الفصل الثانى

6.9K 133 4
                                    

الفصل الثانى
هل مضت ساعه ام دهر باكمله حينما دخل الى المنزل و ملامح الانزعاج و الضيق ترتسم على وجهه ليسألها ما ان  دخل
عرفتى حاجه عن مازن  او هو اتصل ؟ لتجيبه بانهيار
انت بتسألنى يا  ادهم  لو كنت عرفت حاجه او حتى هو كلمنا  كنت اتصلت بِيك علطول
يعنى ايه هو مَش عيل صغيرعشان هيتوه او يختفى كده طيب انتوا سألتوا اصحابه و زملائه كلهم انا عارف انكم اتصلتم بيهم بس يمكن مع حد ثانى  و الوقت سرقهم  لترد لارا و عينيها تلمع من الدموع 
احنا مسبناش مكان الا لما دورنا فيه و سالنا عنه يا بابا ماما هاتجنن و  بقالها ساعتين على التليفون 
انا خايفه يكون لأقدر الله جراله حاجه
انا مَش ساكت يا سما دا ابنى و بعت ناس تسال فى كل  المستشفيات  و بعدين انا مَش فاهم هو ازاى يخرج من غير ما يبلغك هو رايح  فين او يستأذن  هو مَش المفروض انك تعرفى يا ست هانم و الا انا غلطان؟
صدمت للحظه من اُسلوب حديثه وهجومه عليها ثم استوعبت الامر و قدرت الموقف و ما هم فيه لتجيب  بالم
مازن  بقاله فتره بيتعامل معايا  بتحفظ و انا قلت انها مرحله المراهقه و هاتعدى  هو بقى فى الفتره الاخيره  بيخرجً و بيتكلم كثير فى التليفون و بيقفل باب الاوضه عليه   و مَش بيتكلم معايا و لما حاولت أعاتبه كان بيرد عليا انه مَش طفل صغير عشان اسئله  و اتحكم فيه و انى مَش   لتعض على شفتيها بقوه و كانها لا ترغب فى إكمال الكلام او اخباره
مَش ايه يا سما اتكلمى 
كان بيقول انى مَش  امه و مَش من حقى انى اسئله   الاسئله دى كلها او  أحاسبه
و كل ده و انتى طبعا ساكته و مَش بتكلمى و بتخبى عليا  و انا مَش دريان بحاجه و فاكر ان كل حاجه تمام و الامور ماشيه
ادهم انا مكنتش عايزه ازيد التوتر ما بينا او اضايقه من ناحيتى و كنت بقول انها مرحله وهاتعدى و  باكتفى انى اطمن عليه من بعيد لبعيد و  ان معاه التليفون لو أتأخر باكلمه او أخلى اخته تكلمه و تنبهه لحد النهارده لما حصل اللى حصل
  و انتى فاكره ان اللى حصل ده شويه يا سما انا مَش فاهم انتى ازاى بتاخدى الامور كده ببساطه
يعنى ايه مَش فاهمه  ؟
مَش فاهمه ايه ان لو مفيش حاجه و هو رجع البيت  يبقى خلاص  مازن معدش بيهتم بحد او يسمع كلامنا  او يهتم بينا  معدش بيستاذن او له كبير  يعنى هو خلاص مَش خايف مننا او حتى مهتم  و لو حصله حاجه لتقاطعه فى ذعر
بعد الشر عنه  ارجوك بلاش تتكلم كده
و متكلمش ليه انتى شايفه ان غيابه ده طبيعى و عادى لو ابنى حصله حاجه هاتكونى انتى السبب و عمرى ما هاسامحك ابدا يا سما لان انتى اللى وصلتينا  المرحله دى نظرت له فى صدمه و الدموع تلمع فى عينيها  من غضبه و اُسلوب حديثه معها و مهاجمته لها و بقسوه لم تعتادها  فلم تتوقع منه ما يفعل ربما كانت تقدر خوفه على طفلهما وغيابه غير المبرر  عنهما  دون سبب و دون ان تعلم مصيره و لكن لما يحملها هى كل الخطا ربما انشغلت عنه قليلا بالحياه و كثره المسئوليات على عاتقها فى الفتره الاخيره البيت و الصغار او ربما لم تقدر خطوره الموقف و سلوك مازن المندفع.
  و لكن ماذا عنه هو انه غير موجود فى حياتها او حياه أولاده و  فى الفتره الاخيره كان يتباعد عنهم باستمرار    و يتحجج بمسئولياته  و  بانشغاله فى العمل حتى ان أولاده جميعا اول من لاحظ ذلك  ان مازن يحتاج الى أب بتلك المرحله يعلمه و يرشده اكثر من وجودها هى فى حياته لترد عليه و هى تحاول التماسك و منع دموعها بصعوبه
- ادهم ان شايف ان الوقت مناسب للحوار ده نطمن الاول على مازن و بعدين نتكلم و نتناقش فى كل اللى انت عاوزه من فضلك كفايه  لتتركهم و تدخل الى غرفتها و تغلق الباب خلفها لتجلس و هى تفرك يديها فى توتر و قلق و تجلس على الفراش و هى تكاد ان تكون منهاره لتسمع صوت ابنها يبكى لتخرج و تتجه الى حجرته لتحتضنه و تهدئه و تطعمه تفعل كل ذلك كاله بلا قلب او روح فقد كان قلبها و فكرها مع ذلك الغائب الذى لم يعود او ياتى احد باى خبر عنه يريح قلبها الملهوف  .
دخل ادهم وقتها الى الغرفه ليجدنى اطعم مالك ليخرج كل غضبها توتره فى و يقول
طبعا حضرتك  قاعده هنا و مشغوله مع ابنك و مَش مهتمه باى حاجه نظرت له كلامه القاسى و أسلوبه الجارح فى الحديث لاخفض راسى فى حزن و انا احاول ان احبس دموعى و ارد بصوت مختنق
  ادهم انا تعبت حرام عليك كفايه اللى انا فيه و ربنا يعلم قلبى بيتقطع على مازن و خوفى عليه اد ايه بس ايه اللى فى ايدى اعمله و بعدين الولد كان بيعيط  و جعان اسيبه يعنى حرام
طيب و الثانى اللى مَش عارفين مكانه و اذا كان حى ولا ميت مَش هامك ولا لانك مَش ... لاقاطعه فى  غضب و الم
اوعى تقولها او تنطقها و الا عمرى ما هاسامحك أبدا انت فاكر ايه انى ممكن استغنى عن حد من  ولادى عشان حد ثانى طيب هو طفل وًمراهق  و انا حاسه بيه و باللى فى قلبه و انا عارفه و متاكده  انه حساس و بيفكر احيانا غلط ودا مَش من دلوقت من زمان و انا و انت عارفين ده كويس و مرينا بيه سوا مع بعض . كان لازم انك تديله  شويه حب و  اهتمام و رعايه و تحسّسه  بأهميته عندك و فى حياتك  لينظر لى فى سخريه من حديثى له  و هو يقول
و دلوقت بقيت انا اللى غلطان و انا اللى أب سىء
انا مَش باعاتب او بحاسب يا ادهم بس بسال انت فين بقالك شهور غايب عننا و عن البيت  مَش فاضى و احنا ولا على بالك مشغول علطول بالمستشفى و العمليات و المؤتمرات  بتيجى ساعه  فى اليوم او اثنين والولاد بيكونوا ناموا و انت كمان تعبان بتيجى تنام و تخرج بعدها و كانك مَش فى البيت اصلا و لا واحد مننا بتابع و تسال من بعيد و خلاص  حتى الولاد لما بيسالوا عنك بأقولهم مشغول مَش  فاضى واطلب منهم يعذروك
كويس و الله يعنى اسيب  شغلى و مشاريعى و مستقبلنا وحياتنا  و اقعد هنا جنبكم معملش حاجه 
انا مقلتش كده يا ادهم بس مستقبلك و حياتك هما انا وولادك مَش اى حاجه ثانيه احنا ثروتك و مكسيك الحقيقى
مَش فاهم انتى عايزانى اعمل ايه يعنى اسيب شغلى ومسؤولياتى و  أفضل هنا فى البيت زى الستات 
ما احنا كنان من ضمن مسئولياتك يا ادهم لا احنا اهم حاجه  فيها يعنى انت لو قعدت مع ابنك و كلمته او اخدت ولادك فى حضنك او قضيت يوم معانا هيبقى صعب و حياتك كلها هاتتعطل
  انا مَش فاضى و لا عندى قدره على الحديث ده دلوقت يا سما  انتى شايفه ان الوقت ده مناسب ابنى مش عارف عنه حاجه و انتى عماله تتكلمى و توضحى و تحاسبى
انا يا ادهم الله يسامحك  ما انا طلبت ده منك من الاول لان كلنا تعبانين و أعصابنا متوتره بس انت كنت مصمم تتكلم و تفتح الموضوع عموما مش وقته الكلام ده هنعمل ايه؟
مَش عارف انا بقول نبلغ البوليس و هو يتصرف
  بس انا عارفه ان لازم يمر اربعه و عشرين ساعه قبل ما نبلغ  هما نفسهم مَش هيهتموا الا كده
انا مَش هاقدر استنى كل  ده يا سما دا ابنى
  انا عأرفه يا ادهم بس دى اجراءات
  انا هاكلم حد من معارف والدى الله يرحمه اكيد لهم معارف و علاقات و ممكن يساعدونا و يهتموا بالموضوع
  طيب اللى تشوفه  صح اعمله المهم اننا نطمن .... وضعت الطفل فى فراشه بعد  ان استغرق فى النوم  و خرجت من الغرفه  لتحاول مع   الاولاد ان يتناولوا بعض الطعام  لكنهم يرفضون طلبها فىًعناد
  لا يا ماما انا ماليش نفس انا هاستنى مازن ونأكل  سوا مع بعض
و انا كمان  لترد ابنتها نور 
يعنى انا اللى هاكل لوحدى انا صحيح جعانه بس ممكن استنى مازن  انا كمان و اكل معاهم لترد هى بحزم و هى تجاهد ان تتمالك أعصابها و لا تسقط دموعها 
محدش هيستنى مازن. هو يمكن يتاخر و حرام انكم تستنوا كل ده
و انتى عرفتى منين  يا ماما هو كلمك لتجيب فى عصبيه و قد فقدت أعصابها
نور كفايه اسئله انا هاحضر لكم اى حاجه خفيفه و ادخلوا بعدها على اوضكم  لو سمحت ليطيعها الاولاد فى صمت و ان كانت اعين حمزه و لارا تفيض بالحزن و العتاب  الصامت دونًكلام لم تتحمل هى كل ذلك  و انهارت هى فى البكاء بعد ان دخل الاولاد الى غرفهم  لم تعد تستطيع التماسك اكثر  من ذلك فهى تفعل ذلك أمامهم فقط و من اجلهم لتجلس على المقعد المواجه للباب و تلتقط له احد الصور التى يبتسم فيها و يبدو سعيدا و هى تشهق بين دموعها و تتذكر أيامهما السعيده معا. ثم تحتضن الصوره و هى تقول بانهيار و دموعها تغرق خديها و تتساقط على الصوره
يا ترى انت فين يا ابنى رحت فين يا مازن ؟  يا رب       
مضت عده ساعات لم تأتى بجديد كان ادهم قد استعان باحد معارف والده القدامى بالشرطة و كذلك بعلاقاته الشخصيه ليمتلىء  المنزل بالعديد من رجال الشرطه و المباحث ليسألوا عن كل التفاصيل و ما دار فى الايام الاخيره و يتم مراقبه الهاتف لاحتمال الخطف او طلب فديه كانت تظل حبيسه غرفتها او غرفه اولادها طوال الوقت و ان كانت انتبهت الى خطأها لتضم حمزه و  لار ا الى مجلسها و أحضانها كانت تشعر بالذنب لغياب اخيهم الأكبر و كالعاده كانت تحمل نفسها كل  ذنوب و هموم العالم .
مضى يومان و لم يحدث جديد و لم يدق الهاتف بخبر عن الفتى  الغائب مما جعل أعصابهم تنهار و تكاد ان تكون على حافه  الهاويه  كانت تجلس فىً غرفتها  كعادتها فى الفتره الاخيره تتنهد و تُمسح دموعها عندما فتح ادهم الباب و طلب منها الحضور لان الظابط يريد مقابلتهما معاً
اتفضلى اقعدى يا مدام لتجلس بلهفه و على وجهها بعض ملامح الأمل
خير يا فندم فيه أخبار جديده عن مازن؟   ليصمت و هو ينظر اليهم معا  لفتره ساد فيها الصمت ثم يقول
بصراحه مفيش جديد و الموضوع ده غريب شويه
  ليه يا فندم؟
احنا فى البدايه كنّا فاكرين ان الموضوع خطف عشان فديه او تجاره أعضاء بس المكالمات  على تليفون  مازن فى الفتره الاخيره بترجح  غير كده و تخلينا نستبعد الاحتمالات دى  لينظر كلاهما الى الاخر فى دهشه  و تسأله هى مندهشه و الصدمه تعلو ملامحها
مَش فاهمه حضرتك تقصد ايه بالضبط يا فندم ممكن توضح؟
هو ايه علاقتك بمازن بالضبط يا مدام لتصمت فى صدمه للحظه ثم تجيب
علاقه عاديه زى اى علاقه ام بابنها يا  فندم  ليرد هو
بس حضرتك  مَش  امه  يا  دكتوره ولا انا غلطان   لتعض على شفتيها بالم و حزن ثم تجيب  بانكسار
يمكن مازن ميكونش ابنى فعلا بس ربنا يعلم ان حبه و غلاوته  فى قلبى اكثر من ولادى الام هى اللى تراعى و تكبر و تربى يا فندم مَش اللى تخلف و  بس
انا فاهم و مقدر يا مدام و مَش باتهم حضرتك باى حاجه  بس كان لازم اعرف المعلومه دى و من البدايه
مَش فاهمه و هاتفرق مع حضرتك فى ايه دى حاجه متهمش  حد غيرنا و بس
لا تفرق يا مدام و تفرق كثير اوى معانا كمان صحه و دقه المعلومات هى اللى بتخلينا نتحرك صح و نستبعد كل المعلومات الغلط  و دلوقت    انا كنت حابب اعرف  كان فيه اى خلافات ما  بينكم فى الفتره الاخيره او مشاكل  لتنظر له ثم تقول
مَش عارفه حضرتك حابب انك  توصل لإيه بالضبط بس هاحاول حضرتك مازن فى مرحله المراهقه يا فندم و طبيعى ان تكون مشاعره و أفكاره كلها متضاربه و أسلوبه حاد شويه بس فى الاول و الاخر انا ام ولازم احبه واحتويه مَش نختلف  باعترف لحضرتك انى يمكن  انا انشغلت عنه فى الفتره الاخيره شويه و مكنتش باتابعه يعنى مع  الحمل و الولاده و التزامات طفل صغير جديد   يمكن دى كانت غلطتى بس انا معتقدش ان الموضوع ممكن يوصل لدرجه خلاف
دا من راى حضرتك انتى يا مدام  لكن احنا لما راجعنا مكالمات مازن ن لقينا انه بيتصل برقم كان بيتكرر  باستمرار فى الفتره الاخيره و بانتظام  و لما كشفنا على الرقم ده تبين ان صاحبته مدام هايدى والدته  لتنظر له فى صدمه و قد عجز عقلها عن استيعاب ما يقول لترد
هايدى طيب  و هى بتتواصل معاه من امتى و ازاى  لتنظر الى ادهم باستفهام لينفى و على وجهه علامات الصدمه معرفته بذلك كله
هايدى ازاى  انا مكنتش اعرف انها بتكلمه او انه بيتواصل معاها اساسا بس هايدى خارج مصر و من فتره طويله يعنى كلامه معاها مَش هايغير او يأثر  فى حاجه خالص
لينظر له الظابط و يجيب
  مدام هايدى متواجدة  فى مصر من حوالى شهرين يا دكتور و الظاهر ان انتم مكنش عندكم اى فكره خالص عن الموضوع ده لينظر  كلاهما الى الاخر بصدمه  و قد عجزا عن الرد ليرد الظابط
انا مَش عارف انتوا متعرفوش المعلومه دى ازاى هى مَش بتتواصل معاكم و تشوف اولادها؟  ليرد ادهم هذه المره بصوت بارد جاف
فيه مشاكل آسريه بينا و بينها من فتره طويله و هى سافرت و سابت الاولاد من فتره طويله جدا  سنين حضرتك و عمرها ما سألتًعليهمًاوًحتى طلبت انها تشوفهم
عشان كده واضح ان اللى كان  بيتواصل معاها هو ابنها بس و من غير ما يبلغكم بحاجه
الظاهر ان فيه حاجات كثير احنا منعرفهاش
فعلا يا فندم احنا لما عرفنا المعلومه دى اعتقدنا ان مازن ممكن يكون معاها او هى لها علاقه باختفاءه  او على الاقل راح لها لكن لما اتقابلنا معاها و اتكلمنا نفت كل ده و بكت و انهارت  و قالت انها مشفتوش ولا مره من ساعه ما جت و انكم يتمنعوا  الاولاد عنها و مش بتسمحوا لهم يزروها ابداً و اتهمت مدام سما و قالت ان سوء المعامله ممكن يعمل اكثر من كده و ممكن يخلى الولد يهرب منكم و او يتخلص حتى من حياته
انا  مَش معقول كفايه بقى حرااام .... كنت ارد صارخه عليه فى غضب و الم  هذه  المره 
ازاى يعنى انا باسىء  معاملته و باذيه دا انا ام و عندى اطفال ازاى اعمل  كده او انها حتى تقوله و حضرتك سمعت لها و صدقتها كمان
  هى بتتهم حضرتك  رسمى و بتقول انك السبب المباشر لضياع الولد او اختفاءه و مش كده و بس  هى كمان  بتقول ان الولد اشتكى لها اكثر من مره و حكى لها كثير  بس هى مقدرتش تعمل حاجه وكانت عارفه ان والده هياخد  من الموضوع موقف سلبى و مش هايصدق اى كلمه  ابنه  يقولها لتبتسم فى مراره  و ترد بسخريه
كمان طيب خلاص انا ام سيئه و متوحشه طيب  بس اهم حاجه الولد هاتوه و بعدين ابقوا اعملوا فيا اللى انتوا عايزينه
يا دكتوره انا ...ليقاطعه  ادهم هذه المره
لحظه يا حضره  الظابط انا مش بدافع عن سما و لا انها محتاجه دفاع بس انا حابب اوضح حاجه مهمه  لحضرتك  هايدى سابت الولاد  و اتنازلت عنهم بعد حادثه إهمال لحمزه ابنى الصغير وصلت للنيابه و لعاههه مستديمه حضرتك و نحمد  ربنا علىً كده  اعتقد الانسانه اللى زى دى و مش بتهتم حتى بأولادها مش مصدر ثقه او هاتقول لحضرتك الصدق ليلتفت هو الى و هو يقول بأسف
انا اسف يا دكتوره انا مقصدتش اضايق او أهين حضرتك انا بأحاول انى اعرض كل الوقائع هنا قدامنا   و نشوف لها حل مع بعض يمكن توصلنا لمكان مازن  لاعود ال مكانى و انا اساله باهتمام
يعنى ممكن  اننا نعرف ابنى فين دلوقت أحمدك يا رب 
لا احنا وصلنا لطريق مسدود عن مكانه  يا مدام بس اللى قدرنا اننا نعرفه انه ممكن يكون  هربان او مختفى باختياره لارد فى عصبيه
يعنى ايه مش فاهمه  ؟
يعنى فيه احتمال انه يكون عايز يبعد عن البيت فى الفتره دى و عشان كده  لاقاطعه فى غضب
تقصد حضرتك انه عايز يبعد عنى  انا الام الشريرة و انى باذيه مش كده و عشان كده هو فضل يهرب ليرد ادهم  و هو ينظر لها بضيق
سما حضره الظابط ميقصدش حاجه او بيتهم حد
لا مش ممكن ابنى مش ممكن يعمل كده انا مش مصدقه
دا احتمال يا مدام ولازم نحطه فى الاعتبار خصوصا ان مفيش اى دليل على الخطف او ان فيه جريمه حصلت
طيب و الحل يعنى ايه اللى هايحصل بعد كده هانسكت و نستنى و احنا منعرفش مصيره ايه
احنا مش ساكتين  و لا قفلنا الموضوع بالعكس يا مدام احنا  بندور فى كل الاحتمالات  بس شويه صبر ووقت لارد و قد سبقتنى دموعى و لم اعد أطيق صبرا لافقد اعصابى و اقول له
انا خلاص معدتش قادره أتحمل او اصبر اكثر من كده ازاى يعنى عايزنى انى  اصبر و استنى و انا مش عارفه ابنى فين و لا حى و لا ميت او ايه جراله  ليرد ادهم فى عمليه و هو يسحبنى من  ذراعى من امام الظابط ليغلق النقاش فيما بيننا
اعتقد ان حضرتك مش محتاج سما  دلوقت يا فندم
لا شكرًا لو احتجت اتكلم معاكم او فيه جديد هابلغك عن اذنكم لاتركهم و انا اتجه الى حجرتى باكيه بينما يصحب ادهم الظابط الى الباب ثم يدخل الى الحجره ليجدنىً منهار ه ابكى على الفراش ليجيبنى فى غضب و هو لا يشفق على حالى او يحس باى تعاطف تجاهى
اعتقد كان ممكن تكلمى الظابط بأسلوب احسن من كده و بلاش الهستريا اللى انتى عملاها دى لانظر له فى صدمه و انهيار
يعنى ايه انت مش شايف كلامه و لا أسلوبه مسمعتش اتهامه ليا و هو بيحاول يلمح  انى ممكن اذى مازن او أضره
الضرر  هنا مش انك تاذيه لكن  انشغالك عنه و إهمالك ليه هو اللى سبب كل اللى حصل و خلاه يعمل اللى عمله ده
يعنى انا اللى غلطانه مصمم نرجع لنفس النقطه و النقاش  طيب و انت يا دكتور ايه دورك طيب انا بيعتبرنى غريبه  عنه طيب و ابوه فين من كل ده
سما انا مش ناقص استفزاز و اعصابى مش مستحمله نقاش اصلا و مش هاعيد في الكلام. 
فعلا عندك حق مالوش مع اصلا طيب انت كنت تعرف ان هايدى رجعت و انه بيكلمها و هى بتتواصل معاه
لا مكنش عندى اى خبر اصلا انها رجعت مصر و بعدين هى ماضى و انتهى و انا مش طايقها و مش عايز اشوفها اصلا كفايه اللى  حصل و اللى لِسَّه بنعانى منه لحد دلوقت لامسك ذراعه و اقول فى رجاء
بس الظابط عنده حق يا ادهم ممكن ى تكون بتكلمه او قالها هو ناوى يعمل ايه
طيب واعرف  ازاى يعنى انتى عايزه منى ايه بالضبط ؟
اتصرف يا ادهم اعمل اى حاجه 
اعمل ايه  يعنى مَش فاهم اروح اترجاها و لا استعطفها
لا بس ممكن تكون هى متكلمتش  مع الظابط لانها خايفه او مش عايزه مشاكل بس هى يمكن تكون عارفه  حاجه و خصوصا  انه كان  بيكلمها علطول فى الفتره الاخيره وبيتواصل  معاها
طيب  و انتى ازاى وصلتى الامور لكده كُنتُى فين و هو بيبعد و يفكر كده
عمرى ما  كنت أتوقع او افكر انه ممكن يحصل كده بس الولد صغير و ممكن يتاثر عليه انا مش هازعل او اضايق المهم انه يكون  بخير و نعرف مكانه ليبتسم هو فى سخريه
و تفتكرى هى حتى لو تعرف هاتقول لك انتى بتحلمى دى لو طالت تولع فيك هاتعملها و بدون تردد ارتبكت من أسلوبه الساخر و مهاجمته لى لارد بصبر
انا مقلتش كده يمكن مننا لا بس لو حد من الولاد كلمها يعنى حمزه  او لارا ممكن قلبها يحن و تطمنه
حمزه هيرفض و انا مش هاقدر اجبره على حاجه زى كده
طيب انا ممكن اتكلم مع لارا و هى تتكلم معاها
مش هاينفع يا سما انتى ناسيه انها عرفت بالموضوع و ان البوليس أتدخل فيه و هى بنفسها قالت لهم انها متعرفش حاجه تفتكرى ممكن تحن لبنتها او تقولها حاجه يعنى لو هى اللى مدبره الموضوع او لها يد فيه مش هاتودى نفسها فى داهيه دى تبقى  غبيه اوى و بعدين لارا متعرفش ان امها هنا و انا حابب انى اخليها بره الموضوع كله  لاجيبه فى أنهيار
يعنى ايه هانفضل ساكتين كده و متعملش حاجه
مفيش فى ايدنا غير اننا نصبر و نستنى زى ما الظابط قال لنا ثم يتركنى و يغلق  لترد بدموع عينيها يارب...

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن