نهض من مكانه وغسل وجهه وجلس قرابة ربع ساعة وهو يتفحص هاتف، بعدها اتجه نحو غرفة مريم .. التي كانت مفتوحة ، طل برأسه فوجدها ترتب غرفتها رفعت بصرها إليه وقالت " ماذا هناك ؟ ماذا تريد ؟" أجابها " نقول صباح الخير ..ماذا سأريد مثلا ؟ لا أعلم لماذا أيقظتني أمي الأن ماذا سأفعل بهذا الوقت ؟" وجهت يدها لكومة من الملابس الملقية على الأرض وقالت " رتب هذه ..وبعدها نساعد أمي في طهو الأكل " رفع كتفيه قبل أن يقول " لا أريد ..أريد شيئا أخر " سألته "مثل ماذا ؟" حرك عينيه بتفكير " أعطيني هاتف جورج لكي ألتقي به " رفعت حاجبها متسائلة " ولما ؟!" أجابها "لقد قلت لك كي ألتقي
ونتحدث قليلا ..سأموت من كثرة الملل إذا بقيت هنا " تركت ما بيدها و اتجهت نحوه.. وقفت أمامه وقالت " خليل عزيزي ..يوجد الكثير لفعله إقرأ بعض من القرءان ..احفظها لما لا ..تعلم التجويد فأنت لم تعد تهتم به كثيرا..يوجد الكثير تأجر عليه ..كم مرة قلت لك صم معي الأيام البيض لكي لا تجد رمضان صعب لكنك لا تفعل إذا فلتتحمل.. ثم ماذا ستفعل مع جورج؟ تجلس معه بمقهى أنسيت أنه مفطر ستجلس بجانبه وهو يأكل ..ثم لقد دعوناه للإفطار معنا " .. زفر بضيق وجلس جانبها على السرير يطوي ملابسها دون أن يجيبها ، مرت دقائق ووقف أمامه السيد محمد وجه كلامه لخليل وقال "خليل تعال معي " وتركهم ورحل لمكتبه تبعه خليل طرق باب المكتب ودخل وجده مشغول بكتابات أمامه بالعربية يبدو أنه مهتم بالخط العربي الأصيل فتح مكتوب وقال " أنظر كم هو جميل إسمك بالخط العربي " تأمله خليل بابتسامة وقال " رائع .. أ أنت أيضا لديك موهبة ضائعة يا أبي ؟" ضحك السيد محمد قبل أن يقول "يبدو أنك الوحيد الذي ليست لديه موهبة " قبل ان يجيب أدخلت رأسها مريم من الباب وقالت " ومن قال ذلك .. لديه موهبة الأكل " ضحك السيد محمد وقال "نعم نسيت..تلك أفضل موهبة " مرر خليل بصره بينهم وقال بحزن " أنتم السبب ..لم تعلموني شيئا مما تتقنون " ابتسم السيد محمد وعانقه واضعا رأسه فوق كتفه " الموهبة يا ابني لا تعلم بل تكون مكتسبة ..لا يوجد شخصا ليس لديه موهبة ..بل يوجد من بحث ووجد ومن لم يبحث.. وأنت تعد من هذا الصنف الأخير " قالت مريم " صحيح ما قاله أبي ...ابحث وستجد أنا متأكدة .. أظن أنك تحسن الكتابة لما لا تستأنف كتابة الخواطر ..لقد توقفت عنها منذ دارستك بالثانوي " رفع رأسه من على كتف السيد محمد "وجودي بلندن لا يساعدني على ذلك ." أجابته مريم " إذا أردت ستفعل كفاك أعذارا " أجابها " حسنا سأحاول هيا اذهبي واتركينا وحدنا ليعلمني أبي كتابة الخط العربي " أجابته وهي تجلس على كرسي أمام المكتب " وأنا أيضا أريد أن أتعلم " صرخ قائلا " أبي ..أريد أن نكون وحدنا ستضحك علي " ضحكت وهمت بالخروج بعد أن قالت " حسنا حسنا ها أنا ذاهبة " تركتهم واتجهت للمطبخ عند والدتها وجدتها منهمكة باعداد الطعام "لا يزال الوقت مبكرا يا أمي " رفعت بصرها إليها وقالت " أخاف أن يداهمني الوقت يا بنيتي .." تقدمت نحوها وأخذت ما بيدها وقالت " حسنا دعيني أساعدك ..ماذا ستطبخين لنا على الإفطار ؟" رفعت والدتها بصرها بتفكير وقالت " الحريرة (شربة مغربية ) و طاجين السمك وانت ستعدي لينا كيكا لا اجيد تحضيرها وبعضا من الرغائف ..ويوجد بعض البريوات (فطائر) المحشوة بالخضر سأخرجها من الثلاجة ونطهوها في الفرن و ..." قاطعتها مريم قائلة " هذا يكفي يا أمي بل كثير ..نحن لا نصوم من أجل الأكل بل مصوم من أجل الأجر " أجابتها "أعلم لكن يوجد لدينا ضيف أنسيتِ؟" أجابتها مريم "لم أنسى لكن لا داعي للتبذير جورج لن يستطيع أكل كل هذا " أجابتها مازحة " لا تخافي سيأكلها خليل " وانفجرن ضاحكات ...كانت الساعة تشير للرابعة زوالا منظر خليل يوحي أنه كان يخوض حربا سلاحها الدقيق والبيض وجهه مملوء بالدقيق ثيابه متسخة بالبيض ..صرخت في وجهه والدته " قلت لك أن تترك الكيك لأختك ولم تفعل .. تحمل النتائج " أجابها وهو يخلط العجين بيديه " ساعديني بصمتك يا أمي " وقبل أن تجيب والدته وقفت مريم أمام مخرج المطبخ وقالت باستهزاء " بالله عليك ماذا تفعل ؟ " صرخ باسمها "مريم !!!! " أجابته بنفس الاستفزاز " شخصيا لن أكل منها ..خوفا على صحتي طبعا " صرخ خليل بعصبية " أووووففف " كتمت ضحكتها قبل أن تقول " حسنا حسنا .. دعني أساعدك ..أولا لا نخلط الكيك بيدينا بل بالخلاط الكهربائي أو خلاط يدوي ..ثانيا الدقيق أخر شيء يوضع بالكيك ثالثا لا نضع هذه الكمية الكبيرة من البيض قالب الكيك لا يستوجب هذا القدر ..إذا أردت كيكا ناجحا سوف تضع هذا الخليط العجيب جانبا وستتبع أوامري متفقين ؟" أجابها بكبرياء " حسنا "
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟