المغرب

2.5K 134 5
                                    

"ماذا  قلت ؟؟"  قالها السيد محمد  وهو يرمق مريم بغضب ، حكت جبينها بتوتر فهي تعلم أن ما فعلته لا يصح .. وجهت نظرها لخليل كي يساعدها قبل أن تقول بتلعثم "  انه مهتم جدا بالإسلام ..و لدي إحساس أنه سيسلم قريبا إذا وجد من يوجهه يا أبي، و وجوده ببلد إسلامي سيساعده كثيرا " أجابها قائلا  "ألا يوجد بلندن  أئمة لكي يساعدونه   و يوجهونه ... وثانيا  يوجد الأنترنيت الذي أصبح يحتوي على جميع  معلومات الإسلام  و بجميع اللغات " أجابه هذه المرة خليل " يا أبي هذا الشاب ليس بملحد بل هو مسيحي ويؤمن بوجود الله وبوجود الإسلام كذلك لكنه لازال مترددا قليلا بتغيير ديانته، وكما قالت مريم إذا احتك بالمسلمين قليلا سيساعده ذلك على الإختيار الصائب " مرر بصره بينهم وقال "لا يمكننا تغيير شيء الأن، فالأنسة دعته وكان ما كان وليس من شيمنا عدم استقبال الضيوف ، في المرة القادمة  استشيري معي قبل اتخاذ قرار كهذا يا مريم " أجابته بأسف "حاضر يا أبي " نهضت وتبعها خليل  ما إن أوصدو الباب حتى صاح بها خليل بصوت منخفض  وهو يشد كتفها "ماذا دهاك حتى دعوته  ؟ غريب ببيتنا ؟" أجابته وهي تزيح يده من على كتفها "من قال لك أنه سيمكث معنا هنا ؟ نحن سنساعده فقط في الأشياء التي تعذر عليه فهمها "  أجابها وهو يتجه نحو المطبخ " امم حسنا هيا لنساعد أمي قليلا " ....
مر أسبوع واقترب رمضان شهر العبادة و المغفرة ... حزم جورج امتعته واستقل سيارته ذاهب لوالديه كي يودعهما قبل سفره للمغرب ... قبل ذلك ذهب لصديقه جاك كي يوقع له إجازته ..دخل المبنى لكنه لم يجده فترك ورقة إجازته عند كاتبته... وما هي إلا ساعات كان قد وصل أمام بيت والديه استقبلوه بحب كالمعتاد وأخبرهم بسفره لكنه لم يخبرهم سبب ذلك ولا يعلم كيف ستكون ردة فعلهم عندما يعلمون أنه يبحث في الإسلام ..ودعهم  في أمل أن يجتمع معهم قريبا واتجه نحو المطار ليخوض تجربة البحث في الإسلام ..مرت ساعات وأخيرا حطت عجلات الطائرة على أرضية مطار الحسيمة ...في هذه الأثناء كانت مريم تحاول إقناع خليل أن يذهب معها لإستقبال جورج فوالدها مشغول وأكد عليها أن لا تذهب وحدها تنهدت قبل أن تقول  "لماذا تفعل هكذا ؟ سيكون قد وصل منذ زمن لقد تأخرنا  " أجابها بلا مبالاة وهو ينظر لهاتفه "وماذا في ذلك فلينتظر قليلا ، ثم لما أنت مهتمة به هكذا فليذهب لفندق ما " نظرت له بغضب "خليل هل ستأتي معي أم أذهب لوحدي ؟" نهض من مكانه بتأفف وقال " حسنا أخرجي كي أغير ملابسي " صاحت به قائلة " مابها ملابسك هذه ..هل نحن ذاهبون لخطبتك وأنا لا أدري ؟!!" عاد لمكانه واستلقى فتح هاتفه مجددا قائلا " حسنا لن نذهب إذا " أشارت له بأصبعها مهددة إياه قائلة "تذكر هذا جيدا !! " خرجت موصدة الباب ورائها بقوة من شدة الغضب ونزلت عند أمها ....

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن