في بقعة أخرى

2.5K 152 4
                                    

ساد صمت طويل ممل أثناء رجوعهم للبيت،  لم يشأ أحد أن يكسره أو لم يستطع كل هائم في ذكرياته ..في بقعة أخرى بعيدا عن مدينة الحسيمة وبالضبط بلندن في بيت جورج، يجلس أمام حاسوبه متعطش للبحث أكثر عن الإسلام .. فبعد أخر نقاش له مع مريم لم يشأ ان يستمر في سؤالها عن شيء فهو أيضا له كرامة .. وبينما هو منشغل رن هاتفه معلنا اتصالا من مريم .. لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يجيبها ، " ألو " أتى صوت مريم "السلام  جورج امم كيف حالك ؟" أجابها باقتضاب "بخير وانت ؟" أجابته "الحمد لله ..صراحة أنا أسفة عن أخر اتصال لنا لم أكن لبقة معك ..." ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه لم يكن ينتظر اعتذارها لطالما كانت قاسية معه أجابها " لا عليك ..ماذا عن أحوالك وأحوال عائلتك ؟" أجابته قائلة " الحمد لله الكل بخير ..اتصلت بك لكي اقترح عليك أمرا قد يجدي نفعا بخصوص بحثك عن الإسلام" سألها باهتمام "ما هو هذا الاقتراح ؟" ترددت قبل أن تجيبه " ما رأيك أن تأتي عندنا للمغرب .. أظن أنك ستجد كل الإجابات عن تساؤلاتك  " فرح وصدم كثيرا لاقتراحها  أجابها بصوت يعلوه الفرح " حسنا ..سأرى مع جاك ليوافق على إجازتي وأتي في أقرب وقت  " .... ودعته وأخذت تقضم أظافرها بتوتر ..لماذا دعته ليأتي وماذا ستقول لأبيها وأمها ..لم تجدي طريقة أخرى سوى هذه لتعتذري منه ..هكذا وبخت نفسها ..زفرت بضيق ونزلت عند والدتها لتساعدها قليلا وقبل ذلك مرت على غرفة خليل، طرقت وطلت برأسها بابتسامة،  لكن سرعان ما اختفت بسبب ارتباك خليل و كأنما يخبئ عنها شيء ما .."ولد ..ماذا تفعل لوحدك تعال لنجلس قليلا " مرر أصابعه بين خصلات شعره بتوتر قبل أن يجيبها "لا أذهبي أنت أريد الجلوس وحدي قليلا " تمشت نحوه وهي تقول "ماذا؟ هل أتينا هنا لكي تجلس لوحدك ؟ ..هيا انهض   لقد وضعت نفسي في مشكلة كبيرة " عدل من جلسته وسألها  باهتمام مزيف "ماذا فعلت ..هل قتلت أحد ما ؟ أمم أرجح أن ندفنه في حديقة البيت " ضحكت  بصوت وقالت " في الواقع لم أقتل أحد بعد  لكنني سأفعلها حالا إذا لم تصمت " وضع يده فوق فمه بخوف مصطنع ..ابتسمت ونهضت تجره ورائها وتنزل به الدرج للأسفل تحت تساؤلاته ..وقفت أمام مكتب أبيها مسحت وجهها قبل أن تتنفس الصعداء تحت أنظار خليل أذن لهم السيد محمد بالدخول بعد أن طرقت مريم الباب طلت برأسها كالعادة وقالت " هل يمكننا الحديث قليلا يا أبي ؟" وضع نظارته فوق المكتب وهو يجيبها "تعالوا ..ماذا هناك ماذا فعلتم ؟" أجابه خليل وهو يجلس " في الواقع يا أبي  لم أمن أريد أن يصلك هذا الأمر لكنها أصرت أن تدخلك فيه .. سأله السيد محمد باهتمام " خير ..ماذا هناك "  همت بالإجابة لكن خليل قاطعها ..غمز لأبيه وهو يقول " لقد قتلت شخص ما وتريد أن تدفنه في حديقة المنزل " أجابه والده وهو يضحك " لا ياشيخ !  ضحكت مريم وهي تصرخ بأخيها  "هيه أنت كفاك مزاحا ..دعنا نتكلم بجدية قليلا " ابتسم وقال " حسنا أسمعك ماذا هناك ..؟" مررت بصرها بينهما وقالت " في الواقع هناك شخص ما ..لقد كلمتك عنه يا خليل أتذكر ؟ .. يعمل معي بنفس الشركة ومهتم كثيرا بتعاليم الإسلام ..بين الوقت والأخر يسألني وأجيبه بما أعلمه ..و .. لقد دعوته أن يأتي للمغرب  لكي يتسنى له البحث أكثر "

مسلمة في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن