رمضان

2.4K 145 5
                                    

مرر عينيه وسط الناس التي تنتظر أهلها عند الاستقبال لم يجد أحدا ينتظره فقرر أن يذهب لمقهى المطار حتى تأتي مريم لإستقباله فقد وعدتته بذلك عبر الهاتف ...
"ساعة لكي تغير ملابسك ..تذكر هذا جيدا لا تغضب عندما أفعل مثلك " قالتها مريم بغضب وهي تتمشى جانب خليل بسرعة ..نظر لها بلا مبالاة ولم ينطق بكلمة حفاظا على سلامته طبعا .. استقلوا سيارة أجرة واتجهو نحو المطار كسر الصمت خليل قائلا "  لو تعلمتي السياقة كنا سنأخذ سيارة أبي ولن نتعب في إيجاد سيارات الأجرة هكذا " نظر له السائق من مرآة السيارة وكأنما يقول له إذا لم تصمت سوف تجد نفسك خارج هذه السيارة التي لم تعجبك ..ابتسم له ببلاهة وكأنما يجيبه أنه يمزح فقط .. مرات دقائق ترجلوا من السيارة تركت مريم خليل يعطي للسائق أجرته وتمشت مسرعة نحو باب المطار تبعها يجري مستوقفا إياها "مهلا اتصلي به أولا لنعرف أين هو بالضبط فالمطار كبير سنجده بصعوبة هذا إن وجدناه " دون أن تجيبه أخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية واتصلت به على الواتساپ مرت ثواني وأتى صوته متعبا قليلا " ألو ماري " أجابته " السلام عليكم أنا أسفة عن تأخيري ..أنا عند باب المطار أين أنت ؟" أجابها قائلا " لا تتعبي نفسك سأخرج عندك الأن " أغلقت الهاتف وقالت لأخيها أنه سيخرج هو عندهم انتظروا عدة دقائق وكان أمامه صافح خليل بيده وأومأ لمريم من بعيد "حسنا  يا جورج هذا أخي الصغير  خليل .." قالت مريم موجهة كلامها لجورج الذي ابتسم بدوره لخليل وهو يقول " لي الشرف بمعرفتك " أجابه خليل " وأنا أيضا ..هيا  بنا يبدو على محياك أنك متعب " استوقفوا سيارة أجرة لتقلهم للبيت.. كسرت مريم الصمت قائلة " كيف كانت رحلتك جورج ؟" أجابها بابتسامة باردة "  كانت جيدة " لم يعجبها رده فالتفت لخليل وقالت بالعربية " هل منزعج أم خيل لي ؟" أجابها " بلى هو كذلك " سألته "وما العمل ؟" أجابها باستهزاء " دعيني أصل وسأرقص له لكي يضحك " كتمت ضحكتها دون أن تجيبه ....وصلوا للمنزل فوجدو السيد محمد جالس على كرسي أمام الباب بانتظارهم صافح جورج بلطف ودخلوا جميعا " مريم فلتقولي له أنني لا أجيد اللغة الإنجليزية لكنني أتقن اللغة الفرنسية إن كان هو كذلك فلنتكلم بها  هكذا سيكون أفضل  " قالها السيد محمد لمريم التي بدورها ترجمتها لجورج ومن حسن حظهم أنه كان يتقن اللغة الفرنسية فأصبحوا يتواصلون بها جميعا ..اكتست مدينة الحسيمة بسواد الليل القاتم كانت لا تزال المائدة مكسوة بالأطباق الشهية التي أعدتها والدة مريم على شرف جورج  نظر خليل لساعته اليدوية وقال " أذان العشاء على وشك الإقتراب يا أبي لم تبقى سوى دقائق خمس " أجابه والده وهو يعدل من جلسته " نعم نعم لكن ماذا سنفعل مع جورج لن نتركه لوحده بالمنزل " قال جورج بارتباك شديد "  شكرا جزيلا على استقبالكم هذا"  والتفت لأم مريم وأكمل " وخصوصا أنت سا سيدتي  على هذا الأكل الطيب..سأترككم الأن " وهم بالوقوف ..استوقفه السيد محمد قائلا " إلى أين يا بني .. سنكون فرحين باستضافتك الليلة  " أجابه جورج بود "لا داعي لذلك لقد قمت بحجز فندق قريب لهنا " أجابه السيد محمد مازحا  "دعنا نستضيفك الليلة و لن نمسك بعدها " قبل ان يجيب جورج قالت مريم " حقا سنكون سعداء باستضافتك " قال بعدها خليل " لقد أسأت فهم كلام أبي ..سيؤذن العشاء والمفترض أننا سنذهب للمسجد للصلاة وبعدها سنقيم صلاة التراويح وهذا سيتطلب وقتا طويلا، ولا يصح أن تبقى في المنزل لوحدك مع والدتي ومريم دون محرم " أجابه بعدم فهم "لقد ذكرت عدة كلمات لم أفهمها ..أنا أعرف صلاة العشاء، هي وقت من أوقات صلواتكم صحيح ؟! لكن ما هي هذه التراويح ؟" أجابته مريم مفسرة له  "صلاة التراويح و  تُعرف أيضاً بصلاة القيام هي صلاة نافلة أي ليست مفروضة و تقام جماعة في ليالي شهر رمضان المبارك على إختلاف في عدد ركعاتها ،
و " التراويح " من الراحة ، لأن المصلي يستريح بعد كل أربع ركعات "  أجابها  " نعم فهمت لكن هل اليوم رمضان لكنكم لم تصومون "  أجابه خليل " لا ليس اليوم بل غدا رمضان وصلاة الروايح تبتدأ من هذه الليلة " أجابه بإيماء من رأسه " اممم فهمت " سأله السيد محمد إذا هل ستذهب معنا للمسجد لكن دون الدخول إليه ستنتظرنا عند الباب ومنها تنظر للمصلين وهم يصلون فأحيانا لا يسعهم المسجد  سيعجبك منظرهم وقد يحبب لك هذا الإسلام أكثر أم تذهب لمقهى ما وتنتظرنا هناك وبعدها نعود معا وتبيت عندنا "  أجابه "حسنا ..فنفعل ذلك سأذهب معكم "

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن