تفاجئت روز مما قاله جورج لها "ماذا قلت ؟ هل تعي ما تقوله ؟ " أجابها جورج بأسف مصطنع " أنا حقا أسف لكنني لم أعد أشعر بأي إحساس اتجاهك .." قالت بغضب "هناك إمرأة أخرى صحيح ؟" صمت وطال صمته بدأت العَبرات تقفز من عينيها.. لم تتمالك نفسها فصفعته صفعة قوية لم يبدي أي رد فعل لها فقد إعتاد أمر كهذا عندما يصارح إحداهن بل قد يبصقن على وجهه ولا يحرك ساكنا ..بدأ نحيبها يعلو فقد كان أول حب وأول شخص يخترق قلبها ..نهضت من جانبه وأخذت حقيبتها اليدوية ومشت نحو باب الشقة وهي تبكي ...أما هو زفر زفرة ارتياح وتمدد على الكنبة وأخذ يبحث عن فيلم كوميدي !! ...نعم هكذا هو زير نساء .... أخذه النوم وهو على الكنبة ...ها قد بدأت أشعة الشمس تشق طريقها في السماء ..في هذا الوقت كانت مريم قد استيقظت وأيقظت أخاها توضئوا لصلاة الفجر .. صلوا جماعة وقاموا بأذكار الصباح ثم ذهبت مريم إلى المطبخ لتعد الافطار بالرغم أنها لا تفطر عند الصباح إلا أنها اعتادت أن تفطر أخيها قبل ذهابه إلى الجامعة بعد أن أعددته صعدت إلى الطابق العلوي وارتدت ثيابها ثم نزلت... قبلت أخيها فوق خديه وقالت له أن لا ينسى إرسال رقم هاتف المنظم أومأ برأسه بنعم ثم أخذت غذائها الذي أعدته البارح وخرجت ..استقلت سيارة أجرة أوصلتها أمام بناية الشركة .. همت بالدخول فاصطدمت بجورج "أوه أنا حقا أسف..لقد نسيت هاتفي في السيارة" قالها جورج متأسف أجابته مريم كاتمة غضبها بابتسامة " لا داع للأسف ..صباحك جميل" لم تنتظر إجابته وذهبت نحو المصعد لتصعد للطابق الذي تعمل به ..لم يلقي بال لمعاملتها الجافة فقد إعتاد عليها .. أحضر هاتفه وعاد لمكتبه بجانب مريم فهم يشتغلون بنفس المكتب .. مر الصباح كالعادة بين العمل والمكالمات إلا أنه مر بسلام لأن روز لم تلتحق بعملها والسبب معلوم فهي لا تريد مقابلة جورج بعد ما فعله بها ...ها قد جاء وقت الغذاء و الاستراحة ..في هذا الوقت اعتادت مريم الصعود لسطح البناية لتناول غذائها عكس موظفي الشركة اللذين يخرجون للمطاعم انتظرت حتى خرج أخر موظف لم يبقى سوى جورج وهي ...انتظرت أن يخرج كعادته لكنه لم يفعل .. مرت عشر دقائق ثم نهضت واتجهت نحو المصعد ... لحق بها جورج فقد انتابه الفضول عن ما تفعله في السطح دائما ...وهذا ما كان صعد للسطح لكنه رأى منظرا جعله يقف مذهولا ...مريم جالسة على جدار البناية وبيدها شيء تأكله ..تسمر في مكانه ...لا يجب أن تشعر بوجوده فأي حركة فجائية منه قد تخيفها وتقع ... تقدم بخطوات بطيئة اتجاهها وبحركة سريعة لف يده حول خصرها ورفعها من على فوق الجدار بقوة وسقط بها على الأرض نهضت من على الأرض وصرخت بقوة "من أعطاك الحق بلمسي" أجابها بغضب بعد نهض ونفض ثيابه "هل أنت حمقاء ؟ كيف تجلسين على جدار بهذا العلو !!!" أجابته بنفس نبرة صوته " كم مرة قلت لك هذا ليس من شأنك ؟! ثم لماذا لاحقتني إلى هنا ..؟ قال جورج " أتعلمين أنك بتصرفاتك تكونين صورة خاطئة عن الإسلام ؟" أجابته " أي صورة ؟؟ وأنت هل تعلم أن الإسلام حرم على الرجل أن يلمس إمرأة لا تحل له ؟" أجابها جورج "لا لم أكن أعلم ... و لو كنت أعلم أن ردة فعلك ستكون هكذا لما صعدت ولا لمستك يا أنسة ..." أجابته بهدوء لم يعتده منها " اسمع يا جورج .. أنت تعلم أنني مسلمة ومحجبة وتعلم أنني لا أصافح الرجال ما كان عليك أن تلمسني وتنزلني من هناك " قال جورج " نعم لاحظت هذا ..لكن لماذا ؟ أجابت مريم "لأن الله ورسوله أمرنا بهذا " أجابها جورج "نعم أعلم هذا ولكن لماذا ...ولاحظت أمرا أخر لماذا ترتدين جوارب في هذا الجو حار ؟؟!" ابتسمت وقالت الجميل في هذا يا جورج أنك مسيحي أي من أهل الكتاب تؤمن بوجود الله وهذا ما يسهل علي شرح لك أمور ديننا .. لقد جعل الله المرأة ذات طبيعة رقيقة وجعل أنوثتها مطلبا للرجال ..وحتى لا تطغى أنوثتها على من حولها وأن لا تكون مطمعا للرجال أوجب عليها الحجاب على غير المحارم من الرجال والمحارم هم : الزوج و الأب والجد والأخ والخال والعم وابن الاخ وابن الاخت... وبالنسبة للجوارب فالإسلام وضع شروط للحجاب أن لا يشف ولا يصف ولا يكون في حد ذاته زينة " أجابها " نعم فهمت ..لكن لماذا صرختي عندما لمستك ؟" قالت مريم " لقد قلت لك أن الله حرم علينا هذا" أجابها "لكن لماذا ؟" أجابته "لكي لا نقع في المعصية ونقفل جميع الأبواب التي قد تؤدي لها وأظن أن تحريم الزنا أمر مشترك بيننا فقد ذكر أكثر من مرة في الإنجيل" إرتبك للحظة.. خُيل له أنها تتكلم عنه ..نظر لساعته اليدوية وقال وكأنه يتهرب من إكمال الحديث " سأترك الأن الإستراحة على وشك الانتهاء ..أسف على كل حال لم أكن أنوي مضايقتك يا ماري" ضحكت وقالت كم مرة قلت لك أن اسمي مريم " أجابها "نعم أعلم هذا، لكنني أجد نطقه صعبا"
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟