الفصل الثامن

4.2K 118 18
                                    

الفصل الثامن
كانت تقود السياره شارده لتسمع صوت الفرامل و صراخ ابنتها فتضغط هى الاخرى على الفرامل فى اليه لتتوقف السياره  بينما احدهم يؤنبها و يسبها على ما فعلت لتنظر له فى ضيق ثم تعتذر و تدير السياره مره اخرى لتمضى رغم اعتراضه لتنظر الى ابنتها الخائفه و تتنهد شتان بين حالتها الان و حالتها منذ ساعتين مضت ترى أكان وهماً صوره لها  خيالها  ما رأته منذ قليل ام حقيقه اصعب من ان تواجهها اكانت تميل عليه و تحتضنه و تكاد ان تقبله بل قبلته بالفعل ام انها تصورت ذلك هل هذا زوجها  و حبيبها الذى يمكن ان يفعل ام انها تظلمه و لكنها رأت بعينيها هل تسأله عنها او عن ما رأته   و لكن كرامتها ابت ذلك و لكن اين الكرامه فى الحب انها لم ترتح لتلك الفتاه و لا اسلوبها الساخر فى الحديث و لا  اسلوبها الجرىء فى التعامل لقد ذكرتها باخرى ترغب فى نسيانها  و محوها من حياتها و لكن صوره اصغر  اخرى منها  تعود الان امام عينيها  لتعيد الماضى من جديد و بكل قسوه
و لكن لا انها تظلمه فهو زوجها و حبيبها نصفها الاخر و ابواولادها لن تسمح لإوهامها  و مخاوفها ان تدمر حياتها و ماذا تكون الحياه ان لم نثق فى شركاء العمر  و رفقاء الحياه ربما تكون تلك الفتاه وقحه جريئهً و تفرض نفسها على زوجها و لكن ادهم حبيب العمر الأب و الزوج و السند لن يفعل بها هذا لن يكون ابداً نعم فهى واثقه منه كما تثق فى نفسها تماماً  كانت تحدث نفسها و هى تطعم طفلها  بينما تتناول ابنتها الطعام فى شهيه و تسألها
ماما انتى مَش هاتكلى
لا ماليش نفس يا حبيبتى و بعدين انا هاستنى و ابقى اكل بعدين مع بابا
طيب هو  ليه مجاش معانا
كان عنده شغل
بس هو وافق انتى اللى قلتى لا
لانى عارفه انه مشغول و محبتش انى ازعجه و اضايقه و بعدين يلا كملى اكلك و بطلى اسئله احنا لازم نروح احنا اتاخرنا اوى على أخواتك و اكيد حمزه عايز يتغدى عشان باخد الدوا
طيب يا ماما و الآيس كريم
لتقبلها و هى تحاول ان تنفض عنها شكوكها و مخاوفها
- حاضر من عنيا  هاجيبلك و احنا ماشيين  يا شقيه يلا بقى
عادوا  الى المنزل لتجده صامتا لتدخل و تبحث عنهم و تجد حمزه بغرفته جالساً كعادته
- حمزه حبيبى انا  اسفه انى اتاخرت عليك معلش  انا عارفه انك اكيد جعان. دقايق و الاكل بكون جاهز عشان تاخد الدوا
شكرا يا ماما انا مَش جعان دلوقت
معلش كل و  لوًحاجه بسيطه دا انا جايبه لك كل اللى بتحبه ليبتسم لها فى ود و يقول
خلاص عشان خاطرك انتى بس هاكل
امال فين أخواتك؟ 
لسه مرجعوش من بره لتسأله فى قلق
هما خرجوا امتى
بعد ما انتى خرجتى بشويه
طيب هاطلبهم فى التليفون
التليفون مقفول
لترد و هى تضع صينيه الطعام امامه الاثنين  مَش معقول و بعدين انا قلت لاز م يراعوا ده كويس اوى و  خصوصا لارا
ليقول و هو يتناول منها الطعام بشهيه 
معلش يا ماما  المثل بيقول الغايب حجته معاه
ربنا يستر و يرجعوا بالسلامه و على الله مازن يهتم و  ميتاخرش  على اخته
ليدق الجرس لتقوم و  هى تقول الظاهر هما الحمد لله ليدخل  ادهم   لتنظر له بدهشه
ادهم جيت بدرى يعنى و دا  مَش عوايدك لينظر لها متفحصاً ثم يجيب
ابدا حسيت انى كان لازم اخرج معاكم النهارده و أفضل جنبكم انتوا لاول مره تيجوا و تعملوا ليا المفاجآه الحلوه دى و انا كان عندى شغل و للاسف مقدرتش انى اخرج معاكم بس قلت اجى النهارده  بدرى و نقعد كلنا مع بعض سوا نظرت له بدهشه فهو لم يعتد على كل  هذا الاهتمام و لكن ما بها اتعاقبه ان اهتم او لم يهتم  عليها ان تكون اكثر إنصافاً فهو يحاول ربما كان  مشغولاً بالفعل و لكنه شعر بالذنب لاهمالهم و أراد التعويض عنهم و لو قليلاً
طيب و ماله حمزه جوا و الاولاد لِسَّه مرجعوش
طيب انا جعان و ماكلتش حاجه من الصبح شغل شغل لما خلاص لتقول نور و هى تجلس بين احضانه
ماما كمان ماكلتش حاجه خالص على الرغم من انى اتحايلت  عليها تاكل  معايا و قالتلى هتاكل معاك كان خجله من تصريح ابنتها له بذلك لينظر هو لها و هو يبتسم
ماما كده  طول عمرها بتحب بابا و تهتم بيه و مَش بتقدر تعمل حاجه  من غيره مَش كده يا ماما  لتتجاهل كلامه و نظراته و هى تتجه الى المطبخ و تقول
انا هاجهز حاجه سريعه كده انا جبت  اكل معايا بس اعتقد مَش هايكفينا كلنا ليجذبها لتجلس الى جواره  و يقول 
خلاص  متتعبيش نفسك  مَش ضرورى  لتسأله
مَش بتقول جعان
ايوه بس احنا مش هانقضى الوقت كله فى المطبخ  ممكن نطلب دليفرى  كادت  ان ترد عليه لولا ارتفع رنين هاتفه لينظر اليه فى اهتمام ثم يغلقه
خير يا ادهم
ابدا مَش مهم دا مساعد من المساعدين اكيد  هيسال على حاجه هابقى  أكلمه بعدين اما افضى له
زى ما  تحب طيب انا ليرن الهاتف  مره اخرى ثم يعقد هو حاجبيه و ينظر لها
معلش يا سما الظاهر حاجه  مهمه دقيقه ثم يتناول  الهاتف و هو يرد - الو طيب دقيقه واحده ليقوم من مكانه و هو يتجه الى الشرفه و هى تظر له بتساؤل و لكن ربما لم يريد ان يشغل بالها بعمله و ما يواجهه لتتجه الى المطبخ لتعد لهم بعض  الطعامً حتى ينتهى هو من مكالمته جلسوا ليأكلوا ليدخل مازن و لارا ليندهشوا من وجود ابيهم بالمنزل
اقعدوا اتعشوا يا ولاد  اغسلوا ايديكم و انا هاجيب أطباق قالتها سما و هى تبتسم لهم
لا احنا أتعاشينا  خلاص لتنظر لهم فى دهشهً
فين و امتى ؟
ولا حاجه كنّا جعانين و ماكلناش  حاجه طول النهارد فأخذنا كل واحد  ساندوتيش
طيب اقعدوا كملوا أكلكم
لا لوًجعنا  هنبقى ناكل عن اذنكم انا  ورايا مذاكره
و اناًكمان  لينسحب مل منهم الى غرفته وهى  تنظر لهم بدهشه ربما يكون ذلكً من  عاده مازن و  لكن لارا بوجود ابيها كانت ستجلس   معهم  و تمطره بالحديث و الاسئله  و لكن ربما كانت  متعبه من  المذاكره و الدروس ربما تدخل اليها بعد قليل و تطمئن عليها
انتهى العشاء لتدخل بابنتها الى النًوم كان مالك قد نام بالفعل من التعب بعد انا يتحمل و اكل   ثم تدخل الى غرفتها لتغيير ملابسها لتجده جالسا ينتظرها
عارفه انا بقالى اد ايه ماقعدتش  معاكى لوحدنا يااه بقالى كثير  اوى يا سما
انا علطول موجوده انت اللى دايما مشغول يا ادهم
طيب يا ستى ادينى اه قدامك و تحت امرك ليجلس الى جوارها و ينظر اليها و يمد يده ليمسك بشعرها و لتسمع صوت طفلها يبكى فتقول فى انزعاج
مالك صحى و  بيعيط لتقوم  من مكانها و تتجه الى الباب بينما ينظر هو اليها فى ضيق .
مضى بعض الوقت بل  الكثير  من الوقت  لتغير لطفلها وًتطعمه وتهدهده فى تعب  ليعود الى النوم لتعود هى  الى غرفتها وقد تاخر الوقت لتجده على فراشه مستغرقا فى النوم لتبتسم وهى تستلقى  الى جواره  و تغلق عينيها فى تعب  . استيقطت لتجد الفراش خالياً الى جوارها لتقوم من مكانها و تدور فى دوامه للبيت و العمل التى لا تنتهى حتى  انتصف النهار و هى مشغوله بِمَا تفعل ليرن هاتف المنزل
- الو مين معايا
- ازيك يا دكتوره
- يااه ايه المفاجآه الحلوه دى عاش من  سمع صوتك يا ليلى
- انا برضه انتى اللى اختفيتى فجاه و محدش  بيسمع منك حاجه
غصب عنى حبيبتى انتى عارفه  البيت و الولاد و البيبى معلش بقى
فعلا  الله يكون فى العون يا حبيبتى  بس برضهً متبعديش عنا و عن الدنيا كلها كده انتى وحشتينا و حابين اننا نشوفك انا مصدقتش لما جوزى قالى انه قابلة فى المستشفى و اتكلم معاكى  و قالى اكلمك عشان أأكد عليكى
- تاكدى ايه 
- شفتى اديكى نسيتى علطول اه حفله النقابه اللى بعد يومين اكيد الدكتور ادهم قالك بس انا عارفه انك ممكنً تكسلى و انا ما صدقت فرصه و مناسبه حلوه اننا نتقابل ها ايه رايك
كانت فى غايه  الحرج قادهم لم يذكر لها شيئا عن تلك المناسبه بل انه توقف عن طلبه لمرافقتها له منذ زمن طويل لرفضها الدائم و عدم رغبتها ان تترك  طفلها وحده
ايوه بس يمكن ما أقدرش  انتى عارفه ان مالكً صغير و صعب انى ..
و بعدين معاكى بقى   يا سما ما احنا كلنا عندنا اولاد و بعدين دول كلهم  ساعتين اكليه و نيميه و خلى الداده تقعد معاهً
ايوه بس
من غير بس انا هاستناكى بقالنا كثير اوى مشفناش بعض و لا اتكلمنا عشان خاطرى
ان شاء اللهً
ربِنَا يسهل 
طيب هاستناكى و مَش عايزه  اعذار
اغلقت الخط و هى تفكر ثم عادت الى مشاغلها لتجد الاولاد قد عادوا بعد قليل لينفرد كل منهم بحجرته كعادتهم  فى الفتره الاخيره أعدت الغذاء لتطعم اولادها و تهاتف هى زوجها فقد كانت تنتظره كعادتها لتتناول الطعام معه  فقد شعرت انه قد تضايق مما حدث امس و ارادت ان تجلس معه وتتحدث اليها لقد كان كل  منهما مشغولاً عن الاخر فى الفتره الاخيره  و عليها ان تحاول تغيير ذلك الوضع الان . لم يرد عليها فى البدايه رغم انها حاولت كثيرا  و لكنها اعتادت ذلك مع الوقت فربما لديه عمليه او مرور على المرضى و سيخدثها فيما بعد ليمضى الكثير من الوقت و ينقضى اليوم و لا يعود آلا متاخرا ليجدها جالسه تنتظره لماذا لم يطلبها رغم مرور كل هذا للوقت او يرد على مكالمتها  اهو غاضب منها الى ذلك الحد ام ماذا
- مساء الخير
- مساء النور ازيك يا ادهم
- الحمد لله يومك كان ازاى
- الحمد لله عدى على هير ثوانى و هاحضر العشا
لا شكرًا مَش عاوز انا اتعشيت فى الشغل و مَش محتاج حاجه لتنظر له فى حيره و هى تجلس
طيب دا انا كنت مستنياك عشان نتعشى سوا
  و ليه تعذبى نفسك و تستنينى  انتى عارفه  انى ماليش  مواعيد   كلى انتى 
انا حاولت اتصل بِيك كثير بس انت مردتش عليا
اه فعلا كنت عامل التليفون سايلنت و مشفتش المكالمات الا متاخر فقلت اجى علطول عموما حصل خير روحى اتعشى انتى و انا هانام علطول لانى تعبان فعلا و صحيت بدرى تصبحى  على خير  لتجلس على الفراش و هى تنظر له فى حيره و تسأله
ادهم هو انت  متضايق منى ؟
ليعادل و هو ينظر لها
-  انا ابدا من ايه ايه اللى خلاكى تفكرى كده لتقول فى خجل  يعنى عشان كنت  مشغوله عنك فى الفتره الاخيره و اللى حصل  امبارح و
- لا متفكريش  كده يا سما عادى يعنىً بعدين احنا مبقناش  صغيرين عشان نعمل كده نظرت اليه للحظه فى حيره  لا تجد ما تقول ليستلقى بعدها و يعطى لها ظهره استعدادا للنوم
- ادهم
- نعم  يا سما
- انا عارفه انك مرهق و مَش هازعجك اكثر من كده بس  لو ممكن حابه انىُ اتكلم معاك بكره عن موضوع ليستدير و هو يسألها فى اهتمام
موضوع ايه ؟ لتخفض هى راسها  و هى تقول
لا مَش  ضرورى دلوقت يعنى دى حاجه مَش مهمه
اوكى احب اعرف برضه يا سما اتفضلى
يعنى انا بس كنت حابه اكلمك عن الحفله ليعقد حاجبيه و يسألها
حفله حفله ايه مَش فاهم ؟
حقله النقابه اللى بعد يومين انا عارفه انك مقولتش ليا عليها عشان كنت فاكر انى هارفض  اروح معاك كالعاده عشان مالك و الولاد و كده بس انا حابه انى اقولك انى هاتصرف و ادبر امورى و موافقه انى اجى معاك المره دى نظر اليها بصدمه و كانه لا يستوعب ما تقول للحظه ثم سالها
و انتى ايه اللى غير رأيك  المره دى يا سما  و عرفتى ميعاد الحفله منين اصلا
من  الدكتور فؤاد فى المستشفى يوم اما كنت هناك هو بلغنى بالميعاد و انى مدعوه كشريك و زوجه شريك الحقيقه انا كنت ناويه انى اعتذر انت عارف انى مَش بروح  مناسبات عامه فى الفتره الاخيره خالص بس مراته الدكتوره ليلى كلمتنى النهارده و اصرت اننا نتقابل هنا فوافقت بصراحه مكنتش اقدر اكسفها و خصوصا بعد ما كلمتنى بنفسها
طيب و مالك هتعملى فيه ايه ؟
مَش مشكله انا كلمت المربيه وطلبت منها تبات اليوم دا هنا و شددت عليها و كمان لارا هتبقى موجوده
ايوه يا سما بس انتى عارفه  انى مَش باثق انى اسيب ابنى مع  حد غريب و خصوصا بعد اللى حصل قبل كده
ام محمود  معانا بقالها سنين  و كانت دايما بتقعد مع الولاد و مش من دلوقت من إيام المرحومه و انا عارفاها و مأمنه  لها كويس و بعدين   دول كلهم ساعتين يعنى مَش وقت طويل و هو اغلب الوقت هيبقى نايم ثم تبتسم فى رقه و تقول
انت عارف انا بقالى اد ايه مخرجتش معاك لوحدنا ياه و كانه عمر بحاله و بعدين انا وعدت ليلى انى هاكون موجوده  نظر اليها فى ضيق نظره لم تفهمها ثم قال
خلاص زى ما  تحبى جهزى انتى نفسك و لو انها هاتبقى مشكله بالنسبه ليا
ليه مَش فاهمه؟
ابدا اصلى اتفقت مع زميل اننا هانروح سوا  و هاوصله معايا بس مَش هاينفع دلوقت  طالما انتى هاتكونى موجوده   معايا هاحاول انى اعتذر له
لا عادى  و ايه المشكله طيب ما هو ممكن ييجى  معانا يعنى
مَش هاينفع يا سما صدقينى كده مَش هاينفع خالص عموما متشغليش انتى بالك هابقى أكلمه بكره و اعتذر له
طيب لوًكنت هاضيقك او هاعمل ازعاج خلاص انا ممكن انى اقعد المره دى
لا يا سما طالما انك جهزتى نفسك  و مستعده يبقى هاتروحى معايا  يلا تصبحى على خير .
كانت فى غايه السعاده  فهى سوف تخرج من روتينها الممل المفروض عليها منذ مده لم تكن تتذمر من حياتها و لكنها اشتاقت الى التغيير الى تواجدها فى المجتمع الى الحديث الى اصداقائها و محبيها نعم هى تحب اطفالها بل تعشقهم عشقاً و لا تضيق بمطالبهم او التزاماتهم التى تتحملها هى راضيه و لكنها تحتاج ان تعود و لو لساعات او لحظات لتلك الانسانه التى تركتها منذ شهور و ربما سنين لسما الاديبه و الكاتبه و الانسانه  اهى تبالغ فى حديثها للى نفسها و فى سعادتها كانت تحدث نفسها و هى تحاول ان تنتقى لها ثوبا يصلح لتذهب به معه الى الحفله فهى متباعده منذ مده عن الدنيا كلها و لا تعلم ما قد يصلح الان كما و انها لم تكن تخرج او تشترى لنفسها شيئا منذ شهور فكيف بثوب للاحتفال كانت كلما خرجت لتفعل  تنتقى لابنتها او للارا او لطفلها و يمضى الوقت كله و قد نسيت نفسها كالعاده و اكتفت بما لديها و ببعض الملابس المنزليه البسيطه و التى تحتاجها فعلا لكثره الاستخدام نظرت فى حيره الى ما تمتلكه لم يكن بالقليل و لكنه لم يعد يصلح الان اما ان قياسه غير ملائم او لا يناسب المناسبه لترفع سماعه الهاتف فى حيره و هى تطلب المساعده .
ايوه ازيك يا مازن ازيك يا حبيبى و ازى أخواتك
ماما الحمد لله يا حبيبتى ازيك انتى النهارده و ازى صحتك
الحمد لله احسن شويه بس انا زعلانه منكم بقالك يومين مَش بتكلمنى او بتسأل عليا لا انت و لا اختك كده يا ابنى انت مَش عارف انا باشتاق لكم اد ايه
معلش يا ماما غصب عنى كان عندى مشكله كبيره و الله و بابا اخد التليفونات لتسأله فى دهشه و صدمه
ليه يا ابنى هو عرف حاجه او حد بلغه اننا بنتواصل مع بعض
لا يا ماما اصل نتيجه الامتحانات  ظهرت وحضرتك عارفه الفتره اللى فاتت و الظروف و انا مكنتش باحضر الدروس ولا باذاكر ولارا كمان كانت متلخبطه من اللى حصل كله طبعا  بابا عاقبنا و سحب  مننا التليفونات و منعنا من الخروج و خصوصا لما عرف انى مش باروح  الدروس بانتظام 
و هو عرف منين يا مازن
- النتايج بتنزل على الموقع سما عموما بتابع معانا بس للاسف اتبعت لتليفون  ولى  الامر  ورقمه متسجل هناك
- تلاقيها هى اللى بلغته بس انت طيب و مَش عارف هى ممكن تعمل ايه و تتصرف ازاى
- تفتكرى يا ماما
- ايوه يا بنى انت منعرفهاش زى تسالنى انا  ثم تقول بمكر  يا حبيبى يا ابنى تلاقيك انت و اختك شفتوا يومين صعب اوى انا عارفه أبوكم لما يغضب  بيبقى ازاى
- اه يا ماما  بس معلش كله يعون عشانك يا حبيبتى
تسلم ليا يا عمرى ثم تسأله
امال ازاى اخدتك التليفونات ثانى  هو باباكم رفع عنكم العقاب
لا يا ماما بس هما مشغولين النهارده فى الحفله هو و سما و عشان كده سمح لينا ناخد التليفونات عشان يعرفوا يتواصلوا معانا و هما مَش موجودين
حفله حفله ايه
اصل بابا و سما رايحين النهارده حفله أظن خاصه بالنقابه و هى بتستعد لها بقالها يومين
اه قولتلى بقى تلاقيها مَش عارفه تعمل ايه و لا ايه طبعا ما هى خسرانه ايه
مَش فاهم  يا ماما  
ها ولا حاجه طيب اقفل انت دلوقت يا ماز ن و انا هابقى اكلمك بعدين
مَش هتكلمى لارا دا انتى وحشتيها  اوى و حابه انها تسمع صوتك
انا هاكلمك كمان ساعه لان اعتقد انى فيه حد على الباب اقفل و هاكلمكم ثانى براحتى لما هما يخرجوا
- ماشى يا ماما لتغلق الخط فى غضب و غل و هى تمسك برأسها فى الم كانت  تشعر بصداع يمزق راسها الى نصفين و لم تستطع كل المسكنات ان تقضى عليه و ما زاده الان حديثها الى ابنها عن سما  و سعادتها مع زوجها انها اشعر انها تحترق من الغيظ و الغضب لتضغط رقماًو ما ان تستمع  الى محدثتها حتى تصرخ فيها
- انتى فين ومش دريانه بكل اللى بيحصل و لا عارفه و بتخبى عليا ليدور حديث طويل بينهما لايبشر بالخير ولا   يحمل الا كل شر و حقد .
كان يجلس فى شرفه المنزل متململاً ينتظر ان تنتهى من ارتداء ملابسها و قد استغرقت وقتا طويلا اكثر مما تستغرقه عاده حينما تستعد للخروج معه لماذا يشعر بكل هذا الضيق عليه ان يعترف لنفسه انه لم يعد يعتاد مرافقتها و انه يفضّل لو انه اوفى التزامه السابق الذى قام بألغائه لاضطراره للقبول بحضورها  لم يكن  يرغب بالصحبه بل انه لم يفكر فى ان يخبرها او يطلب منها مرافقته  و لكنه شعر بالذنب و الإحراج  حينما  طلبت هى منه و بنفسها ذلك و لكن لماذا ما الذى تبدل ظل حائرا يسال نفسه ولا يجد لسؤاله هذا اجابه
انا جاهزه نظر اليها فى دهشه و ذهول ثم ابتسم راضياً   لقد تبدلت تماما لم تعد هى ربه  المنزل التى ترتدى الملابس القطنية و ترفع شعرها  فى إهمال نعم هى  لا زالت جميله كما كانت منذ سنوات و لكنها اغلب الوقت تخفى هذا الجمال متعلله بالتزامات البيت و مشاكل الاولاد و لكنها اليوم مختلفه بل مبهره لم يكن ثوبها متكلفاً او مكشوفاً و لم يكن مكياجها صارخا بضج بالعديد من الالوان و لكنها متميزه جذابه تحيط بها هاله  من الجمال و الرقى حتى انه اعترف لنفسه انها اليوم جميله و ما ان تراها حتى لا يمكنك ان ترفع عينك عنها .
مالك  بتبص ليا كده ليه؟ سالته فى رقه  مبتسمه
اصلك النهارده مختلفه فيكى حاجه عن كل يوم لتضحك فى براءه
انا زى ما  انا سما و مراتك و حبيبتك بس من غير البيت و الولاد انا النهارده  سما حرم الدكتور ادهم و بس
و دا اللى مخليكى حلوه  اوى كده  النهارده
يمكن  عشان بس  انت النهارده اللى اول  مره تبص ليا من شهور بعين الزوج و الحبيب  خفض عينه حائراً لقد كانت صادقه كيف لروحها الشفافه ان تكشف  ما فى نفسه وافكاره و بكل  ذلك الوضوح ليحاول تجاهل ذلك و ينهض من مكانه مغيراً الموضوع
طيب مَش يلا بينا لحسن احنا اتاخرنا جدا و انتى عارفه انى بأحب احافظ على مواعيدى كانت تهم بالرد عليه حينما رن هاتفه ليلتقطه من جيبه و يعقد حاجبيه للحظه ثم يغلقهً
مردتش ليه؟ سالته مستفهمه
دا زميلى و اكيد  هيسالنى اتاخرت ليه مَش يلا بقى يا سما
طيب يا حبيبى يلا بينا امسك ذراعها ليتحرك باتجاه الباب حينما رن هاتفه لمره ثانيه
طيب رد عليه و قوله اننا فى السكه
لا ماليش مزاج انا هاعمل التليفون سايلنت
زى ما  تحب
ظلا طوال الطريق صامتين تقاطعهما ذبذبات هاتف ادهم الذى كان يدق بإلحاح و هو يتجاهله متعمداً كانت تنظر اليه بدهشه و فضول لماذا لا يرد على صديقه او يجيبه ربما سام منه  و من إلحاحه كما يقول همت بان تسأله مره اخرى حينما قال لها
وصلنا دخلت الى القاعه لتستقبلها ليلى و  باقى أصدقائها  و معارفها بالترحاب و الاهتمام لتنظر لهم مبتسمه  بينما كانت اغلب عيون الكل عليها تلاحظها و تراقب جمالها الهادىء و جاذبيتها الطاغية  ظل كل منهم مع أصدقائهم  لبعض الوقت ليتلاقيا بعد فتره من الحديث و المجاملات
مبسوطه
جدا الحفله حلوه  فعلا و الناس لطيفه جدا و انا بقالى مده محضرتش حفلات اوًمناسبات اجتماعيه لينظر لها نظره طويله حارت  فى تفسيرها
ادهم بتبصى كدا ليه ؟
تعرفى انا مبسوط اوى انك جيتى معايا النهارده نظرت له فى دهشه و رضا
حقيقى يا ادهم طيب انت ليه مَش بتطلب منى انى اكون معاك علطول
طلبت مره و اثنين و بعد كده سكت
خلاص و لا يهمك من هنا و رايح هاكون  معاك و جنبك علطول ان شاء الله
سما انا كاد ان يتم جملته  لولا ان سمع صوتها تحدثه
  دكتور ادهم كانت قد اقتربت منه حتى كادت ان تلتصق به لترفع يدها و تضعها على كتفه فى جرأه و وقاحه لتنظر هى لما  يحدث  فى صدمه كانت ترتدى ثوبا احمر اللون مكشوفا يظهر اكثر مما يخفى من بشرتها ومفاتنها و تضع مكياجها صارخا جريئا بينما تركت شعرها فى حريه  حول وجهها  كانت صوره  مصغره  لأخرى جاهدت سنوات لكى تتناساها
اتاخرت ليه يا دكتور دا انا ايدى وجعتنى من كثر المكالمات لك من الصبح اصلى قلقت عليك اوى  كان ينظر لها فى حرج لا يدرى بما يجيب و أنظاره معلقه بزوجته التى ظلت تراقب ما يحدث بجمود ليمد يده و يزيح يدها فى رقه  ثم يقول يعنى مسلمتيش على سما يا دكتوره شيرين لتنظر له للحظه فى نظره اغراء و مكر لا تخطاها عين أنثى ثم تقول بصوت يقطر ميوعه  و دلالا

- اه اهلًا يا مدام  و انا بقول الحفله منوره كدا ليه
لتمد الاخرى يدها  فى صمت و عيناها تكاد ان تشتعل من تصرفات الاخرى و صمت زوجها المريب لتمد الاخرى يدها و تمسك يده ثم تقول
- كنت عايزاك فى حاجه مهمه اوى يا دكتور عن اذنك يا مدام لتسحبه بعيدا قبل ان تستطيع سما النطق فقد صدمت من وقاحتها و جرأتها معهما فى الحديث  لتستدير و تتجه الى ليلى و هى  تكاد تحترق من شده الغصب و الغيظ و قد فقدت هدؤها و بروده أعصابها لما بحدث و قد ذكرها بما كان و رغبت ان تنساه منذ سنوات مع الفارق الان فهذه  الوقحه ليس لها اى حق ان تفعل ما تفعله الان على الاطلاق
- مالك يا سما انتى زهقتى من الحفله و الا ايه
لتبتسم مجامله لها وتحاول التحكم فى أعصابها
- لا ابدا الحفله ممتازه و اجمل ما فيها انى شفتك حبيبتى
- امال الدكتور ادهم فين و  سابك لوحدك لتجيب و هى تحاول التظاهر بالبرود
- كان هنا من شويه لحد ما ظهرت الدكتوره شيرين و طلبت تكلمه و تسأله عن حاجه ليتغير وجه ليلى و نبره صوتها و هى  تقول بتساؤل شيرين اه
- ليلى هو فيه حاجه  اصلك اتغيرتى لما جبت سيره الدكتوره شيرين قدامك
- لا ابدا يا سما متاخذنيش فى بالك اصلى مَش  باستريح للبنت دى
- بصراحه و لا انا كمان و بعدين هى جريئهً اوى زياده عن اللزوم
- عموما خدى بالك منها  كويس يا سما
- تقصدى ايه يا ليلى مَش فاهمه
لا ابدا ولا حاجه بس انا مَش مبسوطه من ساعه ما اتعينت هنا فى المستشفى و مساعده للدكتور ادهم بالذات  هى من النوع اللى ممكن  يجيب المشاكل و المثل  بيقول ابعد عن الشر صمتت و هى تنظر اليها بصدمه ترى ما الذى تقصده بهذا الحديث  كله هل تريد ان تنبهها الى شىء غاب عنها ام انها  تتحدث بكل براءه و لا تقصد شبئا همت ان تتحدث  لترد الاخرى و كانها قراءه ما يجول فى خاطرها
سما انا مقصدش حاجه وحشه بس كل اللى بقصده ان البنت دى مَش كويسه و طموحه زياده عن اللزوم خدى بالك منها و كويس اوى ثم تقول منهيه الحوار و قد أحست بالحرج
بقولك ابه انا عطشت و جعت ما تبجى نروح نشوف حاجه نشربها سارت وراءها مزعزعه الخاطر و مضطربه مما سمعته للتو حتى ان الاخرى كانت تحدثها و هى شارده عنها لا تجيب
سما انت سرحانه اوى مالك لتنتبه على حالها و تتركها فى سرعه و هى تقول
لا و لا حاجه بس سرحت شويه  معلش سامحينى بس حاسه ان عندى شويه  صداع و الاحسن اروح استريح    انا هاروح اشوف ادهم فين
لتتفهم الاخرى الموقف مشفقه و تجيب
و لا يهمك يا حبيبتى سلامتك روحى استريحى و انا هابقى اكلمك بكره اطمن عليكى لتتركها و تذهب لتبحث عنه لم يكن موجودا بالقاعه لتتجه الى الشرفه المطله على البحر لتقف مكانها فى صدمه  و تتراجع  كانت الاخرى تميل عليه بل تكاد تحتضنه و تضحك بدلال و الأغرب انهً كان  يبتسم لم يعترض او يرفض ما  تفعله  وًكانه كان راضيا و متقبلاً لسلوكها  هذا و الذى تخطى حدود  اللياقه و الأدب لم تستطع الصمت هذه المره و هى ترى ما يحدث امامها لتناديه بصوت غاضب و هى تظهر امامهما فجاه
ادهم
صدم حينما  رأها امامه و هو فى هذا  الموقف ليتراجع بينما لم تتحركً الاخرى و نظرت لها بايتسامهً فاجره وقحه كانت تريد ان تصرخً عليه و تسأله انً تغضب  امام الناس ان تثور وًلكن كرامتها ابت عليها ان تفعل لتحاول ان تجد صوتها  لتقول و هى ترتعد  من الغضب 
ممكن نروح دلوقت افتكر كفايه كده النهارده والا ايه

كانت لنا ايام  الجزء الثانى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن