أنهوا الصلاة ..وذهبت مريم لتسخين الشربة لوجبة العشاء مع الفطائر التي أعدت .. وبينما هي منهمكة في المطبخ تذكرت رحلة أخيها ..نظرت له فوجدته يشاهد التلفاز ..يبدو أن هناك مباراة لفريقه المفضل.. "هل قمت بتوضيب حقيبتك يا خليل ؟" قالتها مريم، أجابها دون أن ينظر لها "لا لم أفعل بعد " أجابته " وماذا تنتظر؟" أجابها " لا يزال هناك وقت لذلك يا مريم " هزت كتفيها قائلة " تحمل مسؤوليتك .." أجابها " حسنا سأفعل ذلك ..أصمتي إذا إنك تشوشين علي مشاهدة المباراة " هددته قائلة "إن لم تصمت أنت ..سأقفل ذلك التلفاز الذي يشغلك عني " اختار أن لا يجيبها... أنهت تحضير المائدة مع وقت انتهاء المباراة مباشرة .. .. بعد عشائهم صعدوا معا لغرفة خليل " هل أنا طفل صغير كي تحضّري معي حقيبتي يا مريم ؟ " أجابته وهي تدفعه أمامها ليدخل للغرفة "نعم أنت كذلك يا عزيزي ..مهما كبرت ستظل صغيرا بعيني" أجابها ممازحا إياها " يا إلهي لقد تأثرت سأبكي، للأسف لا يوجد موسيقى شاعرية لهذا الكلام المؤثر " أجابته بعد أن جرت كرسي مكتبه وجلست عليه " اجمع الأغراض التي ستحتاج لها هيا .. هاه لا تنسى فرشاة أسنانك " أخذ حقيبته وبدأ يضب بها ما سيحتاج له من ثيابه تحت أوامر مريم ..أحيانا يختنق من شعوره باهتمامها الزائد ..تعامله معاملة الطفل لكنه يبرر ذلك بسبب حبها له ..وهو أيضا يحبها أخته الوحيدة ..لولاها ما كان أكمل دراسته بلندن .. أنهى جمع أغراضه ووضع حقيبته جانب الباب وتمدد على سريره تحت أنظار مريم .. انتظر أن تذهب لتنام لكنها لم تفعل ماذا تريد بعد الحقيبة وجهزتها ماذا يوجد أيضا ؟ هكذا قال في نفسه متأففا ضحكت من منظره فهو يتذمر مثل الأطفال ثم قالت " انتبه لنفسك جيدا .. لا تذهب لأي مكان في الغابة وحدك .. لا تحتك مع أحد ولا تناقش أحدا يا خليل ..وحبذا لا تناقش معهم أمور الدين وبالضبط في الغابة ..قد يقتلوك أو يفعلو لك شيئا كل شيء وارد هناك" نظر لها بنفاذ صبر قائلا " إذا انتهيت موشحك أخرجي رجاءا أريد أن أنام " أجابته معاتبة إياه "كيف؟ ألم تسمع ما قلته ..ألم يعد لكلامي قيمة عندك يا خليل ؟" أجابها بضيق " كم مرة قلت لك أنني لم أعد ذلك الطفل الصغير يا مريم !! لقد كبرت كبرت !! إنك تضايقنني هكذا ، إفعل هذا ولا تفعل هذا .. لن تأكل هذا ... لن تذهب إلى هنا ..لقد تعبت من هذا الإهتمام المفرط ..أنا لست إبنك لكي تفعلي معي هكذا وتتحكمي في تصرفاتي..حتى وإن كنت إبنك لا يجب عليك معاملتي هكذا !! كفاك عقدا لقد أصبحت مريضة !!! " قال كلامه وخرج أمام أنظار مريم المصدومة موصدا باب الغرفة بقوة .. ذهبت لغرفتها تحت تأثير الصدمة ..لم يسبق لخليل أن رفع صوته عليها لطالما احترمها ..بدأ صدى كلامته يعاد بأذنيها كفاك عقدا لقد أصبحت مريضة.. لقد أصبحت مريضة ..
أنت تقرأ
مسلمة في لندن
Adventureشاب بطباع حادة وشبه مستهتر ... مسيحي الديانة ..بعد أن عاش حياته بين الخمور والبنات يلتقي بفتاة مسلمة عربية .. هل سيتأثر بها ويدخل الإسلام أم لا ؟