مرت نصف ساعة عن إدخالهم الكيك للفرن .. رائحته الشهية ملأت المطبخ بأكمله ..سأل خليل مريم وهو ينظر للكيك من زجاج الفرن "حان وقت إخراجه صحيح ؟ " أومأت برأسها نعم وهمت بإخراجه لكن خليل أوقفها قائلا " انتظري دعيني أخرجه أنا ..أنا من أعده أنا من سيخرجه لكي لا تقولي لهم أنت من طهوته أنا أعرفك جيدا " نظرت له بضيق وتراجعت للوراء دون أن تقول شيئا ...انتظرت أن يريها إياه لكنه لم يفعل ظل صامتا "ماذا هناك ... صمتك هذا لا يبشر بخير دعني أرى هيا " ما إن رأته حتى وضعت يدها على فمها محاولة كتم ضحكتها قبل أن تقول " ما هذا ؟" كيف حدث ذلك لقد أعددتها معك بنفسي " أجابها بحزن "لا أعرف لقد فعلت ما أمليته علي " أجابته " مستحيل ..هل أضفت شيئا عندما نادتني أمي ؟" حرك رأسه نافيا "لا لم أضف شيئا سوى القليل من الزيت ... لا يمكن للزيت أن يفسدها هكذا " أجابته " من قال لك أنه لن يفعل شيئا ..أنظر ماذا فعل!! " سمع السيد محمد صوتهم المرتفع فأتى مسرعا مرر بصره بين مريم المنزعجة وخليل الحزين والكيك الفاسد وانفجر ضاحكا هو ومريم ... لم يستحمل صوت ضحكاتهم ..خرج غاضبا متجها لغرفته وهو يقول بغضب "لا أريد أن أرى أحدا إلى أن تأذن المغرب " .....
لم تبقى سوى نصف ساعة عن أذان المغرب الجميع مجتمعين حول مائدة الطعام بما فيهم جورج المنبهر من جمال تلك المائدة و المأكولات التي عليها ...ساد صمت قصير كسره خليل قائلا "هل تعلم يا جورج أننا لا نأكل هذا كل يوم ؟ " سأله جورج "كيف لا تأكلون ؟" قاطعت مريم خليل قائلة " أراد أن يقول أن هذا الأكل على شرف حضورك " ابتسم لها جورج .. قائلا "شكرا لكم " قبل أن تجيب مريم قاطعها خليل قائلا " هل تعرف ما اسم هذه ؟" مشيرا لصحن الشوربة "(الحريرة المغربية ) أجابه جورج " تبدو كالشوربة ..أليست شوربة ؟!" أجابه خليل "نعم تشببها قليلا لكننا نسميها الحريرة " حاول جورج قول اسمها لكنه لم يفلح في ذلك.. استمرو في تبادل أطراف الحديث إلى أن أذن المؤذن لصلاة المغرب ..كسر كل واحد منهم صيامه بتمرة.. واتجهوا نحو السجاجيد الملقاة في طرف الصالة تحت أنظار جورج، قبل أن يقيم السيد محمد الصلاة التفت إليه وقال " إذا أردت فلتبدأ الأكل لا داعي لانتظارنا ..سوف نصلي ونأتي حالا" ...قال جملته وأقام الصلاة بزوجته ومريم اللاواتي كن وراء خليل الذي بدوره كان وراء أبيه .... ركوع وسجود وتكبير كل هذا تحت أنظار جورج المعجبة بهذا الدين ...أنهوا صلاتهم وعادوا لمائدة الطعام "لم تبدأ بعد ؟" قالها السيد محمد وهو يجلس مكانه أجابه جورج بابتسامة "ليس من أداب الطعام أن أبدأ قبلكم " أجابه السيد محمد وهو يمد يده لصحن الفطائر " أحسنت يا بني " ...بدأو الأكل دون أن يزيد أحد على كلام السيد محمد ..مرت دقيقة ثم قالت زوجته السيدة فاطمة "كيف وجدت أكلي يا جورج؟ " همس له خليل بصوت شبه مسموع "إياك أن تقول شيئا سوى جيدا حفاظا على حياتك طبعا " ضحك جورج قبل أن يقول "حقا أنه رائع وشهي خصوصا تلك الفطائر ..لم أذق مثلها حقا " أجابته بحب " شهية طيبة ...كنت سأعد لك أشياءا أخرى لكن م..." قبل أن تكمل جملتها قاطعتها مريم قائلة "لكن خليل أفسد الكيك الذي حضره " أجاب جورج بامتعاض "أنت من أفسده ...ألست أنت من أعطاني المقادير ووجهني ؟" أجابته "لطني لم أقل لك أضف تلك الكمية من الزيت دعك من هذه التبريرات الواهية " قبل أن يجيب خليل قاطعه السيد محمد قائلا " أظن أننا على مائدة الطعام " كان جورج يسمع لنقاشهم ويتأملهم ...للحظة تتذكر أخيه الأصغر لو عاش لكان مثل خليل ...لم يشعر بعبرة قفزت من عينيه شاقة طريقها نحو شفتيه ..لم يرمقها أحد سوى مريم ..التقت ... بادلها ابتسامة محاولا أن يخفي حزنه عنها ...
أراؤكم تهمني 😍
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟