السحور

2.5K 153 7
                                    

نهض السيد محمد من مكانه واتجه للحمام ليتوضئ بعد أن سمع أذان العشاء وترك مريم وزوجته يفرغن المائدة من الأطباق في حين  كان خليل يتناقش مع جورج  عن فريقهما الكروي المفضل وعن أخر مباراة له .. بعدما أنهى وضوءه خرجوا جميعا من دون مريم ووالدتها للمسجد الذي كان لا يبعد كثيرا عن المنزل .." بينما هم يتمشون قال خليل لجورج " هل تعلم يا جورج مجرد المشي نحو المسجد تأجر عليه هذا من دون  أن ينقص من أجر صلاتك شيء ؟" أجابه جورج " حقا ؟" أجابه خليل "نعم أرأيت كم هو كريم معنا ربنا ؟" ابتسم له جورج قائلا " نعم هو كذلك " دخلوا المسجد وتؤكوه عند الباب ينتظرهم بدأ المصلين يلجون المسجد إلى أن امتلأ وبدأو يصطفون أمام المسجد تحت أنظار جورج المعجبة صفوف مستوية لا تحتاج لمنظم ...أقيمت الصلاة ، وكلما قال الإمام الله أكبر يهتز معها قلب جورج بالرغم أنه لا   يفهم اللغة العربية سوى كلمة الله  .. لم يسبق له أن رأى منظرا كهذا منظرا تقشعر له الأبدان  .. انتهت الصلاة وانتشروا المصلين نحو ديارهم وخرج معهم خليل وأبيه " لقد أرهقناك يا بني  بانتظارنا " قالها السيد محمد ووهو يعدل حذائه " لا بالعكس لقد استمتعت كثيرا " ربت على كتفه وهو يقول "هيا بنا ..أم خليل ستكون أعدت لنا عشاءا لذيذا سنكرم بفضلك ههه" بعد أن تعشوا طلب السيد محمد من خليل أن يذهب ليريه الغرفة التي سينام بها " .. " يبدوا من خلال كلامه شخصا لطيفا وكذلك متعطش لمعرفة الكثير عن الإسلام " أومأت مريم رأسها بالإيجاب دون أن تنطق بكلمة.. نهض من مكانه موجها كلامه لمريم  " حسنا يا ابنتي لقد تعبت اليوم سأذهب لأنام لكي أستطيع القيام للسحور هيا تصبحون على خير " .....
استلقى على سرير الغرفة وبدأ يفكر في يومه وعن ما أقدم عنه ..لم يكن يتخيل أنه سيبيت يوما في بيت أهله مسلمين أو أنه سيذهب لكي يرى أناس يصلون ابتسم وقال بصوت منخفض لكنه أمر يستحق التجربة غير ملابسه وذهب في نوم عميق بسبب تعبه ...مرت ساعات وقبل أن يأذن للفجر بساعة استيقظ السيد محمد هو وزوجته ذهبت للمطبخ كي تعد وجبة السحور وذهب هو ليوقظ أبنائه مر على غرفة خليل فهو يعلم أن نومه ثقيل طرق الباب وناد باسمه " خليل هيا استيقظ يا بني ..لن أعود لإيقاظك ..وإن عدت سأصحب معي دلوا من الماء أسمعت؟!" أجابه خليل بصوت نائم "سمعت سمعت " تركه وذهب لغرفة مريم وجد مصباح غرفتها مضاءا يبدو أنها استيقظت طرق الباب يستأذنها الدخول فتحت الباب بوجه مبتسم " هل استيقظت يا بنيتي ؟ " أجابته بنفس الابتسامة "نعم منذ مدة ..ماذا سنفعل هل سنوقظ جورج ام نتركه نائم " برأي أن نتركه نائم لا داع لأن يستيقظ فهو لن يصوم غدا وأساسا ليس بمسلم لا داع لإزعاجه " أجابته مريم "حسنا يا أبي " .. التفوا حول مائدة الطعام وشرعوا في الأكل  "هل تأكل وانت نائم" أجابها خليل وهو لا يزال مغمض العينين " أنا مستيقظ " وعوض أن يذهب باللقمة لفمه ذهب بها لأذنه ضحكت مريم من منظره في حين هزه أبيه من كتفه ليستيقظ ..وفجأة وقف أمامهم جورج وقال ممازحا إياهم " أهكذا تفعلون مع ضيوفكم ...تنومنهم وبعدها تأكلون خلسة ؟" ضحك السيد محمد وقال " لا لا ليس كذلك ..لم نشأ إزعاجك ..لقد إستيقظنا لكي نتسحر فغدا رمضان كما تعلم .."

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن