#أخي

3.1K 152 1
                                    

أكل واحدة ، وهم بأخذ فطيرة أخرى لكن مريم منعته وقالت بلهجة أمرة "هذه للعشاء يا عزيزي ...وقبل ذلك يجب عليك غسل هذه الأواني التي ترى  أولا ثم تراجع دروسك قليلا ،بعدها نصلي وأخيرا نتعشى ..مفهوم!؟" نظر لها بضيق ونطق "مفهوم" أجابته باستفزاز "حسنا..لأذهب وأستريح قليلا " ذهبت وبيديها صحن الفطائر وهي تضحك تاركة إياه ينظف المطبخ ...
في مكان أخر بإنجلترا يقف خليل أمام منزل، يتضح من خارجه أنه قديم شيئا ما .. ظل لحظات يتأمله وهو يفكر هل يدخل أم يعود من حيث أتى هل قطعت هذه الطريق كلها لتقف هكذا هكذا قال في نفسه ..لم يشعر بنفسه إلا وهو يطرق بابه ...بعد لحظات يخرج رجل غزا الشيب شعره ..تفحص ملامحه وفجأة علا السرور ملامحه ..." جورج !.. " تلعثم قبل أن يجيبه "أهلا يا أبي كيف حالك؟ " أجاب أباه وهو يحضنه بشدة " بخير يا بني وأنت ؟ ..هيا بنا إلى  الداخل ستفرح أمك عند رؤيتك كثيرا " دخل دون أن ينطق بكلمة ..وكأنه أول مرة يزور هذا المنزل بدى غريب له ..أخرجه صوت والدته وهي قادمة والدموع بعينيها " صغيري ..لقد اشتقت لك كثيرا " عانقته بشدة ، نظر لها السيد ويل و قال متأثرا "لقد مرت سنتين عن أخر زيارة لك يا جورج ..ماذا يشغلك عنا يا بني ؟" لم يجد ما يقوله فهو بنفسه لا يعلم ما سبب هذا الجفاء اتجاه والديه  ثم فجأة تذكر أخيه الأصغر منه واحتقن وجهه بالدماء " لا يهم ..المهم أنه أتى الأن " قالتها السيدة إزابيل وهي تلمس وجه جورج بحنان ... "هيا يا بني إذهب واغتسل حتما ستكون تعب من السفر " قالها السيد ويل ، ابتسم له جورج بود  وقال " حسنا .." قالت السيدة إزابيل بعد أن أزاحت يديها عن وجهه "ستجد غرفتك كما تركتها أخر مرة " جميع أماكن هذا البيت لها ذكريات حتى صرير الدرج الذي يصعد عليه  الأن يحيي بداخله ذكريات لا يريد تذكرها ...وقف أمام غرفته  متأملا بابها ،ابتسم ابتسامة جانبية وهو ينظر لتلك اللافتة المعلقة على الباب "لا تزعجوا المهندس" فتح الباب ، فعلا لم يتغير شيء بها ظلت مثلما تركها أخر مرة الشيء الذي ينقص وجوده هو أخي .. تنهد بحزن متذكرا أخاه الأصغر... لو لا تهوره ما كانت ستحصل تلك الحادثة ....  °°°حصل خصام قوي بينه وبين أبيه خرج جورج  مسرعا وغاضبا من المنزل إلتقى بأخيه "أخي انظر ماذا رسمت .." أجابه جورج بصوت مرتفع وهو يصيح به "دعني وشأني!!!" ابتعد عنه لكنه لحق به وهو يحاول أن يريه ورقة رسمه لم يوقفه سوى صوت ارتطام شخص ما مع سيارة  قادمة بسرعة مفرطة..التفت وهو يتمنى في قرارة نفسه أن لا يكون الشخص الذي صدمته السيارة هو أخاه ..لكنه للأسف لم يكن سواه ..والدماء تحيط به ويصدر منه صوت خرخرة ..

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن