#أخي

3.9K 161 1
                                    

أجابته مريم  "لقد اعتدت مثل هذه المضايقات ..لا عليك.. " ابتعدت  بخطى مسرعة عنه تفتش بعينيها عن سيارة أجرة لتستقلها .. نظر لها مبهوتا لم يستوعب ما فعلته ..ركض نحوها " ماري ..هيا معي لأوصلك " أجابته بسرعة منهية الحوار   " لا أريد .. أشكرك "  أوقفت سيارة أجرة واختفت من أمامه ترجل حيت ركن سيارته ..جلس بداخلها ووضع رأسه فوق المقود متضايقا من نفسه لتأخره عنها ... وغاضبا من رد فعلها ... ظل هكذا لدقائق ثم رفع رأسه وشغل سيارته واتجه لمنزله ....فتح باب منزله وضع مفاتحه في شماعتها المخصصة ..واتجه نحو الحمام ...اغتسل ثم لف حوله منشفة وخرج لغرفته أخذ هاتفه بحث عن رقمها اتصل ثواني وأجابته بصوت فاتر .." مرحبا جورج .. لقد نسيت أن أعطيك  كتاب معاني القرءان ..غدا سأجلبه لك " أجابها " ماري ..ماذا هناك لماذا هذا الفتور اتجاهي ؟"  أجابته  "ليس هنالك شيء ..فقط انزعجت من ذلك الشاب " أجابها  "  أنا السبب ..لو لا تأخري عنك ما كان تعرض لك ذاك  الشاب اليميني المتعصب حقا أنا أسف " أجابته  " جورج لا عليك..سأتركك الان لقد وصلت للتو ..لم أصلي بعد " أجابها " حسنا ..مع السلامة" ...أغلقت الهاتف وركبت رقم أخيها لتسأله عن تأخره رن هاتفه ولا من مجيب ..أرسلت له رسالة مفادها أن يكلمها إن رأى اتصالها ... صعدت غرفتها خلعت ثيابها توضأت فصلت ثم نزلت لتحضر عشائها  وغذائها الذي تأخذه معها كل يوم ..ما إن بدأت حتى سمعت صوت الباب يفتح ..أتى صوت أخيها قبل أن يظهر   " مريم أين أنت ؟" أجابته بصوت غاضب   " نعم أنا هنا ..أين كنت ؟ كم الساعة ؟ لماذا تأخرت ؟ .. لماذا تحمل هاتفا لا تجيب عنه ؟ "  خلع حذائه الرياضي وقال معتذرا   "أنا أسف ...لقد ذهبت لصالة الرياضة ونسيت هاتفي في وضع الصامت " رمقته بغضب انتظر أن تجيبه لكنها لم تفعل ..أتى خلفها وحضنها ثم قال "أنا أسف" لم تجبه ..تأكد أنه ليس السبب في غضبها هناك شيء أخر قبل رأسها وتركها صاعدا لغرفته ليستحم وقرر أن يسألها بعد أن تهدأ ..ما إن صعد حتى أجهشت بالبكاء ،تعرض الشاب لها كان نقطة أفاضت الكأس فهي لم تعد تحتمل العيش ببريطانيا بعد المضايقات التي تتعرض لها مؤخرا.. مسحت عينيها بطرف كمها وأخذت بصلة لتقشرها لكي لا يسألها أخاها عن احمرار عينيها وأنفها ..بعد أن صعد خليل دخل غرفته أخذ منشفته وذهب لحمامه يستحم ... مرت دقائق خرج لافا على خصره منشفته .. ارتدى ملابسه وقف أمام المرآة يعدل خصلات شعره .. فجأة تذكر وجه أخته المكشر الذي لم يعتد عليه ... اتجه نحو السلم نزل راكضا ببطء وهو يغني  " من يعرف كيف يكون محبوبا بين الناس يسعى دوما نحو السعادة .. ماذا تفعل أختي الحبيبة ؟" لم تجبه وحاولت جاهدا إحناء وجهها لكي لا يعلق على عينيها .. بدأ يقلق اقترب منها و بحركة من يديه رفع وجهها قطب حاجبيه وقال بسرعة " مريم ما بال عينيك حمراء هكذا ؟" ابتعدت عنه  متجهة نحو الموقد وتظاهرت أنها تحرك الأكل وقالت "لقد أبكتني رائحة البصل ..أكمل تقطيعه أنت إن أردت " لم يقتنع بما قالته فهو يعرفها حق المعرفة بها شيء ما ..لكن ماهو ؟ شرع بتقطيع البصل  وهو يرمقها بنظرات شك، بعد أن أتم تقطيعها قال وهو يحاول أن يضفي بعض البهجة على هذا السكوت الذي لم يعتده منها " لقد أتممت تقطيعها يا أختي ..قطعتها مكعبات دقيقة متساوية الأضلاع أنظري ما رأيك" قالت دون أن تلقي نظرة اتجاهه "جيد..اذهب واسترح دقائق وأكمل إعداد العشاء " ذهب دون أن يجيبها ..مرت دقائق قليلة و نادت عليه لطاولة العشاء ..خيم صمت مريب حاول خليل جاهدا كسره لكنها لم تستجب له أكملت عشائها وذهبت بالأواني لتنظفهم ..انتظرها إلى أن أتمت غسلها جميعها ..ما إن وضعت رجلها على أول السلم حتى نادى عليها "مريم ..أريد محادثتك، إذا سمحتي طبعا ؟" نظرت اتجاهه نظرة خاوية تمشت نحوه دون أن تجلس نطقت "نعم ..ماذا هناك ؟" نهض وأجلسها وانحنى على ركبتيه أمامها ضاما كفيها بيديه " حبيبتي ماذا هناك ..هل يوجد مشكل بعملك ؟ " ابتلعت ريقها بمرارة وأجابته " لا"   أجابها " إذن ما بك لماذا كنت تبكين ..هل ضايقك أحد " نزلت عبرة  ساخنة على خدها، أكدت لخليل شكوكه "من هذا الذي تعرض لك؟ هل أعرفه ؟ماذا قال لك أجيبني يا مريم !؟" قالها غاضبا أجابته باكية  " تعرض لي شاب اليوم أمام الشركة و و.." لم تستطيع إكمال جملتها وأجهشت بالبكاء ..نهض جانبها ضاما إياها على صدره ولم ينطق بكلمة حتى هدأت .." مريم ..هل قام بأذيتك ؟ ؟" أجابته وهي لا تزال على وضعها " لا" أغمض عينيه براحة وقال "إذا ما الجديد ؟ ..دائما ما تتعرضين لمثل هذه المضايقات " أجابته بحزن "لم أعد أحتمل يا خليل .. موقف اليوم كسرني .. تخيل أن هناك خمس مئة  عامل بالشركة يكرهونني.. نظراتهم المحتقرة لي  تمزقني يكرهونني لدرجة أن يرو شاب يتعرض لي ولا يتدخلون بل يضحكون .. لو لطف الله اليوم ثم الشاب الذي يشتغل معي تدخل وأنقذني لا أعلم ما كان سيحدث بي "

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن