولت أتخيل ماقدرت .. أحس قلبي ثقيل يوجعني ..
عقدت حواجبي ورجعت أطالعه وهو يروح لورا سيارته .. يسحب الدافور وملامح وجهه
تنكمش فجأه .. وبلا مقدمات يطيح الدافور من يده .. شهقت بخرعه وأنا جمدت واقفه ..
يتمايل هو حتى يطيح بالأرض .. مدري وش جاه .. تهب الهوا بقوة مندفعه وصوت الرعد
ضرب بقوة فوق روسنا .. رفعت أيديني حتى أغطي فيها أذاني وأصرخ منحنيه جالسه على الأرض .. أغمض عيوني بقوة .. أردد بصوت خايف
" يممممممااااه .. يمممه .. بسم الله الرحمن الرحيـم .. يارب رحمتك .. بسم الله .. بسم الله "
يرجع يضرب من جديد وأحس أنه فوق راسي .. قمت أتنافض مع الصوت حتى أصرخ
" يمممماااااه "
وأنا ماسكه نفسي لا أبتسي ..أفز واقفه وقلبي بيوقف من الروعه .. خلاص ماعدت أشوف شي .. أركض همي أدخل السياره .. وماحسيت إلا بنفسي أضرب التراب بقوة وراسي ..
راسي راح فيها .. تمددت على التراب .. مدري أنا نطيت من شي أو طحت .. مدري ..