مسلمة في لندن

جنة|نار

في كل مرة تشرح فيها مريم أية من أيات القرءان يعجب  جورج أكثر بالإسلام ويقتنع أن هذا الكلام لا يمكن أن يكون قائله غير الله ... بعد أن أنهت شرح الأية أجابها قائلا " حقا هذا رائع ..شكرا لك يا مريم " أجابته قائلة "ليس هناك داع للشكر ..بالعكس فأنا أخذ ثوابا لشرحي هذا هل تعلم أن لكل حرف من القرءان قرأته تأخذ عشر حسنات ؟ " تعجب مما قالته وقال" حقا ؟!" أجابته مبتسمة " نعم ..تخيل معي كم من حسنة سأخذ معك في هذا الشرح الممتع " تردد قبل أن يقول " وهل أنا أيضا لي عشر حسنات لكل حرف "  أجابته متأسفة " لا ليس لك شيء من الحسنات .." صمتت لحظة ثم أكملت " بل مصيركم يوم القيامة النار " رفع حاجبه مندهشا ثم سألها " لماذا يا ماري؟ ..نحن نؤمن بالله ونؤمن بيسوع ..لماذا محكوم علينا بالنار وأنتم بالجنة ، أي عدالة هذه هذا لا يعقل أبدا " أجابته " اسمع يا جورج أنا لا أقول لك هذا بنية إخافتك بل بالعكس لتنويرك ، أولا ليس كل مسلم سيذهب للجنة مباشرة ،هذا مفهوم خاطئ ، الدنيا عبارة عن امتحان ما نحن إلا عابري سبيل فيها عندما نموت سنذهب لمكان إسمه البرزخ نبقى فيه إلى أن تقوم القيامة ويحاسب كل شخص عن فعله إن نجح سيدخل الجنة وإن رسب فمصيره النار ،أما بالنسبة للذين لم يسمعوا أبدا بالإسلام وماتوا غير مسلمين فالله يمتحنهم يوم القيامة و يرى ما يستحقون، وبالنسبة لغير المسلمين من النصارى واليهود الذين سمعوا بالإسلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم ولم يسلموا فمصيرهم النار لقوله تعالى {
وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} أجابها " لكنني أؤمن بالله وبيسوع " قاطعته قائلة " وتؤمن بروح القدس وتقول أن يسوع إله وأن الرب إله وروح القدس إله وهذا يعد شركا ...من يعلم لو أنهم لم يحرفو الدين قد أدخلهم الله الجنة " أجابها بضيق "حسنا .. اقتنعت " ضحكت وقالت " جيد .." نظرت لساعتها اليدوية وأكملت قائلة "لقد حان وقت رحيلي لقد تأخرت " نهضت ونهض وهو يقول " دعيني أوصلك " أجابته " لا تتعب نفسك ..سأخذ سيارة أجرة " أجابها وهم متجهين نحو باب المطعم  " حقا ما الذي يمنعك من شراء سيارة ..نفس الراتب نتقاضاه جميعا ؟" أجابته وهي تضحك " أخاف سياقتها " تساءل قائلا "حقا ؟" أجابته "للأسف نعم " أوقفها قائلا " دعيني أعلمك ..ألم تقولي يجب محاربة خوفك بفعل ما تخاف منه ؟" أجابته وهي توقف سيارة أجرة " نعم لكن الأمر مختلف بالنسبة لي "