للعيد فرحة خاصة ومميزة، كانت مريم قد أعدت كل ما يخص للإفطار لصباح يوم العيد .. لم تنم باكرا وكان ذلك سببا لعدم سماعها لصوت المنبه وهو يوقظها لصلاة الفجر ، من حسن الحظ كان السيد محمد قد استيقظ وايقظ كل من في المنزل غير ابنه مراد ، شمس دافئة مع رياح خفيفة تلمس وجوههم وهم ذاهبون لصلاة العيد في المصلى، كان خليل نصف نائم ممسكا بيد اخته مغمض العينين ، احيانا توخزه اخته بمرفقها كي يفتح عينيه ولا مجيب ، في نظر مريم هناك شيئان يميزان صلاة العيد، صوت التكبير بطريقة مغربية " سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله ، الله اكبر الله اكبر ولله الحمد " وجموع الناس بألوان زاهية كبارا وصغارا وهي خارجة من المصلى هذا يسلم على ذاك أخرا يقبل صغيرا ويعطيه العيدية، فعلا إنه يوم مميز ، عند رجوعهم كان قد استيقظ خليل جزئيا .. " لماذا لم توقظني يا أمي لكي اذهب معكم " قالها مراد وهو يجفف وجهه من الماء جالسا بالفوطة أمام طاولة الإفطار.. لم يجيبه أحد سوى خليل قائلا بصوت غير مسموع " يقولها وكأنه لا يرفع جبينه من على الأرض ..تافه " سمعته مريم وخرجت من فمها ابتسامة جانبية .. مرت لحظات ثم سمعو جرس الباب يرن .. " اهلا اهلا جورج حللت سهلا .." قالها خليل وهو يسبق جورج للداخل " أتمنى أن لن اكون مزعجا لكم في مثل هذا اليوم " أجابته الأم " كفاك هراءا إجلس سأتي لك بصحن يا بني " .. ...
"كم بقي لك هنا بالمغرب جورج " قالها مراد وهو يمسح بمنديل فمه من بقايا الاكل تنحنح جورج قبل ان يقول " طائرتي بعد خمسة أيام" .."ممم جيد ..هل أعجبك المغرب وجدت ما كنت تبحث عنه ؟ " نظر بارتباك لمريم ثم اعاد نظره لمراد قبل أن يجيب " ومن قال لك أني أبحث عن شيء معين ؟ ..جئت هنا سياحة ولكي أتعرف عن تقاليد أهل المغرب التي لطالما تسائلت عنها " أجابه مراد " أممم جيد ..وأنتما متى ستعودان للندن ؟" وجه السؤال لمريم وخليل .. ضحك هذا الأخير باستهزاء وقال " سنعود سنعود لا تخف لن نبقى طويلا هنا " أجابه مراد "لقد أسات الفهم إنه مجرد سؤال ما بك ؟" قاطعت مريم خليل قائلة " لأنك سألت سؤالا لا يجب أن يطرح أساسا .. يبدو و كأنك تطردنا !" قبل أن يجيب مراد نهض الأب من مكانه وقال " شبعتُ .. مريم إلحقي بي إلى المكتب حالا واحضري معك كوبا من القهوة .." ذهب وهو عاقد حاجبيه تاركا إياهم في صمت لا يسمع سوى صوت نعليه وهو ذاهب لمكتبه .. عاتبتهم أمهم قائلة "أ يليق بكم هذا ؟ ألزلتم أطفالا لتتناقروا هكذا ؟ و في صباح العيد.. ويحكم !!! .." حاول خليل ان يجيب لكن أوقفته أمه قائلة " أصمت لا ينقص سوى ان تناقشني " ثم نظرت اتجاه جورج وقالت " اعذرنا يا بني " تركتهم مريم دون أن تسمع إجابة جورج وذهبت لأبيها بكوب قهوة كما طلب، طرقت الباب وجاء صوته من الداخل ... ارتشف من كوب القهوة قليلا وهو يضعها فوق سطح المكتب ثم قال " لا اعلم سبب شجاركم الدائم هذا .. ولا أريد أن أعلم ..لكن لا تحشري اخاك ولا تجريه لهذه العداوة " أجابته مريم بارتباك " عداوة ماذا أبي !؟" .." لقد فهمت ما اقصد وفهمتيه جيدا .. لكن سأشرح لك بالخشيبات لو شئت ذلك لا مشكلة .. تتشجران كثيرا ..ومواقفكم لا تنتهي أبدا كل منكم يريد حشر الاخر في زاوية ما.. انتم كبارا مسؤولون عن تصرفاتكم ولكم أسبابكم لربما أجهلها ..لكن لا تدخلين خليل في هذا الأمر لن أقبل بهذا قطعا !! " قاطعته مريم قائلة " فيما أدخلته يا أبي .. هو الذي أجاب قبل ان .... .." .."نعم أجاب وأساء الفهم عوض أن تصحح له ما فهم شجعتيه وأكدت كلامه .. ثم ماذا ذلك الكلام ..منذ متى وانتم تعتبرون انفسكم غرباء أو ضيوف بهذا المنزل ..هل تظنين قط انه ممكن لأحد أن يطردكم من هذا المنزل ؟ " أجابته بأسف "أبدا يا أبي ما هذا الكلام .. انظر أقول أبي ! ..هل هناك أب يطرد أبنائه من منزله ؟ " أجابها " إذا لن أسمعك تقولي مثل ذلك مجددا " اجابته مريم وهي متجهتا نحوه "سامحني .." وقبلت يده ثم خرجت ..وجدتهم يأكلون في صمت .. "ما هذا ؟ انا لم أكل من الفطائر !! لقد أكلتموها ؟!" قالتها بعتاب طفولي نظر لها جورج بتبسم وقال "لقد اكلت واحدة فقط هذا من أكل الباقي " وأشار بيده لخليل وهو يضحك.. قالت مريم وهي تجلس في مكانها " والمشكلة ان لا يزداد بالوزن ..أين يذهب كل ذلك الأكل لا أعلم ! " أخفض خليل رأسه نحو أمه وقال "أمي سيؤذوني بعيونه رتلِ بسرعة سورة الفلق " ضحكت وقبلت رأسه قبل أن تقول " حفظك المولى من كل سوء " رفع خليل رأسه وهو يغيظ مريم بعينيه " أحمق .." التفت مريم لجورج وقالت " حقا جورج ما رأيك بالمغرب يعني من الناحية الدينية كبلد مسلم ؟ "
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟