لم يستوعب جورج ما دار حوله قبل لحظات، عندما دخل مراد كانوا يتحدثون باللغة العربية لم يفهم من كلامهم سوى *يمّا و بَابَا بترقيق الباء *وتعني أبي وأمي ..كيف يناديهم بأمي وأبي؟ لكن مريم قالت ابن عمي ! تراكمت تساؤلات كثيرة بذهنه لم يجد إجابة لها .. تصافح مع مراد وهو بعرف بنفسه "أنا جورج متشرف بمعرفتك " أجابه مراد "لي الشرف أيضا " ... قال الاب وهو يعود لمكانه المخصص في طاولة الطعام هيا يا اولاد تفضلو ... حللت سهلا بني " قبل ان يجيبه مراد سُمع صوت أذان المغرب "الله أكبر الله اكبر " .. ظلوا يتحدثون أثناء طعامهم ... هناك أمر ما ليس على ما يرام شيء ما يزعج مريم هكذا قال جورج في نفسه ..استنتج أن هذا الشخص هو ابن السيد محمد الذي بدوره والد مريم لكن كيف يكون والداها بنفس الوقت ؟ شي محير قرر ان يسأل عن هذا حين تسنح له الفرصة ..
انتهوا من طعامهم وصلوا صلاة المغرب جماعة التي كان ينقصها جورج ومراد هذين الاخيرين لم يشاركا كلاما قط سوى ذلك التعارف الأول .. أفرغت مريم المائدة هي وخليل وتركتهم وبقيت في المطبخ تنظف الصحون مع والدتها، هذه الأخيرة كانت تعد العشاء قطع صمتهم خليل حين وقف أمم باب المطبخ "أبي يقول لكم أعدوا بعض القهوة ..لن نذهب للصلاة التراويح في المسجد سنكتفي بصلاتها بالمنزل هذا اليوم " أجابته مريم وهي منشغلة بما تفعل "قم بإعدادها أنت يا خليل فأنت ترى أيدينا مشغولة " أجابها وهو يتحرك نحوها "حسنا ..أين هو السكر و القهوة والة القهوة والماء و ...." قاطعته مريم "إذهب إذهب سأعدها بنفسي أهون لي بكثيييير " ضحك وقبل وجنتيها ثم ذهب منتصرا مبتسما ...
"لقد قلتها لمريم ستعدها وتحضرها يا أبي " قالها خليل وجلس بجانب جورج بينما أباه ظل يمعن النظر به ثم حول بصره للضيف وقال "لاشك أنك تتسائل كيف لخليل ومريم أن ينادياني بأبي ومراد كذلك بينما مريم قدمته لك بصفة ابن عمها " ابتسم جورج بإحراج لم ينتظر ان يسأله هذا السؤال " في الحقيقة أجل لقد تسائلت بخصوص هذا " أجابه السيد محمد "أمر مأكد أي شخص بمكانك سوف يتسائل ..طيب الامر وما فيه أن مريم وخليل أبناء أخي وكفلتهم بعد وفاة والديهم ..وربيتهم منذ أن كانوا أطفالا لهذا اعتادوا على منادتي أنا وزوجتي بأبي وأمي " بدت علامات الدهشة والصدمة على ملامح جورج ، تلعثم روجوده م حينما لاحظ الدموع تكاد تنهمر من أعين خليل وضع يده فوق كتف خليل وقال "أنا أسف لو كنت ذكرتكم بهم حقا اسف " أجابه "لا عليك، لم انساهم قط " اومأ جورج رأسه بأسى وأسف قبل ان تدخل مريم وبيديها أكواب القهوة ..لمحها مراد ونهض اتجاهها "ها قد وصلت القهوة ومن يد ابنة عمي الجميلة " رمقته مريم بنظرة مشمئزة قبل أن يمسها طرف يده وتوقع القهوة ويدوي صوت كسر الزجاج المتناثر .."مهلا إحذري الزجاج يا ابنتي !" انحنى خليل على ركبتيه يجمع الشظايا من على الأرض وهو يقول مازحا "من البداية كنت اعلم أنني لن أشرب هذه القهوة ..لكنكِ أصريتِ أن تحضريها بنفسك هه" انتبه جورج للمسة مراد لمريم وتأكد انه يزعجها وجوده "مريم أنتِ بخير ؟" نظرت بعينين تكاد تبرق من الدمع "بخير ..الحمد لله " ثم اخذت تجمع ما تكسر مع أخيها وخرجت من الغرفة وهي تقول " لحظة وسأجلب واحدة أخرى " ..لم تظهر على وجه مراد أي ملامح ..بل كان جامد الملامح وكأنه معتاد على هكذا أمر عكس جورج تماما ظل يقول بنفسه هناك أمر ما حتما هناك أمر ما كسر صمتهم خليل كالعادة موجها كلامه لابن عمه "هل جئتَ لزيارة طويلة ام انك ستعود بسرعة ؟" وضع يده فوق كتفه معانقا إياه قبل أن يجيبه وهو ينظر لجورج " كنت أنوي العودة بسرعة لكن الأن أظن أنني سأمكث معكم قليلا لقد اشتقت لكم كثيرا منذ مدة لم نجتمع هكذا أليس كذلك يا أبي ؟ " اجابه السيد محمد " البيت بيتك بني لو كان الامر بيدي لما تركتكم ليوم واحد بعيدين عني " هذه هي الحياة يا ابي .." قاطعه جورج قائلا قبل ان يقف " سأترككم الان علي الذهاب " أجابه السيد محمد "مهلا ..اجلس قليلا لم يمر الكثير على قدومك " أجابه جورج "اعذرني سأتي مرة اخرى قبل ان أعود للندن هذا مأكد اعدك" توجهو نحو الباب " أهلا بك في أي وقت لقد أصبحت من اهل المنزل "
....
"من هذا ؟" سأل مراد .. أجابه خليل " زميل مريم بالعمل وصديقها أيضا " أجابه "همم منذ متى وهي تصادق ذكورا ؟ أمر غريب حقا " تسائل خليل " وما الغريب بالأمر ؟" .. "تقول صديقها وأنا أعرف ابنة عمي لا تصادق ذكورا بل حتى الإناث أيضا .. أم أن لندن غيرت منها " أجابه خليل وصوته قد ملأته بعض الحدة " كما قلتَ أن تعرف ابنة عمك جيدا وتعرف أيضا كم هي عاقلة وتنتبه لتصرفاتها سواءا من غريب أو قريب " اجابه مراد " هذا أمر لا شك به "
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟