#حب

4.5K 185 2
                                    

بعد أن نظفت ما فعله خليل بالمطبخ والفرن .. أعدت العشاء وجلسوا  حول المائدة لتناوله   " همممم ألذ معكرونة أكلتها في حياتي" قالها خليل وفمه ممتلئ ضحكت مريم و أجابته   " الأن أصبح ألذ أكل ؟ ألم تقول أنني لا أجيد طبخ سوى البيض؟ " بلع ما بفمه وأجابها " لقد كنت أمزح يا أختي..." قاطعته قائلة " ومرة أخرى لا تفكر أن تطبخ ياخليل كنت على وشك حرق المنزل بما فيه" ضحك وقال   " لا تُذَكِريني " بعد أن أتموا الأكل صعد كل منهم إلى غرفته، خليل ليراجع دروسه ومريم لتراجع ملف أحضرته معها من الشركة ما إن جلست على سريرها حتى رن هاتفها  من يتصل بها ؟ إنها والدتها، فتحت الاتصال وظهرت  السيدة خديجة وبجانبها زوجها السيد محمد  "السلام عليكم يا ابنتي كيف حالك ؟ هل أنت بخير أ وأخاك ؟" قالها السيد محمد ذو السبعين سنة، الأبيض يغزو شعر رأسه ، يرتدي نظارات طبية أجابته مريم   "بخير يا أبي وأنت هل ذهبت  إلى الطبيب ؟" أجابتها السيدة خديجة مقاطعة زوجها  "لم يذهب ... ولا يتبع الحمية التي أعطاها له الطبيب .. دائما ضغطه مرتفع بسبب الملح الذي يرشه على أكله خفية عني" نظر لها زوجها قائلا " ومن أين لي بالملح يا عجوز ..هل تركت ملح بالمنزل لأرشه ؟" أجابته السيدة خديجة   " اتظنني غبية ؟ الملح الذي تخبئه بدرج مكتبك ها ؟ هل نسيته؟  وكم مرة قلت لك أنا لست عجوز يا عجوز !!!...لم أتعدى سن الأربعين بعد  " هنا ضحكت مريم بصوت عال ولم تقاطعهم فقد إشتاقت لكلامهم وخصامهم معا   " يا عجوز أنا زوجك .. أكذبي على شخص لا يعرف حقيقتك يا عجـــــوز " أجابته السيدة خديجة بغضب   " غبي .. أين كانت عيني عندما وافقت الزواج به ياربي .. الصبر يارب الصبر " أجابها السيد محمد " أشكري ربك لأنني تزوجت بك وإلا بقيت عانسة يا عجوز " هنا دخل خليل وسمع ما قاله أباه جلس بجانب أخته واضعا يده على كتفها  ضاما إياها وقال " لن أسمح لك أن تقول هكذا لأمي يا أبي ...فأمي جميلة الجميلات "  تهللت وجهوهم بالفرح لرؤية ابنهم الصغير  " صغيري كيف حالك اشتقنا لك كثيرا " أجابهم خليل " وأنا أيضا يا حبيبتي اشتقت لكم كثيرا .. لما لا تأتوا بزيارتنا في شهر رمضان ؟"  أجابه أباه   " لا يا بني ... الأفضل أن تأتوا أنتم إلينا" سأله خليل " لكن لماذا ؟" أجابته السيدة خديجة  "لأنه جبان يخاف ركوب الطيارة" أجابها زوجها " طيارة ماذا يا عجوز .. أتظنني مثلك؟"    قالت السيدة خديجة " ولماذ تتهرب من السفر هيا أجب !؟" قال السيد محمد بجدية "لأنني أريد الموت ببلدي"  هنا خرجت من صمتها مريم قائلة " أطال الله بعمرك يا أبي ...كما تريد فلنقم نحن بزيارتكم في عيد الأضحى ..جيد هكذا يا أمي ؟!"  ابتسمت والدتها ثم قالت "جيد ..جيد يا ابنتي سأنتظركم بفارغ الصبر .. لقد نسيت لماذا اتصلت .. ها تذكرت ... لقد تعبت من أبيكم لم أحضر الملح للمنزل و اضطررت لعدم أكل الملح لأجله ..لكنه يأكله خفية عني وهذا ليس جيدا لصحته ..رجاءا تكلمي معه " نظرت مريم لأبيها وقالت " أبي ..." قبل أن تكمل جملتها قاطعها السيد محمد "حسنا حسنا.. عجوز شمطاء، جميع متع الحياة منعتني منها ، سكر حلويات، مربى،  لم يبقى سوى الملح ها قد منعته أيضا" أجابه خليل ضاحكا   " ليس هنالك عجوز سواك .. أمي لا زالت صغيرة وجميلة مثل المسك"

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن