صرخته بأسمها في ظلام هالليل الدامس كما لو أنه خيط من ضوء قادر يخترق هالعتمه ..
يعبر الأشجار .. يصطدم بالجدران الصامته .. يرتمي قدام عيونها من هالشباك المفتوح قبالها .. وهي لا زالت ترجف بقوة .. شهقاتها الجافه تنفجر من شفاتها بشكل مأساوي .. تحاوطها أيدين خواتها إلي متمسكين فيها بقوة وكأنها موعوده بالتلاشي بأي لحظة !.. ترفع أيديها بصعوبه وعيونها المتسعه ترتكز على قطعة كنب قبالها ..
تغطي فيها أذانيها .. ماتدري كيف طلع بطريقها .. منتشلها من كل ماصار لها ولا هيب قادره
تستوعبه .. ولا تدري وش صار أصلا ..؟
ليش كان عمها يشتمها .. وعواد يصرخ فيها طالب منها تتكلم .. وجدها يطالعها بنظرة أشمئزاز وعار .. تميل براسها بقوة .. تدفنه بصدر عهد .. الكل حواليها يشاطرها الحزن
لكن هي أكثرهم .. منكسرين .. لكن هي أكثر كسر .. سيل من الدموع يظهر من عيونها
ولا تقدر تمنع هالدموع لا تسيل على خدودها الناعمه .. لعلها تغسل شي من أثار هالمصيبه .. من هالزواج إلي تم بلا موعد .. وهالخوف إلي كانت تشوفه نار بتحرقها
إن ماقدرت تبعد .. لكن النيران من يقدر على أنه يخمد ثورتها !
تتعالى الأصوات .. والصرخات أكثر وأكثر .. تنطق عمتها فضيه
" يمه وليدي .. وليدي بيذبح فيصل "
تصرخ وراها الجده .. يتبعها صوت نوره .. فيما هم داخلين هالغرفه منعزلين عن هالكارثه .. متكورين بشكل مأساوي على أنفسهم ..
فجأه تفز عهد بسرعه مبتعده عنهم وسط هالظلام .. تركض بعرج واضح .. تنحني لشنطتها ..تمسكها والشنطه بدت تهتز من أيديها المرتجفه
وعد بخوف والصرخات لا زالت تتعالى .. تنطق من بين دموعها بصوت واطي : ع.. عهد .. في أحد .. م .. مات !
ورغم هالرجفه والرعب إلي عايشين فيها .. تندفع عهد بخطوات واسعه صوب الباب حتى تسكره وتقفله .. كان لابد من وحده منهن تظهر قوتها ولا تظل بهالضعف ..تنقذهن من كل ماصار .. تقاتل وتكون أقوى بما فيه الكفايه حتى تطلع هي وخواتها من هالدمار .. تفتح شنطتها وأنفاسها بدت تتصاعد بشكل مجنون .. ومن بين هالدموع .. تضغط رقم نوق .. تحط الجوال على أذنها وشنطتها طاحت بالأرض ماتقدر تمسكها والخوف
يعيش حتى في مفاصلها وعظامها .. تغمض عيونها بقوة والصراخ يدفعها للجنون .. ماتدري وش فيه أكبر من ماصار لكن متأكده إن هالصراخ وراه شي .. قلبها يتسارع وركبها
ماعادت قادره تشيلها وهي منهاره على الأخير .. ومن أنفتح الخط .. وسمعت صوت نوق
أنهارت تبكي بأنفاس بالعافيه تسحبها لصدرها ..
" نو .. نوق .. ألحقي علينا .. ألحقي "أنحنت جالسه على الأرض .. وبشهقات حاره
" شيما زوجوها .. تكفين .. تكفين ألحقي علينا .. لا تتركوننا "كانت منسدحه على سرير نوير وبقوة فزت بخرعه وهي تسمع صوت أختها .. تسحب اللحاف راميته من جسمها .. تنزل من السرير وتفز واقفه ..
نوق بالعافيه نطقت : وش قاعده تقولين ياعهد ..؟
عهد أنهارت أكثر : تكفين تعالي .. تكفين نبي نرجع لكم ..
نوق والعبره خنقتها : جايتكم .. جايتكم