أبي

2.8K 150 0
                                    

قطعت حديثها رنة هاتفها معلنة اتصالا لكن ممن؟  ..عندما رأت إسم خليل على شاشة الهاتف أغلقت الهاتف واستئنفت حديثها قائلة " أظن أنك فهمت المقصود من هذه الأية يا جورج" هز رأسه قائلا في دهشة مما سمعه  " نعم ..نعم" سألته " هل يوجد شيء لم تفهمه ؟ " أجابها " نعم ..لكن سأتركها للمرة المقبلة بعدما أتمم قرأته " وقفت قبل أن قالت " أمل أن يجد الإسلام طريقا لقلبك يا جورج  ..اهتمامك هذا يفرحني كثيرا " تلعثم محركا خصلات شعره قبل أن يقول " أنا أقرأه من باب الفضول والانفتاح لا أكثر " ابتسمت قائلة "وذلك جيد أيضا .. إن احتجت شيئا وأردت معرفة المزيد من المعلومات عن ديننا لا تترد في سؤالي .. إلى اللقاء " وذهبت قبل أن يجيبها ..جلس ممسكا الكتاب بين يديه وسأل نفسه " لماذا تهتم بهذا الدين يا جورج لماذا؟؟!" ....
بدأت الشمس تغيب ...أوقفت سيارة أجرة متجهتا نحو منزلها ...فتحت الباب بالمفتاح، وجدت خليل يشاهد التلفاز لم يلتفت لها ..اتجهت نحو السلم لتصعد وتتوضأ لصلاة المغرب .. تأكد خليل أنها صعدت وأخرج هاتفه من جيب سرواله ركب رقم معينا وانتظر لحظات حتى أتى صوت والده من الهاتف " السلام عليكم " أجابه خليل بدون مقدمات يبدوا أنهم تكلمو سابقا قبل مجيء مريم "  وعليكم السلام.. أبي لقد عادت مريم وصعدت إلى غرفتها.." أجابه أباه " حسنا ..مرر الهاتف لها وعد لمكانك " أجابه خليل بفرح " حسنا... حالا" ترك الخط مفتوحا وصعد يجري إلى غرفة مريم طرق يسألها الإستئذان أجابته دون أن تفتح الباب " ماذا هناك؟" أجابها " أبي يريد محادثتك" فتحت الباب لم تخلع ثيابها " لماذا لم يتصل في هاتفي ؟" أجابها بحركة من فمه تعني لا أدري ..أخذت الهاتف وقالت "أهلا يا أبي كيف حالك " أتى صوت أبيها "الحمد لله ..ابتعدي عن خليل بعد نتكلم " أغلقت الباب وتركت خليل يبحلق في الفراغ .." خير يا أبي ؟" أجابها أباها بحزم " تكلمي !!" أجابته " أنا أتكلم يا أبي " أجابها وقد ارتفع صوته قليلا " تكلمي ماذا يحدث هناك وما هذا الخصام ؟" أجابته مريم " لا شيء مهم ..لقد نطق ببعض الكلمات بلا معنى ... وأنا أعاقبه " عاتبها قائلا " تعاقيبنه بقطع حديثك معه ؟ لم تجدي طريقة غير هذه يا مريم ؟" أجابته  "يا أبي.." قاطعها قائلا بحزم " اصمتي .. وبخيه، اقطعي عنه مصروفه ، أي شيء غير أن تقطعي حديثك معه ...إن لم تتحدثي معه أنت من سيتحدث معه يا ابنتي ...انتم في غربة هناك ليس له أحد سواك وأنت كذلك .... " أجابته " حسنا يا أبي " أجابها " بنت !!! لا تماشيني في الكلام ...لقد وبخته هو أيضا ..وأنت أيضا لا تتحكمي فيه أكثر من هذا.. وتأكدي أن وقت وفاتنا أمر محسوم لن نغيره إن لم نتعارك مع أحدهم أو لم نأكل الشيبس..لا بأس بالقليل من الشيبس ..فأنا أيضا أكلها خلسة من أمك " ضحكت قبل تقول " أبي !! الملح ليس جيد لصحتك " أجابها مغيرا الموضوع " نحن لسنا في موضوعي الأن ... نادي أخاك وشغلي مكبر الصوت ..هيا " فتحت الباب ..ابتسم لها ابتسامة بلهاء قالت دون أن تبادله إياها " أبي يريدك أجابها بصوت مرتفع كي يسمعه أباه " أسمعك يا أبي !" قال الأب بحزم موجها كلامه لهما معا " اسمعو ..إن تكرر هذا الأمر مرة ثانية لا تلمنني عن ما سأفعله ... ما هذه الأفعال الصبيانية ؟ هل أرسلت أطفالا إلى هناك ؟؟؟! أقسمت بالله إن تكرر هذا الأمر سأتي إليكما وأصفع كل واحد منكما صفعة لن تقويا بعدها على النهووض .." لم يقويا على إجابته بسبب كتمانهم للضحك ...أتى صوته من الهاتف مرتفعا "مفهوووم " أجابوه بنفس اللحظة "مفهوم يا أبي " لم يجبهم، فقط أغلق الخط ...وانفجروا ضاحكين ...مرت لحظات لا يسمع سوى صوت قهقهاتهم، فهم لم يعتدوا من أبيهم هذا الكلام و لا يحسن تقمص دور الأب الصارم ..دائما ما كان حليما معهم ... " لماذا قلتها له ..هل تحب أن توبخ ؟" قالتها مريم ، أجابها خليل متأسفا " أكيد لا ..قلتها له لكي يصالحني معك يا أختي ..." اقترب نحوها ممسكا رأسها ليقبله " وأقبل رأسك أيضا ..فقط لكي تسامحينني " ابتسمت وقالت " لا عليك ..أنا أفعل ذلك بقصد حمايتك .." أجابها ضاما إياها " نعم أعلم ذلك يا عزيزتي "

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن