اليوم الثالث والعشرين من رمضان ..مر كالبرق ..هنيئا لمن اغتنمه ..لم يأتي جورج إلا مرتين ولم تلتقي به مريم خارج منزلها قط ..ولم يتصل كذلك ..سافر خارج مدينة الحسيمة لأيام قليلة وعاد مرة اخرى ..لم ينتظر عزيمتهم بل عزم نفسه ليفطر معهم هذا اليوم ...الساعة تشير للسادسة مساءا لم تبقى سوى ساعة على الإفطار ..لقد أصبح يعرف مواعيد صلواتهم ...ارتدى ملابسه واتجه نحو منزل مريم ... التي كانت مشغولة في المطبخ بجانب والدتها ...وخليل يعد مائدة الطعام ...قالت الأم وهي تخرج الفطائر من الفرن "ألم يقرر بعد؟" نظرت لها مريم باستفسار " من؟ وماذا سيقرر ؟" أجابتها والدتها دون أن تزيح بصرها صينية الفطائر " جورج ..ألم يقرر بعد أن يسلم ؟" أجابتها مريم " لا لم يذكر لي شيئا من هذا القبيل بعد .." قبل أن تجيبها والدتها رن جرس المنزل " لقد وصل ..سأذهب لاستقباله " تمشت مريم نحو الباب ليستوقفها أباها مبتسما قبل أن تفتحه " دعيني أستقبله .." أومأت بالإيجاب وعادت للمطبخ "اهلا بني كيف حالك ؟" أجاب جورج وهو يدخل من عتبة الباب " بخير ..وانتم كيف حالكم " " بخير ولله الحمد " جلسوا وسط صالون البيت واسترسل الاب قائلا "كيف كان سفرك .. لا شك انك استمتعت ؟" أجابه جورج " هذا أمر لا شك به ... لقد زرت عدة اماكن رائعة لم أعد أذكر منها سوى مراكش، فاس ، الداخلة ،اممم نعم هناك ايضا إفران ذات طابع اوروبي " قال الأب " جميييل لقد قمت بجولة كبيرة واخترت مدن جميلة كذلك " مرت لحظات حتى ظهرت مريم بحجابها الساتر مبتسمة " اهلا جورج كيف الحال كيف كانت رحلتك ؟" علت وجهه ابتسامة واسعة وهو يجيبها " جيدة جدا ... حقا لقد احببت هذا البلد " أجابته مريم قبل أن تعود للمطبخ " فرحت لسماع هذا ... أستأذنكم بالذهاب لقد تركت أمي لوحدها بالمطبخ " تركتهم وعادت للمطبخ لتجد خليل يقوم بعصر حبات من البرتقال "هممم لقد تكرمت وتواضعت وجئتَ لكي تساعدنا " رمقها خليل بطرف عينه قبل أن يقول "ومن قال أني أساعدك ..بل أساعد أمي حبيبتي " تبسمت ثم قالت "طيب .. لقد وصل جورج إذهب لتستقبله وسأكمل ما بدأتَ" نظف يديه مما علق بها ثم توجه حيت يجلس أباه وجورج .."حللت أهلا جورج " التفت جورج بابتسامة واسعة قبل أن يقوم ليصافحه " كيف الحال.؟؟ " أجابه خليل وهو يصافحه "الحمد لله في أفضل حال وانت ... كيف وجدت المغرب هاه؟ أجابه جورج " رااائعة ..لقد أعجبتني جدا " ... استمرو في حديثهم عن البلاد وعن ثقافة المغرب وأهلها وكذا كرم المسلمين .. إلى أن حضَّرت مريم مائدة الإفطار فنادتهم إليها ..جلس الجميع ينتظرون أذان المغرب وسط كلام خليل الذي لم يصمت منذ أن جلس " هل تعلم يا جورج أنني أنا من عصرت هذا البرتقال؟" ابتسم جورج وقال " لا أعلم ".. " وهل تعلم أيضا أنني أنا من وضعت السكر به ؟" هنا ضحك الحميع بصوت عال وقالت مريم " هل يعد هذا إنجاز ؟ " أجابها وهو يدافع عن عصيره " هل تستطيعين اعداد مثله ها؟ أجيبي ! طبعا لن تقومي بذلك .. إنه عصير مختلف " ظلو هكذا يضحكون عن ما يقوله خليل حتى سمعوا باب المنزل يفتح وقف خليل ينصت وما هي إلا لحظة وقف أباه أيضا قائلا " ما هذا ؟ من يفتح الباب؟ ومن لديه مفتاح منزلي اصمت تحرك خليل من مكانه نحو باب الصالون وهو يقول مريم خذي امي واصعدا فوق" قبل ان يكمل كلامه وقف مدهوشا مما رأى قبل أن يصرخ باسم " مراااد !! هذا أنت ؟ " ثم عانقه بشدة ..ارتسمت ابتسامات واسعة على الجميع ما عدا جورج ومريم ..
قالت الأم وهي تعانقه الدمع يملأ عينيها "لماذا لم تقل لي أنك أتٍ؟! " قبل رأسها بعد عناق حار وهو يقول "أردت ان افاجئكم ..ما رأيك بمفاجئتي ؟" مسحت وجهه بكفيها قائلة " أحسنت صنعا بني رضي الله عنك " مرر بصره لوالده وقال "أبي ماهذا لقد ابيض شعر رأسك لقد أصبحت عجوزا فعلا " ..عانقه أباه وهو يقول "اصمت يا ولد لا تقل هذا أمام أعدائي ههه" بعد معانقة والديه التفت إلى مريم التي كانت واجمة الوجه كأن من وقف امامها ليس بشرا بل عفريتا مخيفا ..ابتسم وقال وهو يمد يده" ابنة عمي ألن ترحبي بي؟ حركت بصرها من وجهه ليده الممدودة ثم عادت لتنظر لوجهه " منذ متى وانا أصافحك ؟" انزل يده بإحراج " ظننت ان شيئا تغير أو لندن ستغير بك شيئا " اجابته وهي تزيح نظرها عنه "لقد خاب ظنك ..اهلا وسهلا " حرك رأسه بنعم قبل يوجه بصره لجورج ويسأل " من الضيف ؟ " أجابته مريم بالفرنسية لكي يفهم جورج " صديقي جورج من لندن ... وهذا مراد ابن عمي !"
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟