أنا أسف

2.9K 154 1
                                    

نزل غاضبا للطابق الأرضي ..لم يعد المنزل يسعه من كثرة الاختناق ..فقرر الخروج بشوارع لندن ..بالرغم من أن مريم تمنعه من ذلك وخصوصا في وقت متأخر كهذا ..لكن أخر شيء يفكر به الأن هو أن يتبع أوامرها ..سمعت صوت باب المنزل يقفل مصدرا صوتا قويا.. فانفجرت باكية ..ظلت كذلك لحظات لم يخرجها من بكائها سوى صوت الهاتف يرن ..إنه رقم والدها ..ترددت بالإجابة إن لم تجبه سيفزع ...مسحت عينيها بكفيها .. وفتحت الخط " مريم ابنتي كيف حالك ؟ أين كنت لقد اتصلت كثيرا ولم تجيبني " تلعثمت قبل أن تقول " لقد كنت في غرفة خليل أجهز معه حقيبته ..سيسافر برحلة نظمتها جامعته .. أنا بخير يا أبي وأنتم كيف حالكم ؟" أجابها "أنا بخير الحمد لله ... و والدتك كذلك .." سألته " أين هي لا أراها جانبك ؟" أجابها قائلا " إنها نائمة ..عند تستيقظ سأجعلها تتصل بك " أجابته " حسنا اعتني بنفسك وبأمي ..سأتركك الأن لقد تأخر الوقت عندنا " أجابها  " حسنا ..اعتني بنفسك وبأخيك .. رضي الله عنكما " أجابته ب آمين وأقفلت الهاتف ...تنهدت قائلة إنني أعتني به يا أبي هو الذي لا يعتني بي .. وضعت هاتفها جانبها فوق الأبجورة  وتمددت ..تنتظر أن يدخل خليل  فتطمئن عليه وتنام .. ابتعد قليلا على البيت متجها نحو جسر بالمدينة هو ليس غاضبا من مريم بل غاضبا من نفسه لقوله تلك الكلمات لها ..  يقابل حنانها اتجاهه بقسوته .. تمكن منه الغضب لدرجة بدأ يكلم نفسه " يا غبي هي لا تريد سوى مصلحتك وهكذا تجازيها .. غبي!! ماذا ستفعل الأن هاه ؟ ستذهب وستعتذر وعطهي ستقبل اعتذارك ..في أحلامك ستفعل ذلك ..
مرت ساعة وساعتين لكنه لم يعود للمنزل بدأ القلق ينتابها نهضت من مكانها وفتحت الستائر وجلست تراقب الطريق  ..مرت دقائق  وظهر لها عائدا نحو البيت تمددت ثانية  مرت لحظات فسمعت الباب يفتح بالمفتاح تطمئن قلبها وهمت بالنوم ..فجأة طرق باب غرفتها مستأذنا الدخول لكنها لم تأذن له ..انتظر لحظات وفتح الباب ..هو يعرف أنها ليست نائمة بل متأكد .. نطق معتذرا " أنا أسف " لم تجبه فقال مرة أخرى " أنا لم أعني ذلك الكلام .. حقا أنا أسف يا مريم ..أرجوك أجيبني يا أختي " إغرورقت عينيها بالدموع حاولت جاهدة كبحها.. ونجحت في ذلك .. زفر بحزن لطالما كانت سببا في سعادتي أما أنا لا أفعل شيئا سوى إحزانها .. هكذا قال في نفسه وهو متجها لغرفته ...بعد خروجه تنفست الصعداء ونزلت عبرة  دافئة من عينيها متوقفة عند شفتيها ..

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن