بعد أن أغلقت الهاتف انتابها ندم شديد لتكلمها معه بتلك الطريقة القاسية ....زفرت واستلقت فوق سريرها لتنام قائلة لا " أحد يستحق لتعكري صفوك لأجله يا مريم .. ثم ما دخله في سفري!! " .. نفضت أفكارها وأخذت الهاتف مرة أخرى تتصفح حسابها في برامج التواصل ..
بعد نوبة الغضب التي انتابته استحم وخرج في عجلة من أمره متجها نحو أحد الملاهي ... هكذا يفرغ غضبه بين النساء والخمور ..
حل صباح جديد، أشرقت شمس لندن توحي بيوم جميل لمريم وخلي فبعد عدة ساعات ستطأ قدمهم بلدهم المغرب فقد مر وقت طويل عن اخر زيارة لهم ..
وسط مطار لندن الكبير تجري مريم وراء خليل الذي بدوره يركض وهو يجر حقائبهم ..يبدو أنهم تأخروا عن طائرتهم "أنت السبب في هذا يا خليل لم يبقى سوى خمس دقائق وتقلع الطائرة " قالتها مريم وهي لا زالت تركض وقد احمرت وجنتاها أجابها خليل بانفعال " نعم أنا الذي تأخرت في جلي الصحون وترتيب الغرف ..أرجوك تمشي وانت صامتة يا مريم " توقفوا عند مراقب جواز السفر و لحسن حظهم كان متساعدا كثيرا وطلب من سائق الطائرة أن يتمهل قليلا قبل أن يقلع ..
مرت ساعات وها هي طائرتهم تحط على أرضية المغرب وبالضيط في مطار الحسيمة .. " ألم تلاحظ شيئا يا خليل ؟" قالتها مريم وهي تبتعد عن الطائرة متوجهة للخروج ، التفت إليها قائلا "ماذا ؟" أجابته قبل أن تستنشق كمية كبيرة من الهواء "الهواء هنا مختلف عن لندن بكثير ..سبحان الله " عانقها خليل مجيبا إياها "فعلا هناك فرق شاسع ... مهما ابتعدت وسافرت لن تجد مثل بلدك الأم حتى وإن كانت ظالمة أحيانا " ....
وجدو والديهم بانتظارهم ..كان لقاءا مليئا بالدموع والأحضان والقبل ..نعم إنها دموع الفرح، بعد ذلك توجهوا لبيتهم .. قال السيد محمد وهو يفتح باب المنزل بفرح عارم" مرحبا بكم في بيتكم يا أبنائي ..البيت امتلأ نورا بوجودكم .. أجابه خليل " هذا نورك يا أبي " ...
قالت والدتهم وهي تخلع جلبابها .."استرحوا قليلا ريتما أحضر لكم كأس شاي ليذهب عنكم ذلك الصداع" .. ابتسمت لها مريم بود و ظلت تتأملها حتى اختفت داخل المطبخ .."هذه المرأة لها فضل كبير لما وصلت إليه" هكذا قالت مريم قبل أن يخرجها أبيها من تفكيرها ..بنيتي إذهبي وغيري ملابسك واستحمي لكي يذهب عنك عياء السفر ريتما تنتهي والدتك من تحضير الشاي " أجابه خليل بنبرة طفولية وهو يعاتبه "على أساس أنا بتت معكم البارح لم أكن مسافرا " ضحك السيد محمد وحضنه بيده وقال "شقي ألم تتغير ؟" ...
اجتمعوا حول صينية الشاي في جو أسري لطالما افتقدوه وخصوصا مريم ..
بعد الغذاء توجه خليل لغرفته ليستلقي قليلا نزلت مريم إلى الطابق الأرضي مرت على والدتها فوجدتها منشغلة في المطبخ ترجلت حيت يوجد مكتب أبيها طرقت الباب وأتى صوته يأذن لها بالدخول ..أطلت برأسها وقالت "أيمكنني محادثتك يا أبي ؟" ترك ما بيده وقال "طبعا يا عزيزتي " جلست أمامه فركت يديها بتوتر قبل أن تقول " هل بإمكاني زيارتهم ؟" اندهش لكنه أخفى ذلك " أليس الوقت مبكرا قليلا .. " قاطعته قائلة وهي تحاول كبح دموعها "لقد اشتقت إليهم " مرر أصابعه تحت عينيها " حسنا حسنا ... جهزي نفسك و أيقظي أخاك أيضا ليذهب معا ..."
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟