يقترب الكرسون منهم .. حتى يحط فنجان القهوة قباله .. وقبال بو أياد .. ترتاح يد بادي على الطاولة ينطق بإندفاع ..
" إيه .. لأنك دكتور نفسي .. أبي أعرف أتعامل معها.. أبي أفهم وش فيها .. لقيتها بحاله تقطّع القلب ... شعرها مقصص بطريقه غبيه .. أنا متأكد أنها هي من قاصته وجدتها مالها قدره تمنعها .. ومتأكد إن السكين إلي كانت معها .. تبيها في صدري ماهوب في يدها ولا أدري ليش غيّرت رايها .. ؟ "
أبو أياد : شف بالأول .. أنا ما أقدر أعطيك أي تشخيص لين أشوفها حتى أقرر حالتها بالضبط وأثار صدمتها النفسيه .. تقدر تجيبها لعيادتي ..؟
بادي هز راسه بسرعه : إيه .. بعد العرس لكن أبي أستشارتك هالحين
حرّك بو إياد الفنجان حتى يرفعه لشفاته .. يشرب منه ويرجعه .. نطق بإهتمام
" الحاله إلي هي فيها .. تقريبا نسميها أضطراب مابعد الصدمه .. يحس فيه الشخص بالذنب لكونه حي و الآخرين مثل عايلتها ماتوا .. غير الذكريات المستمره الأليمه
للحادث .. الأعراض ممكن تستمر 4 أسابيع وممكن لشهر وثلاث شهور .. وممكن لأكثر من هالمده .. والعلاج بعد التشخيص .. أقدر أقولك عنه بشكل وافي "
بادي بفرح : يعني نقدر نعالجها ...؟
أبو إياد هز راسه برضا : إيه أكيد
بادي صد وهو يرفع أيديه يمسح على شعره : الحمدالله
يتكأ أبو إياد بيده على طرف الطاولة .. حتى يمسك الفنجان .. ينطق ببطء
" وإن تعالجت يابادي .. وراح هاللي كان يربطك فيها فكرت لحظتها وش بتكون بالنسبه لك "
سكت .. وظلت عيونه عالقه فالدكتور .. مفاجئه بالسؤال الأكثر تحديد
لو رحل حزنها إلي يمتلي فيه ..
من بتكون ..
من ياترا ...؟
.
.
.
منسدحه ساره على الكنبه وهي ترفع أيديها لفوق تتابع السناب بصمت .. يقابلها حمد وأمها على الكنبه الطويله في الجهه الثانيه ..
" يمه ... لو قررت أتزوج .. وكنت محتار مابين هيا والبتول .. من تختارين "
تنتفض هي بقوة حتى تميل بظهرها لقدام تصرخ فيه
" هيا طبعا .. ولا تفكر فالبتول "
حمد بخرعه : ليه
أم حمد بضيق : وش فيتس تصارخين هالحين ..؟
ساره ترفع يدها بإندفاع تتكلم : شف بلا لف ودوران .. البتول فيها طبع أقشر ماعمرها مسكت سالفه .. إلي أقوله تقوله للي تبي .. بس هيا .. هيا غير .. والله لو أخذتها ماراح تندم .. أضمنها لك .. تكفى رح أخطبها بس !
حمد بعصبيه : هو على كيفي تبين أروح أدرعم أخطب تسذا .. لازم أشاور أمي وأبوي وأنتي أصلا مشاورتس ماينفع
ساره تحط يدها على خصرها : ياسسسسلام .. قسم بالله لو أروح أصحي هالحين ريما أختي لا تقول لك هيا .. يكفي سوالفها وخفة دمها
صد عنها وكلام بادي عجز يتحرر منه وينفيه للنسيان .. نام وصحى والأفكار تتكاثر في عقله .. صارت ملاذه الوحيد .. وتفكيره إلي ماقدر يتخلص منه لساعات وساعات .. تمايل بظهره على الكنب حتى يرفع يده بضياع يحطها تحت راسه .. تمد أم حمد يدها صوبها .. مستقره على كتفه
أم حمد : شف يمه .. أبصراحه مناسبنا لبنات عمك عبدالله الله يرحمه مكسب لنا ... ماشاء الله تبارك الله .. البنات زين ودلال ويكفي حشمتهن وتربية أمهن لهن ..
حمد حرك عيونه لأمه : والبتول ..!
أم حمد : ماعليها خلاف بعد .. زين ودلال بس إذا تخيرني أنا أرجّح لك هيا .. والأمر يمه راجعن لك ..
حمد سحب يده حتى يفرك فيها وجهه ينطق بقهر : مدري يمه .. مدري ضااايع
نزل بيده بكل قهر في حضنه .. ينطق بحيره
" أبي أكمّل نص ديني وأتزوج عرضي من عرض هالناس بس ............."
أم حمد : وش رايك تشوفها الشوفه الشرعيه كود ترتاح لها أكثر
حمد بصدمه لف لأمه ووجهه تغيّر : من
أم حمد بأستغراب : من بعد .. هيا
حمد أشر على عمره : أنا !
أم حمد بقهر حركت يدها لساره : لا ذي
ساره أنفجرت تضحك : ياحظي .. هذا وأنت للحين ماتقوله بس حتسي .. وش فيك قمت تتراعد
حمد رفع يده يهزها : لالا .. شوفه لا تحلمون .. والله لا أروح فيها
أم حمد بخرعه : حمد
حمد برفض قاطع : لا تحلمووون .. أنا أبتزوج على باب الله .. مابي أشوفها إلا ليلة الدخله وكله يجي على بعض .. أما تبون تسذا وضعي بالقطاره .. لالا .. مسسستحيل
ساره أنفجرت تضحك بقوة : .............
أم حمد : وش فيك قمت تخربط .. وش قطارته يارب رحمتك .. ( ضربت أيديها في بعض )
هو أنت من صدز مرتبك ..!
حمد بسرعه وقف : شوفي يمه .. أنتي أختاري البنت إلي تناسبتس وأخطبيها ثم علميني
قالها حتى يتحرك بخطوات واسعه تاركهم .. وأم حمد ظلت في مكانها تطالعه بعيون أتسعت ..
إلي يناسبها !
ولا كأن هو إلي بيتزوج ..
أم حمد رجعت تطالع بنتها وهي تحرك يدها للباب إلي طلع منه ولدها : وش بلاه ..؟
ساره وهي تضحك : طاري الزواج يمه ماهوب سهل عنده ..
أم حمد هزت راسها بأسف : لا بالله ولدي ماهوب صاحي !
.
.
.
" شف أنا وخويي وولد خالتي .. توأم روحيا وجسديا .. بس الفرق أني أسمر وهو ماشاء الله أبيض "
يضم شفاته بقوة .. ويصد عن هالريان إلي جالس وراهم وماوقف كلام من تحركوا من بيته ..
يجلس على الكرسي إلي بجنب السايق .. يرفع يده حتى يسندها على الباب ويتمايل بجسمه عليها ... يحرك راسه معاذ صوب أخوه ..
معاذ : تسن حتسيه ماعجبك ..؟
متعب ببرود : طالع الشارع أحسن لك
ريان وهو يتقدم بسرعه .. يميل بظهره لين ماصار راسه بين سيت السايق
والسيت إلي يجلس عليه متعب : أنا نصيحتي .. لا ذبح أهلك الحر .. غط يدك في جركل مويه وبيثلج بسرعه
معاذ أنفجر يضحك : أعجبتني
ريان بحماس : يعني تنصحني أصير سامج ..؟
معاذ : هذا تخصصك أصلا بالحياه .. خل مشعل يعلن عنك بالسناب
ريان بدون نفس : يعلن عني ..!! أقول هالمشيعيل شايف نفسه علينا أصلا .. ماخذنا إلا مره عشان يعلن عن مطعم .. وبعدها مير ولا تسنه يعرفنا
معاذ يلف براسه يطالع ريان : أنت شفت .. ملاحظ عليه أنا .. لا بارك الله فالشهره لا تسانت تخليني تسذا ..
متعب لف براسه بحده حتى يعطي أخوه نظره غاضبه : ........................
معاذ بسرعه أعتدل جالس وهو يطالع لقدام : بدون ماتطالعني .. فهمت فهمت
ريان ولا أهتم لنظرات متعب الحاده : أنتظر عليه ... الرجّال شطب محله .. ويقول بسوي حفله أفتتاح وبيعزم أخوياه من المشاهير .. يعني بينسى أم أم أم وأبو ألي جابونا كلهم
معاذ : هو وش قال بيحط المحل له
ريان : كل يوم براي .. ماعمري سمعته قال أنا حاط محلي للشغله الفلانيه .. شكله يسمع هذرتن واجد .. عشان تسذا ماهوب مقتنع
مال بجسمه أول ماصرخ متعب
" خلاااااااص مابي أسمع صوت واحدن فيكم حتى سوالف نفس الخلق مافيه .. ما أسمع إلا سوالف مثل وجيهكم"
ريان بخرعه موجه كلامه لمعاذ : وش بلاه
معاذ بهدوء وبصوت كأنه يهمس فيه : أسكت لا يرميك من الشباك
صد عنهم وهو يتنفس بقهر حتى يعم الهدوء السياره .. ماكان يقدر يتحمل هذرتهم إلي بلا فايده .. كلماتهم إلي تنطلق مثل السهم .. متتابعه .. وهو بهالصباح عقله يزدحم بأفكار وأفكار كثيره .. مواجهات قادمه تحتاج برهان مايخطي هدفه .. الأمر أكبر من أنه يقدر يستهين فيه .. أي خطا في حساباته .. ممكن يخليه في موقف الرجل إلي حاول يطعن بنوايا خالته ..
وأتهامها بشي ماتسويه .. هو يعرف أنها مثل الزئبق قدرت تهرب من زمان لكل أتجاه بسهوله .. مستغله الظروف إلي كانت تساعدها بلا شك في تنفيذ ماتبي لكن هالحين مايبي يمسكها ويجبرها بالغصب تقول .. لا لا أمره أكبر .. يبي يدفعها تكون بين أربع جدران في مواجهة فعولها تحت أنظارهم كلهم .. هم وحدهم إلي يبيهم يعرفون أي جريمه أرتكبوها
في حق بنات هالضعيفه أم نوق .. وأي ظلم ذاقته زوجة جلوي .. وأي خبث كان يضخ الدم لعروق بنت أنجبوها وعاشت تحت جناحهم فيما قدرت تنفي من تبي ظلم وبهتان وأحقاد ماتبرر فعلتها أبد .. !
لحظات ويوقف معاذ بالضبط ورا سيارته
معاذ : هه وصلنا
متعب بقوة فتح الباب .. وبعصبيه : مابغيت !
ريان بصوت واطي : قسم بالله نفسيه
يدفع الباب متعب بقوة مسكره وسط حرارة هالشمس .. يتحرك بإنعقادة حواجب تظهر .. ترسم على تقاسيم وجهه صلابه وقسوة غريبه .. تظل عيون معاذ تلاحقه .. يشوفه يمشي
لين ما صار قباله ..
ريان : خلاص أمش
معاذ : لا ما أقدر .. بتأكد أنه راح أخاف يصير له ظرف تحت هالشمس ..
حرك راسه لورا .. يطالع ريان
" تعال أركب قدام .. وبنمشي لا مشى "
يرجع يطالع أخوه وريان وراه على طول فتح باب السياره .. ظل يسمع محاولات متعب يشغّل السياره لكن ترفض تشتغل .. محاوله ورا محاوله .. ولا كان فيها فايده .. وبسرعه يفتح الباب .. نازل .. يتحرك بطوله صوب سياره أخوه حتى ينحني براسه على خفيف .. يطالعه..
والشمس الحاره تشعل عليهم ألسنة اللهب رغم هالغيوم الجزئيه إلي تغطي السما فوقهم ..
معاذ : وش فيها ..؟
متعب بقهر : مدري .. تاركها شغاله أمس
معاذ : إذا وراك شغل مهم .. خذ سيارتي وهات سيارتك أنا أحاول فيها تشتغل وإن مانفع أخذتها الصناعيه .. !
محاولة أخيره حتى تشتغل فجأه ..
متعب رفع عيونه لأخوه : شف أنت .. سيده على البيت لا تلف وتدور
معاذ بسرعه أنحنى يبوس راسه : طيب على أمرك .. أنتبه لنفسك
وكأن هالأحترام .. المفاجئ .. أطفى في داخله براكيين الغضب إلي تثور وتخليه تحت قوة ضغط وغضب يحاول يكتمه ..
أبتسم ببطء حتى يطالع معاذ بدون مايقول له شي ..يعتذر بهالأبتسامه عن ثورة هالغضب إلي تاخذه بعيد عن أخوه أحيان .. ويغادره
.
.
.
تجلس بصمت على طاولة الأكل .. تضرب الملعقه إلي تحركها حافة الكوب .. مصدره صوت يرتفع .. تحركها بعبث والحزن لا زال يمتلك أرضها .. ملامحها .. يجلس هو قبالها
فاتح الابتوب .. وأوراق كثيره متناثره على الطاولة .. بشكل فوضوي .. ياخذ نفس بقوة وبأهتمام عيونه تتعلق على شاشة الابتوب .. يدق جواله معلن العصيان على حالة الصمت
إلي تحوطهم .. يسحب جواله بسرعه فاتح الخط ..
" ألو .. حياك الله يابو رياض .. إيه .. للأسف تأخرت تسثير .. هالأرض أنباعت قبل يومين بمليون ونص .. إيه .. طيب .. أبشر بالخير .. فمان الله "