#صلاة الفجر

3.5K 162 0
                                    

أعاد الاتصال بها لكنها لم تجيبه ..رمى هاتفه بقوة على الأرض ولكم الكنبة التي يجلس عليه ..لم يسبق لفتاة ما أن تصرفت معه مثل مريم .. من تحسب نفسها ؟ أصلا لماذا اتصل بها ؟ هكذا سأل نفسه .. نفض أفكاره واتجه نحو الحمام ..بعد دقائق خمس خرج وشعره نصف مبلول ..ارتدى ملابسه أخذ هاتفه من على الأرض ..لم يحدث له شيء بفضل سطح الأرض الخشبي ركب رقم عليه وانتظر أن يجيبه ...أتى صوت شابة من وسط ضجيج بالكاد سمعها تقول " ألو ..جورج كيف حالك ؟" أجابها "بخير ..أين أنت ؟" أجابته " في مكاننا المعتاد " أخذ مفاتحه واتجه نحو باب الشقة قائلا "حسنا ..لا تتحركي من هناك أنا قادم " أخذ سيارته واتجه نحو ملهى ليلي مشهور بلندن، دخل وسط صوت الأغاني الصاخبة والأضواء الكثيرة يبحث بعينيه عن صديقته وأخيرا وجدها جلس جانبها وطلب من النادل أن يسكب له من مشروب معين تمشى النادل نحوه وهو يعرج برجله ..سكب له ما أراد .....
الساعة تقارب الخامسة إلا ربع دوى صوت المنبه معلنا وقت صلاة الفجر .. حركت مريم يديها اتجاهها لتطفئه من دون أن ترفع رأسها لكن للأسف أوقعته زفرت وجلست على سريرها تقول أذكار الإستيقاظ " الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور ..." تمشت نحو الحمام نصف عينيها مغمض لتتوضأ فتحته .. وفجأة صرخ في وجهها خليل ... " لااااا " صرخت أيضا وهي لا تزال مغمضة العينين " أ ااااا " أقفلت الباب بقوة وقالت " غبي وستظل غبي ..كم مرة قلت لك اقفل الباب ورائك " فتح الباب وهو يمسح وجهه ويديه قائلا " وكم مرة قلت لك أطرقي أولا بعدها أدخلي ..!" لم تجبه ..دخلت وتركته واقفا .."غبية " قالها واتجه نحو الاسفل حيث المكان المخصص للصلاة، صلى ركعتي السنة وانتظرها لصليا جماعة صلاة الصبح ، نزلت بثياب الصلاة صلت ركعتا الفجر ..الفتت حيث يجلس أخيها لتقول له أقم الصلاة وكانت المفاجأة ...لقد نام خليل لم تصدق عينيها يا إلهي ما هذا الكائن العجيب للتو كان مستيقظا قالت بصوت مرتفع " خليييييل ..استيقظ هيا ..." بعد أن حركته بيديها مرارا ..وأخيرا أفاق .." جدد وضوئك يا هذا ..اسرع هيا !!" قالتها مريم ...نظر لها وقال " مهلا مهلا .. أنا ذاهب " جلست وأخذت تذكر أذكار الصباح مرت دقائق وعاد متوضأً ..وقف اتجاه القبلة وهي ورائه أقام الصلاة مرتلا بصوت تقشعر له الأبدان .. بعدما أن أتموا الصلاة عاد خليل لغرفته ليكمل نومه ..وذهبت مريم لتحضر الإفطار وتجهز نفسها للذهاب للعمل ...ارتدت ثيابها المحتشمة مرت على خليل أوقظته ليذهب للجامعة ونزلت لتضع طرحتها وتخرج، وضعت حقيبتها وهاتفها على طاولة أمام المرآة التي بجانب الباب ..وأخذت تعدل من حجابها فجأة رن هاتفها نظرت له فإذ بجورج يتصل ..بدت عليها علامات التعجب.. وجهت نظرها نحو ساعة الحائط ..إنها السابعة صباحا ..ماذا يريد في هذا الوقت ؟ هل كان يحلم بي ؟ دون أن تجيبه وضعته بحقيبتها وأخذت كيسها المعتاد وقالت بصوت مرتفع " عد باكرا يا هذا !!" أغلقت الباب ورائها واتجهت نحو محطة الحافلة ..

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن